أنا وباقي المخطوفين نطالب الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ مطالب داعش، منها الإفراج عن أسرى التنظيم، ووقف الحملة العسكرية التي تُشنّ ضده، ولو لم يُنَفَذ ذلك سيتم قتلنا.. هكذا تحدثت سيدةٌ من بين من اختطفهم تنظيم داعش المسلح في السويداء جنوبي سوريا خلال مقطع فيديو مصور نشره التنظيم قبل نحو أسبوع. لكن من الواضح أن ما أراده التنظيم لم يُنفذ، كما لم ينجح النظام السوري الذي يشن حملة عسكرية مع حلفاءَ له ضد داعش في تحرير الرهائن، حتى الآن على الأقل، حيث أعلن التنظيم في الخامس من أغسطس قتلَ أحد الرهائن بحسب ما ذكرته شبكة أخبار محلية في السويداء. وشن التنظيم في 25 يوليو هجوماً دامياً على السويداء تخللته مجموعةُ تفجيراتٍ انتحارية وأوقع أكثر من 250 قتيلاً، وانتهى بخطف نساء وأطفال من قبل داعش بحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت شبكة "السويداء 24" المحلية أن داعش قتل شاباً عمره 19 عاماً تم خطفه مع آخرين خلال الهجوم الذي وُصف إعلامياً بأربعاء السويداء الدامي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخبر. كان مراقبون قد تخوفوا من أن يشكّل تقدم القوات الموالية للحكومة السورية تهديداً على حياة الرهائن الذين خطفهم المتشددون. ويوم 29 يوليو، شنَّ سلاح الجو السوري ضرباتٍ متفرقةً تركز معظمها على منطقة "الكراع" التي تُعتبر أبرز مواقع التنظيم في بادية السويداء، وأكد مصدر ميداني محلي استهداف الطيران رتلاً للتنظيم شرقي قرية "أم رواق". وفي الفترة الأخيرة حقق النظام السوري بدعم من قوات أخرى متحالفة معه تقدماً ملحوظاً، واستطاع أن يصل لمناطق عدة كانت خارج سيطرته حتى وقت قريب. أما الجثة الأخرى، فيقول عبد الرحمن إنها لسيدةٌ مسنّة، من المحتمل أن تكون قد توفيت جراء التعب خلال سيرها. بالتالي، وبحسب المرصد، هناك 30 شخصاً ما بين نساء وأطفال لا يزالون محتجزين لدى التنظيم، جميعهم من قرية الشبكي الواقعة في ريف السويداء الشرقي. ويصف مراقبون الاعتداء على السويداء بأنه الأكبر على المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، والتي كانت بعيدة بشكل ما عن الصراع الذي طال أغلب مناطق سوريا السنواتِ الأخيرة. ويحمل إعدام داعش لأول رهينة رسالةً مباشرة للنظام السوري وللقوات الداعمة له مفادها أنه لن يتردد في قتل الرهائن جميعاً، لو لم يحصل على مكاسبَ بعد خسائره العديدة مؤخراً. وتتولى روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري بالتنسيق مع الحكومة السورية مسؤولية التفاوض مع داعش لإطلاق سراح رهائن السويداء، بحسب ما قاله الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا. وكانت رويترز قد نقلت عن مصدر غير سوري مقرّب من دمشق لم تحدد اسمه أو وظيفته أن الجيش السوري أوقف هجومه في وقت مبكر يوم 29 يوليو لكن "المعركة لم تتوقف من أجل الرهائن وإنما خفّت بسبب أمور لوجستية، من تمركز وتعزيز النقاط التي أخذوها". ويمكن ترجمة التصريح بأن حياة الرهائن الذين يحتجزهم داعش لا تمثل أهميةً كبيرة للنظام السوري وللقوات المتحالفة له، وأن ما يهمهم أكثر هو إنهاء التنظيم تماماً من المنطقة. أضاف مصدرٌ أن هناك قناة تواصل غير رسمية فُتِحَتْ للإفراج عن الرهائن، دون تقديم أية تفاصيل عمّا يقصده.
ما الذي حدث في السويداء؟
بداية الأحداث الدامية كانت يوم 25 يوليو، حين نفّذ داعش هجوماً على محافظة السويداء والقرى المحيطة بها، تخللته عدة عمليات انتحارية، وهو التكتيك الذي كثيراً ما يستخدمه التنظيم أثناء أغلب عملياته. حدث كل شيء حين فجّر أربعة انتحاريين من التنظيم أحزمتهم الناسفة، تزامناً مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريف السويداء الشرقي. بعدها مباشرة بدأ التنظيم بشن هجوم واسع على تلك القرى، مكّنته من السيطرة على بعضها لوقت محدود. لكن حدث ما لم يتوقعه التنظيم، وهو ظهور مسلحين محليين من السويداء غالبيتهم من المدنيين الذين قرروا حمل السلاح إلى جانب قوات النظام السوري للدفاع عن مناطقهم. وبدأت اشتباكاتٌ طرفاها مسلحو التنظيم من ناحية، ومسلحو السويداء وقوات النظام من ناحية أخرى. انتهت تلك الاشتباكات بتراجع عناصر داعش إلى نقاط تواجدهم الأساسية في بادية السويداء، عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية. لكن ثمن تراجعهم كان غالياً، حيث قتل أكثر من 250 شخصاً، بينهم 139 مدنياً على الأقل، بحسب الرقم الذي ذكره المرصد السوري. وخيم الحزن على السويداء بشكل واضح يوم 26 يوليو، حين أقيمت جنازة جماعية لقتلى الهجمات. وقبل فراره نجح التنظيم في خطف 20 سيدةً تتراوح أعمارهن بين 18 و60 عاماً، وحوالي 16 طفلاً، خلال الهجوم. وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن في 30 يوليو أن داعش خطف 36 سيدةً وطفلاً أثناء الهجوم، مضيفاً لوكالة الصحافة الفرنسية أن أربع سيدات تمكنّ من الفرار في وقت لاحق، بينما قُتلت اثنتان وعُثر على جثتيهما قرب المنطقة التي شهدت الهجوم، وتبيّن أن إحداهما مصابة بطلق ناري في رأسها."أنا وباقي المخطوفين نطالب الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ مطالب داعش، منها الإفراج عن أسرى التنظيم، ووقف الحملة العسكرية التي تُشنّ ضده، ولو لم يُنَفَذ ذلك سيتم قتلنا"
يحمل إعدام داعش لأول رهينة رسالةً مباشرة للنظام السوري وللقوات الداعمة له مفادها أنه لن يتردد في قتل الرهائن جميعاً، لو لم يحصل على مكاسبَ بعد خسائره العديدة مؤخراً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...