شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
خامنئي يتهم الحكومة بـ

خامنئي يتهم الحكومة بـ"سوء الإدارة"... محاولة لرمي المسؤولية عن الأزمة على روحاني؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 13 أغسطس 201804:00 م
اتهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي حكومة بلاده بما أسماه "سوء الإدارة الاقتصادية"، وأضاف أنها لا تساعد البلاد على "الصمود" أمام العقوبات الأمريكية الجديدة. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني في 13 أغسطس عن خامنئي قوله إن سوء الإدارة الاقتصادية تفرض ضغوطاً على المواطنين الإيرانيين العاديين أكثر مما تتسبب به العقوبات الأمريكية، معتبراً أن هذا ليس خيانة و"لكنه خطأ فادح في الإدارة". وأضاف خامنئي: "بإدارة وتخطيط أفضل، يمكننا مقاومة العقوبات والتغلب عليها". وبحسب مراقبين، تحمل تصريحات خامنئي المذكورة بوضوح توجهات معارضة لسياسات الحكومة الإيرانية، وهي أول محاولة في هذا الإطار، منذ فرض عقوبات أمريكية على بلاده. ودفعت العقوبات التي فرضتها واشنطن المصارف والكثير من الشركات الأجنبية إلى خفض تعاملاتها مع إيران. وتتناقض تصريحات خامنئي الأخيرة تماماً مع ما نشره موقعه الرسمي في الثامن من أغسطس حين قال المرشد الأعلى إنه لا يوجد ما يثير قلق بلاده في فرض الولايات المتحدة عقوبات مشددة جديدة عليها. ففي خطاب كان قد ألقاه مؤخراً ونُشر بعد يوم من سريان العقوبات الأمريكية الجديدة، قال خامنئي: "لا تقلقوا على الإطلاق في ما يتعلق بوضعنا. لا أحد يستطيع فعل شيء". وأظهرت الكثير من مقاطع الفيديو التي توثّق التظاهرات التي تخرج في أماكن متفرقة من إيران، اعتراضاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية، أن المحتجين يطلقون هتافات ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته، وهتافات أخرى ضد خامنئي نفسه. وفي واحد من تلك المقاطع الذي بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر متظاهرون في طهران وهم يرددون هتاف "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى خامنئي. ويبدو أن تصريحات المرشد الأعلى الجديدة هي محاولة للقفز من قارب روحاني وتحميله وحده مسؤولية ما يحدث من اضطرابات في البلاد.

الجميع شركاء؟

تأتي تصريحات خامنئي بعد أيام قليلة من فيديو للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد طالب فيه روحاني بالاستقالة. وفي الفيديو الذي نشره نجاد على تطبيق تلغرام، انتقد الأوضاع الاقتصادية والسياسية في إيران، واعتبر أن "جميع المسؤولين" في الحكومة تسببوا بالوضع الحالي للبلاد. وطالب نجاد روحاني بالتنحي عن السلطة، مضيفاً أن الشعب الإيراني مستاء من الأوضاع الاقتصادية الراهنة وأن الحكومة غير صادقة مع الشعب.
روحاني يحمّل المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران للولايات المتحدة و"مؤامرة الاعداء"... ولكن يبدو أن خامنئي له رأي آخر، إذ يرى أن الأساس هو سوء الإدارة الاقتصادية
وبلهجة حادة، أضاف الرئيس السابق: "أعطينا الامتيازات في الاتفاق النووي ولم نحصل على شيء... من المسؤول؟ يا سيد روحاني الشعب لا يقبل بك... أنت والأصوليون والإصلاحيون جميعكم شركاء في ما يحدث". ويرى البعض أن الأوضاع التي تمرّ بها إيران قد تعطي المحافظين المتشددين فرصة للعودة إلى السلطة على طبق من فضة. ويوم 12 أغسطس، ذكر القضاء الإيراني أن 67 شخصاً اعتُقلوا خلال الأسابيع الماضية في إطار حملة ضد الفساد أطلقها خامنئي. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجئي إن أكثر من 100 موظف حكومي مُنعوا من مغادرة البلاد، بحسب ما نقلت عنه وكالة ميزان للأنباء المرتبطة بالقضاء. وفي الثامن من أغسطس، صوّت مجلس الشورى الإيراني لصالح حجب الثقة عن وزير العمل علي الربيعي، الذي يُعَدّ أحد أبرز حلفاء روحاني، في خطوة اعتبر مراقبون أن الهدف منها هو الضغط على الرئيس الإيراني لإجراء تعديل في فريقه الاقتصادي.

مؤامرة الأعداء؟

لكن روحاني لا يرى أنه مسؤول عن الأوضاع التي وصلت إليها بلاده، وكثيراً ما يحمّل المسؤولية للولايات المتحدة وحدها والتي يتهمها بالتآمر على بلاده. وفي أبريل الماضي، قال روحاني إن "مؤامرة الاعداء هدفها بث اليأس والإحباط في صفوف الشعب الإيراني". وفي السادس من أغسطس، هدد واشنطن بأنها "ستندم" على فرض عقوبات على إيران، مضيفاً في كلمة بثها التلفزيون: "أمريكا ستندم على فرض عقوبات على إيران... إنهم يعانون بالفعل من العزلة في العالم. ويفرضون عقوبات على الأطفال والمرضى والأمة الإيرانية". بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقناة الجزيرة القطرية في 13 أغسطس إن بلاده لن تغيّر سياساتها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة عليها، مضيفاً: "لن تغيّر إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأمريكية". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب في مايو من الاتفاق النووي الذي رُفعت بموجبه العقوبات عن طهران في عام 2015 مقابل الحد من برنامجها النووي. وأدى قرار الانسحاب وإعادة فرض العقوبات على إيران إلى موجة بيع للريال الإيراني، في ظل تهافت الشركات والمدخرين على شراء العملات الصعبة لحماية أنفسهم من العقوبات الاقتصادية، ما تسبّب بتراجع حاد في سعر صرفه. وأثار هبوط قيمة العملة وارتفاع التضخم تظاهرات متفرقة احتجاجاً على الاستغلال والفساد، وأطلق الكثيرون من المحتجين شعارات مناوئة للحكومة وصل بعضها إلى حد المطالبة بإسقاط النظام.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image