شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"عاوزة اتعشى يا تيتا حرام عليكي"... ارحموا طفولة نجمة السوشيال ميديا ساندي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الاثنين 27 أغسطس 201804:13 م
  • الناس بتقول عليكِ تخينة (سمينة)
  • هم مالهم ومالي؟ أنا هاكل كدة على طبيعتي..
  • الأكل بِمَوّت!
  • عاوزة اتعشى يا تيتا حرام عليكي!
  • عاجبك الناس تقول إنه إنتِ وحشة وتخينة بومبا؟
  • هُم اللي وحشين وتخينين وبومبا
حوارٌ دار بين الطفلة ساندي (6 سنوات) وجدتها عبر صفحة "ساندي شو" على فيسبوك، والتي تُديرها الجدة. ما بين جدلهما حول الريجيم الذي لا تريد أن تتبعه ساندي، وما بين بكاء الأخيرة وصراخها مللاً من البقاء في المنزل واعتراضها على كوب شاي بلا سكر، تتمحور تلك الفيديوهات التي تنشرها جدتها بين الحين والآخر.
/?hc_ref=ARTHRAQvKhidiJ0TcrbkU_oZdd2d1uIdXM7sHWn4ak5RX_7Sljq6GPUsIYDF8BeHvRI&__xts__[0]=68.ARBUOujYhRoLyhuxz4uxkMTgP0PfPew05HQ426K7UcC9c3nbjZJkisXY0iea0uJ6TRmlGh_rWgK4uJ5ewbmL95O4RkiYdB_MtEdYiut3q2DC791ET8xbMR6uVUHx3U9u4kXfuZ4GC4-UYcdZFyhxHPFxubvnteTVbf2ei88fxFoIxMSCoNHfU5AZaik&__tn__=FC-R&fb_dtsg_ag=AdyE7Lx4BS82S5NPFrrFsuthXlivmM9ljHYztqdzsVuIbw%3AAdxFwWt1QNYJGDxXyIjCNkrh_0MmfX8Y3e6_9gyzdcVugA "كيوت".. "كلبوظة"... تتلقى ساندي ردود أفعال واسعة إذ يشاهد الفيديوهات عشرات الآلاف وتتخطى مشاهدات البعض منها الملايين، ولكن التعليقات قد تغيّرت مع مرور الوقت، فإن كانت "كيوت" في المرات الأولى لا يعني أنها ستبقى كذلك، خاصةً بعدما لاحظ متابعو الصفحة افتعال الموقف وتكراره، من قبل الجدة، في محاولة منها لتلميع النجمة الصغيرة.

كوميديا ناقصة

يقول المثل "ما أعز من الولد إلا ولد الولد". ما احتمالية أن ترى جدة ساندي في حفيدتها ما لا نراه نحن؟ تعتقد ربما أن في تلك الفيديوات، وفي كلمات ساندي "العفوية" وردود فعلها، كوميديا من الممكن أن تُضحك هذا وذاك. ولكن ما لا تنتبه إليه الجدة أن هناك شبيهة لساندي في كثير من المنازل، تلك الطفلة التي تُضحكنا كلماتها بسبب عفويتها الزائدة، وجرأتها على الحديث أمام الجميع. ولكن جدة ساندي، ووالديها، بعكس الأغلبية العظمى من أولياء الأمور، قرروا بقصد أو بغير قصد نزع طفولتها منها واستغلالها في مواقع التواصل الاجتماعي، التي شئنا أم أبينا تحول أطفالنا إلى أطفال بلا طفولة بين ليلة وضحاها.

هدف عكسي

إن كان القصد من وراء الفيديوهات تشجيع ساندي على التخفيف من وزنها، فلتعلم الجدة أن حفيدتها ستلجأ للمزيد من الطعام لتقهر من حولها، وهي أولهم. نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً حول كيفية التعامل مع الطفل البدين بعنوان "هل تعتقد أن طفلك بدين؟ احتفظ برأيك!". تقول كاتبته فيكتوريا كورِن ميتشل "من الأفضل أن يستقبل طفلك الحياة بمعنويات عالية يملؤها الحب، عن أن يستقبلها بعكس ذلك"، متسائلة "هل نخبر من لا نعرف بأنهم بدناء؟ لماذا نفعل ذلك بأقرب الناس إلينا؟". وأضافت الكاتبة معلقة "يعتقد البعض أن الصراحة داخل المنزل هي تعبير عن الحب، ولكنها عكس ذلك. البدناء يعرفون بأنهم بدناء، ليسوا بحاجة لمن يعلن لهم ذلك، فالإعلان يؤذيهم".
"انتوا ناس وحشين، عايزين تقعدوا بحرب وإرهاب، السيسي هو اللي معيشنا بأمان، أنا لما أكبر هنتخب السيسي".. استُغلت ساندي للتحدث عن السياسة أيضاً
تقول الجدة أن ما يدفعها لنشر هذه الفيديوهات حبها لحفيدتها ورغبتها في تدليعها، لافتة إلى أنها إن كانت تريد الشهرة، "كنت طلعت كل يوم في برنامج". ولكن على أرض الواقع، أين الدلع في الإساءة إليها أمام الآلاف؟

تعمّد الاستفزاز

تتعمد الجدة استفزاز ساندي لعل وعسى تتلقى ردة الفعل المطلوبة. هكذا نرى ساندي طفلة عدوانية، ترد الإساءة بإساءة أخرى، مستخدمة الصوت العالي، البكاء والصراخ للدفاع عن نفسها، إذ تقول في إحدى الفيديوهات "إيه القرف اللي أنا عايشة فيه ده... سيبيني في حالي يا تيتا"، بإيعاز من "تيتا" نفسها. ورغم ذلك، تعود ساندي لتظهر قائلة "منهزر".
/

استغلال الطفولة

تقول الجدة أن ما يدفعها لنشر هذه الفيديوهات حبها لحفيدتها ورغبتها في تدليعها، لافتة إلى أنها إن كانت تريد الشهرة، "كنت طلعت كل يوم في برنامج". ولكن على أرض الواقع، أين الدلع في الإساءة إليها أمام الآلاف؟ تقول المستشارة النفسية عبير دقمة إن "الطفل المستغل لأغراض الشهرة يفتقد إلى تقدير الذات بالشكل الطبيعي، ويسلب منه حقه بإعطائه الحرية لاختيار هواياته وتنميتها بالصورة المناسبة، مما يسبب له القلق والتوتر المستمر مما يؤدي به إلى الاكتئاب". استُغلت ساندي للتحدث عن السياسة أيضاً. "انتوا ناس وحشين... عايزين تقعدوا بحرب وإرهاب... السيسي هو اللي معيشنا بأمان... أنا لما أكبر هنتخب السيسي".
/ أليس من حق طفلة بعمرها أن تلعب مع أبناء جيلها بعيداً عن عدسة الكاميرا بدلاً من قضاء معظم الوقت مع من يلقنها الكلمات بالملعقة؟ ارحموا طفولتها!

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image