مع رجل ذي سياسات "غير تقليدية" كان على قطر وضع خطة "غير تقليدية" للنفاذ إلى "رأس ترامب"، هذا ما كشفت ملامحه صحيفة "وول ستريت جورنال"، قائلةً إن الدوحة ضخت أموالًا، تشكل 4 أضعاف ما كانت تنفقه على جماعات الضغط في الولايات المتحدة.
وأضافت أن قائمة تضم 250 شخصًا يقعون في نطاق الدوائر المحيطة بترامب، اٌستخدمت ضمن إستراتيجية جديدة من قبل قطر، للتأثير على سياساته تجاهها من أجل حماية مصالحها.
وأرجعت "وول ستريت جورنال" التوجه القطري إلى وقوف ترامب في صف دول جوارها الخليجية، التي فرضت حصارًا عليها منذ يونيو 2017، متبوعًا باتهامات لها بدعم مجموعات إرهابية وتهديد استقرارها.
همس في "أذن الرئيس": "يجب الوصول إلى رأسه بأقصى درجة ممكنة"
في العام الماضي، زار جوي آلهام، وهو من أصول سورية يهودية، كُنيس يهودي في شرق مانهاتن بولاية نيويورك، لدعوة محامٍ اسمه آلان ديرشويتز، الأكاديمي المؤيد لإسرائيل، لزيارة الدوحة "بدعوة من الأمير".
لم يلتق " ديرشويتز" بـ"آلحاخام" من قبل، ورفض الدعوة في البداية قبل أن يغير رأيه ويقرر السفر إلى قطر. وفي وقت لاحق علم أنه مٌدرج ضمن قائمة تضم 250 شخصًا قريبًا من ترامب، ساهم في إعدادها شريكه نيك موزين، المساعد السابق للسيناتور تيد كروز.
وشملت القائمة أشخاصًا معروفين بحديثهم إلى "أذن الرئيس"، منهم ديرشويتز، وحاكم أركنساس السابق، مايك هاكابي (والد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز)، ومطور نيويورك ستيف ويتكوف، ومقدم البرامج الإذاعية، جون باتشيلور.
"أردنا صناعة حملة، هذا ما أخبرنا به المسؤولون القطريون بعد المقاطعة، وأنه يجب الوصول إلى رأسه (ترامب) بأقصى درجة ممكنة"، يقول جوي ألهام.
كيف جرت الخطة؟ وماذا أنفقت قطر؟
"وول ستريت جورنال" قالت إن تحركات قطر كانت تستهدف المؤثرين على ترامب، لا سيما مع تغير قواعد اللعبة في ظل وجود رئيس مثله لا يسلك المسارات التقليدية لصناعة القرار، حيث يعتمد بشكل أكبر على أصدقائه والمقربين منه.
وأمام ذلك، قضت مجموعات المصالح طوال الـ 19 شهرًا الماضية، لإعادة التفكير في كيفية التأثير على الرجل، فعلى سبيل المثال تم عرض إعلانات معينة خلال البرامج التي يفضلها الرئيس، فضلاً عن التواصل مع الأشخاص المقربين منه.
إلى جانب نفقات خُصصت لمجموعات ضغط مرتبطة بترامب، وأخرى مثلها لنواب بالكونجرس ومسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.
هذه المساعي كلفت قطر 16.3 مليون دولار في العام 2017، أي 4 أضعاف ما أنفقته في 2016 (4.2 مليون دولار).
وكشفت الصحيفة أنه حتى يونيو 2018، وظفت الدوحة بشكل مباشر 23 شركة لجماعات الضغط، بينما كانت 7 فقط قبل عامين.
وفي غضون ذلك ذهب نحو 20 شخصًا، ممن ضمتهم القائمة، إلى قطر، التي تحملت نفقات السفر بشكل مباشر.
كما سهل "ألهام" و"موزين"، اللذان حصلا على 3 ملايين دولار مقابل عملهم، إجراء لقاءات في أمريكا بين مسؤولين قطريين ومعاونين لترامب.
وجرت اتصالات مع كريس رودي، الرئيس التنفيذي لشركة Newsmax Media، لتقديم عرض قطري لشراء حصة فيها قيمتها ملايين الدولارات، لكن المحادثات انهارت بعد أن نشرت "بوليتيكو" مقالًا يكشف عن المحادثات في مايو الماضي، وفقًا لـ"ألهام".
قالت "وول ستريت جورنال" إن تحركات قطر كانت تستهدف المؤثرين على ترامب، لا سيما مع تغير قواعد اللعبة في ظل وجود رئيس مثله لا يسلك المسارات التقليدية لصناعة القرار، حيث يعتمد بشكل أكبر على أصدقائه والمقربين منه..
قائمة تضم 250 شخصاً يقعون في نطاق الدوائر المحيطة بترامب، اٌستخدمت ضمن إستراتيجية جديدة من قبل قطر، للتأثير على سياساته تجاهها من أجل حماية مصالحها..
قطر تلعب بـ"مستوى كبير من الدهاء"
ترى الدوحة أن جهودها التي استغرقت "وقتًا وموارد" كانت ضرورية لمواجهة "أكاذيب منافسيها الخليجيين" عبر "جيش الضغط" التابع لها والمعني بالتأثير على قرارات ترامب، بحسب ما قاله جاسم آل ثاني، مُتحدث سفارة قطر بواشنطن.
أما جاريت ماركيس، الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، اعتبر أن تحسن علاقات البلدين حدث بسبب ترتيبات ناجحة تمت على مدار العام الماضي، في معرض رده عن سؤال من "وول ستريت جورنال".
"الوصول لكل هؤلاء المؤثرين يعكس مستوى كبيرًا من الدهاء"، قالها مستشار الرئيس الأمريكي السابق ستيف بانون، الذي اعتبر أنه بينما أنفقت دبي والرياض أموالًا بطرق تقليدية "قامت قطر بشيء مختلف".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن حاكم أركنساس السابق حصل على 50 ألف دولار لزيارة الدوحة. وبعدها كتب هكابي في حسابه على تويتر: "عدت للتو بعد بضعة أيام في الدوحة المدهشة الجميلة والحديثة والمضيافة في قطر".
في وقت قال جوي ألهام: "ناشد القطريون ضيوفهم بنشر كلمة حول ما رأوه من أعمال جيدة في قطر، بما في ذلك مساعدتها لإعادة بناء غزة". وأخيرًا كثفت إدارة ترامب اجتماعاتها مع المسؤولين القطريين بشأن غزة.
لكن بعض الأشخاص المُدرجين في القائمة، بمن فيهم ديرشويتز، قالوا "إنهم يشعرون بالخداع لأنهم لم يكونوا على علم بأن الرحلات كانت جزءًا من جهود لضغط (قطر)".
وقال ديرشويتز للصحيفة: "لو كنت أعرف هدفهم معي للتأثير على الرئيس، لما كنت سأذهب".
وامتنع عن مناقشة ما إذا كان قد تلقى أي أموال من قطر، لكنه قال: "إنني لا أقوم برحلات طويلة إلى بلدان أجنبية تدفع لي (تكلفة) طريقي".
ومن جانبه، قال ستيف بانون إنه بينما كان بداية حكم ترامب تتسم بعلاقات جيدة مع الإمارات والسعودية، بدت قطر "غير متعاونة".
وعقب زيارة ترامب للرياضة في مايو 2017، دُفع رجل الأعمال والمتبرع الجمهوري إليوت برويدي، لتنظيم مؤتمر بواشنطن ينتقد قطر والإخوان المسلمين. وهو ما وافق كلام ترامب في مؤتمر صحفي في يونيو 2017 عندما قال إن قطر تدعم الإرهاب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين