شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أسرة سلمان العودة: نُقل فجأة لسجن بالرياض ويخضع لمحاكمة

أسرة سلمان العودة: نُقل فجأة لسجن بالرياض ويخضع لمحاكمة "سرية" لا نثق بها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 16 أغسطس 201802:11 م
قالت أسرة الداعية السعودي سلمان العودة إنه يواجه محاكمة سرية بعد نقله "المفاجىء" من سجن في مدينة جدة المُطلة على ساحل البحر الأحمر (غربي المملكة) إلى سجن في العاصمة الرياض. الأنباء الواردة على لسان ابنه عبدالله العودة تأتي بعد مرور قرابة عام على اعتقال الداعية الشهير المُقرب من جماعة الإخوان المسلمين، في سبتمبر 2017. ولم تكشف السلطات السعودية أسباب احتجاز العودة، فيما أرجع البعض ذلك إلى "تغريدة" كتبها الرجل في حسابه على تويتر، دعا فيها إلى التقارب بين قطر والسعودية.
الدعوة جاءت بعد بضعة أشهر من اندلاع الأزمة بين دول خليجية، منها الرياض، إذ اتهمت الدوحة بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة، وهو ما تنفيه الأخيرة.

محاكمة سرية

وتشن السعودية منذ نهايات العام الماضي حملة اعتقالات بحق دعاة يحملون آراء سياسية أو دينية متشددة، ممن يعرفون بـ"شيوخ الصحوة"، بينهم العودة وعوض القرني وسفر الحوالي، وتقول تقارير إن اعتقالهم حدث لتعاطفهم مع قطر، الكائنة في موقع خصومة مع الرياض حاليًا. على تويتر، قال عبدالله العودة: "الوالد اتّصل وأخبرنا بنقله المفاجىء المؤقت من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحائر بالرياض، لا يعلم أي شيء ولا سبب النقل ولا ملابساته. وأخبرنا موظف السجن بوجود محاكمة سرية لا يعرف الوالد أي تفاصيل عنها ولا تهمته فيها ولا مكانها ولا أي شيء مطلقًا". وأعرب عن مخاوفه من عدم خضوع والده لمحاكمة "عادلة"، موضحًا: "في هذه المحاكمة، لم يسمح لأحد بالحضور ولا يبدو أن هنالك أي إجراءات عدالة حقيقية".
تعرّض العودة لسلسلة من الاعتقالات منذ تسعينيات القرن الماضي نتيجة آرائه السياسية، ففي مايو 1991، وقّع معه سفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر (وهم نفس المجموعة المعتقلة معه حاليًا) على خطاب يطالب بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي
أعرب  عبد الله العودة نجل الشيخ سلمان العودة عن مخاوفه من عدم خضوع والده لمحاكمة "عادلة"، موضحًا: "في هذه المحاكمة، لم يسمح لأحد بالحضور ولا يبدو أن هنالك إجراءات عدالة حقيقية".
وحمَلت أسرة العودة السلطات السعودية المسؤولية عن سلامته، كاشفةً توجه أسرته إلى النيابة العامة "للاستفسار، وجاءها الرد بأن الموضوع ليس لديهم ولا يعرفون أي شيء عنه، وأنه تحت إدارة جهاز "أمن الدولة"... ونحن بدورنا لا نثق بمحاكمات سرية مفاجئة تجري دون تفاصيل ودون حضور محامٍ ولا حضور منظمات وأطراف مستقلة ولا تهم واضحة".

داعية ديني بثوب "سياسي" طالب السلطات بإصلاحات ورفض "تكفير المثليين"

"سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحديًا، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه"، كلمات قالها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. علمًا أن تصريحات "بن سلمان" أتت بعد شهر من اعتقال العودة وآخرين، وكان أطلقها في 24 أكتوبر الماضي على هامش "منتدى مستقبل الاستثمار" بالرياض، وفيه أعلن مشروع مدينة "نيوم" ذات المساحات الشاسعة على ساحل البحر الأحمر. ويشغل العودة منصب الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه يوسف القرضاوي القريب من جماعة الإخوان المسلمين. بجانب الاهتمام الذي حظى به الرجل من قبل وسائل الإعلام القطرية لدى نشرها تصريحات ومقالات له. وعلى خلفية خصومة السعودية مع قطر، ربما يأتي اعتقال العودة نتيجة قربه من جماعة الإخوان التي تلاحقها الرياض حاليًا، رغم تاريخ من العلاقات الجيدة معها، كخطوة مُتسقة مع خطوات مماثلة اتخذتها دول عربية أخرى، بينها مصر والإمارات. وتعرض العودة لسلسلة من الاعتقالات منذ تسعينيات القرن الماضي نتيجة آرائه السياسية، ففي مايو 1991، وقّع معه سفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر (نفس المجموعة المعتقلة معه حاليًا) على خطاب يطالب بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي. ونال الداعية المزيد من الأضواء مدفوعًا بانتقاداته الشديدة لتعاون السعودية مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت من غزو الرئيس العراقي صدام حسين). وفي سبتمبر 1993، مُنع سلمان العودة وسفر الحوالي من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة، وفي العام التالي اعتقل العودة مع "رموز الصحوة" في نفس السجن المعتقلين فيه حاليًا (الحائر) قبل أن يطلق سراحه في أبريل 1999. وعاد إلى إلقاء المحاضرات الدعوية شريطة البُعد عن السياسة، إلا أنه وجّه في 15 مارس 2013 خطابًا مفتوحًا للسلطات السعودية، طالبها فيه بإطلاق سراح معتقلي الرأي. وفي جانب من مقالات رأي نُشرت له في الفترة الأخيرة، اعتبر العودة أن "الثورات المُضادة" للانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية أسهمت في تصاعد دور المجموعات التكفيرية. وقال في إحدى تغريدات في يناير 2015: "الإفراط في طلب الاعتدال من التطرف".
وفي مايو 2016، تعرض الداعية السعودي لانتقادات اتهمته بأنه "يبيح المثلية" بعد تصريحات منسوبة له نشرتها صحيفة سويدية، قال فيها إن المثلية الجنسية "لا تستلزم عقوبة ما في الدنيا، بل هي إثم يتحمّله الإنسان في الحياة المقبلة، حسب القول الصحيح في الإسلام، الذي يضمن حرية الإنسان في التصرّف كما يشاء". ورأى  أن المثلية "لا تقصي أصحابها من الإسلام... إذا كانت للمرء أفكار أو مشاعر مثلية، أو عاشها بمستوى حميمي، فالإسلام لا يشجّع على إظهارها للعلن، أو التباهي بها". وبعد تعرضه للهجوم، قال في مقطع فيديو إن تكفير المثليين لا يجوز، مُعتبرًا وصفهم بالخوارج "أشد حرمة من المثلية"، رغم إجماع علماء الدين على حرمة المثلية، واختلافهم على عقوبتها، سواء من يدعون إلى إقامة "الحد" وبين من يتركون المثليين لشأنهم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image