مصر تتوسّط المنطقة العربية وتضمّ نحو تسعين مليون نسمة، أي ربع تعداد سكان العالم العربي، الذي وصل إلى ما يقارب 370 مليون وفقاً لآخر إحصاء صادر عن منظمة الأمم المتحده. تتوجّه الأنظار العربية دائماً إلى مصر، عند كل حدث صغير يهزّها، ويتفاعل الجمهور العربي مع مستجداتها. ولكن هل يهتم المصريون أيضاً بما يحدث خارج بلادهم، وبما يعيشه محيطهم العربي؟
طرح رصيف22 على بعض المواطنين المصريين عدداً من الأسئلة عن السياسة في دول عربية مجاورة. ما هو الحزب الحاكم في الجزائر؟ من هو رئيس حكومة المغرب؟ من هو رئيس الوزراء العراقي؟ ماذا يحصل في اليمن؟
محمد أبو العرب، وهو حارس أربعيني في أحد العقارات بمنطقة الجيزة جنوب القاهرة، لم يعرف الإجابة عن أي من هذه الأسئلة. حالة محمد لم تختلف كثيراً عن حال أمينة فؤاد، بائعة في محل للملابس في منطقة وسط البلد في القاهرة. قالت أمينة: "أنا بصعوبة بتابع أخبار البلد بعد الثورة، لقمة العيش مش بتخليني فاضية حتى أسلم على حد، عايزني أعرف أخبار الدول التانيه". هذه حال جزء كبير من المصريين، المشغولين بلقمة عيشهم عن متابعة ما يدور حولهم. ولكن هل هي حالة عامة أو تختلف باختلاف الحالة الاجتماعية أو التعليمية؟
أنجي محمد، وهي مدرّسة، تقول إن متابعتها لأخبار الدول العربية زادت بشكل ملحوظ بعد ثورة 25 يناير، مشيرةً إلى أن أكثر الدول التي تتابعها هي غالباً دول الربيع العربي وتلك التي تملك علاقات اقتصادية وسياسية مع مصر، سواء كانت علاقات إيجابية أو سلبية، مثل قطر، وذلك رغبةً في معرفة موقفها السياسي والاقتصادي من مصر. تحظى الدول التي تتصاعد فيها الأحداث بين فتره وأخرى باهتمامها أيضاً، لا سيما فلسطين والعراق.
طارق نور، وهو مدير أحد الفنادق السياحية في شرم الشيخ (مدينه سياحية) أكد أنه كان أكثر متابعةً لأخبار الدول العربية قبل غزو العراق، وتخلى عن ذلك بعده، إذ شعر أن لا شيء يستحق المتابعة "بعد سقوط دولة عربية بحجم العراق تحت احتلال أجنبي".
شريف سالم رأى أن المصريين مثل سكان الولايات المتحدة، لا يهتمون بأخبار أي بلد في العالم باعتبار أن بلدهم هي "الدوله العظمى". يقول: "هم لا يهتمون بشؤون الدول العربية لأنهم يعتبرون أن بلدهم أكثر البلدان العربية محورية، وأنهم الأولى بالاهتمام والمتابعه وليس العكس".
لكن مع بدء الانتفاضات والتحولات التي اجتاحت الدول العربية في نهاية 2010، كان لشبكات التواصل الاجتماعي دور مهمّ في إطلاق حلقة وصل بين ما يجري في الشارع وبين وسائل الإعلام العربية والعالمية أو المهتمين في جميع أنحاء العالم. مصر تحتل المرتبة الثانية عشرة عالمياً في استخدام الشبكات الإلكترونية، بـ40 مليون مستخدم هذا العام وفقاً للمرصد الإحصائي العربي على شبكة الانترنت.
عدوان أحمد، من الجنسية الأردنية، يرى أن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، ساعدت في إثارة اهتمام المصريين بأخبار الدول العربيه، لا سيما مع مقدار عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الكبير في مصر. في حين يذهب جوان زيروا، وهو رسام كاريكتير سوري، إلى اعتبار أن عدم اهتمام المصريين بأخبار محيطهم العربي ناجم عن سياسات حكوماتهم، التي تلهيهم بمشاكلهم الشخصية والداخلية، فلا يستطيعون النظر لما حولهم أو إبداء رأيهم فيه.
محمود محي، وهو صحافي يعمل في قسم الشؤون العربية في إحدى الصحف المصرية، يشير إلى أنه يمكن معرفة مدى الاهتمام الذي يحمله المصريون للأخبار التي تصلهم من خلال التعليقات على المواقع الإلكترونية للصحف، لافتاً إلى أن معظم الأخبار العربية لا تلقى أي اهتمام لدى المواطن المصري، إلا إذا كانت متعلقة بحرب أو كارثة في بلد عربي.
يذكر أن بعض القنوات العربية، لا سيما الإخبارية، تخصص برامج أو قنوات للشأن المصري، مثل برنامج الحدث المصري في القناه العربية الإخبارية ذات التمويل السعودي، أو قناة الجزيرة مباشر مصر، التابعة لقناة الجزيره الإخبارية والمملوكة من قطر. يحظى الشأن المصري باهتمام خاص بحسب محمد عبد المعطي، أحد المعدّين في قناه سكاي نيوز ذات التمويل الإمارتي. يقول: "أهمية الحدث هي التي تحدد ما يتمّ التركيز عليه في القناة، لكننا نتعامل مع القاهره كمكان مركزي، وفيها أكبر مكتب خارجي للقناة." في المقابل، لا يوجد برامج كثيرة مخصصة للشأن العربي في القنوات المصرية.
في السياق نفسه، يقول صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي في جامعة القاهرة، أن من أسباب عدم متابعة المصريين أخبار الدول العربية الأخرى كون الشعب المصري يرى أن معظم الأخبار المتعلقة بالشأن العربي هي أخبار رسمية بروتوكولية تقليدية، ليس فيها ما يثيره، على عكس الأخبار المصرية التي تحمل قدراً من الحرية، وفيها انتقادات ودعاية مضادة، مما يجعلها مادة شهية للمواطن العربي، الذي يفتقد أحياناً كثيرة لهذه الحرية في بلده. مع ذلك، يوضح صفوت العالم أن جهل المصريين بأخبار الدول العربية انخفض قليلاً بعد انتشار الفضائيات التي دخلت البيوت المصرية، وأجبرت المشاهد على متابعه أخبار لا تتعلق به بشكل مباشر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع