أبدعن حين غنّينا موال «برضاك»، وخطفن القلوب عندما شدوْن «مولاي إني بباك»، واستطعن تقديم لون الإنشاد الديني المختلف عن المتعارف عليه في المجتمع المصري، إنهن فرقة الحور للإنشاد الديني.
https://youtu.be/aYbNhVIdK78
لم تكن نعمة فتحي مؤسسة فرقة الحور، تضع بالحسبان عندما كانت تفكر في تأسيس فرقة من الفتيات للإنشاد الديني، أن تتحول الفكرة متنفسًا لعدد كبير من الفتيات، اللواتي رغبن في الالتحاق بالفرقة لإشباع هوايتهن في الإنشاد دون التقيد بقواعد السائد والمألوف في المجتمعات الشرقية.
تحدثت نعمة فتحي مؤسسة الفرقة لـ«رصيف 22» عن بداياتها مع الإنشاد الديني، فذكرت أنها كانت تهوى الاستماع للإنشاد منذ صغرها، حيث ترعرعت وسط المنشدين في موالد السيدة زينب والسيدة نفيسة، وكانت دائمة الاستماع إلى الشيخ ياسين التهامي، ومحمد الكحلاوي.
كما كان لوالدتها جانب آخر في دعم تلك الموهبة السماعية، إذ اعتادت اصطحابها إلى الموالد، وظلت كذلك حتى بلغت عامها الـ17، وذلك حينما شدت بأغنية "قمر"، وبدأ حلم الإنشاد الديني يراودها، وبدأ معها حلم تأسيس فرقة للإنشاد الديني من الفتيات.
"في بداية استماعي للإنشاد الديني لعدد من المشايخ والمؤدين، أمثال الشيخ نصر الدين طوبار وطه الفاشني ومحمد عمران والنقشبندي، لاحظت أن كل المنشدين رجال، فقررت البحث عن أحد الأماكن الخاصة بتعليم هذا الفن، والعمل على تأسيس فرقة للإنشاد الديني من الفتيات"، هكذا تحدثت نعمة فتحي عن اللبنة الأولى في تأسيس الفرقة.
في بداية استماعي للإنشاد الديني لعدد من المشايخ والمؤدين، أمثال الشيخ نصر الدين طوبار وطه الفاشني والنقشبندي، لاحظت أن كل المنشدين رجال، فقررت البحث عن أحد الأماكن الخاصة بتعليم هذا الفن.
كان لدى الفتيات تخوف كبير من الظهور الأول، واستطعن التغلب على ذلك بعد الشروع في الغناء، والدخول في عالم آخر من الاندماج مع المقامات الروحية والادعية الدينية.بدأت رحلة نعمة فتحي من خلال الالتحاق بمدرسة الإنشاد الديني التي أنشأها الشيخ محمود التهامي تحت رعاية الصندوق الثقافي في قصر الأمير طاز، فتتلمذت فيها على يد كبار المشايخ في مصر، ولم تكمل دراستها لظروف العمل والدراسة، وبعدها قررت تأسيس فرقة الحور من الفتيات، منهن من كانت تدرس معها الإنشاد الديني، وبدأت في أخذ المشورة من الشيخ وليد شاهين والدكتور عمرو التوني، بالإضافة إلى الشيخ طه الإسكندراني.
اختيار العضوات الجديدات
قالت نعمة إن عملية الدعاية لاختيار فتيات لفرقة الإنشاد الديني، كانت خطوة ليست بالسهلة على الاطلاق، إذ أعلنت عن حاجتها لفتيات موهوبات في الغناء والإنشاد للالتحاق بفرقة خاصة بهن دون إعلان عن التفاصيل وذلك عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تقدم لهذا الاعلان حوالي 50 فتاة، بدأت في تكوين لجنة من الخبراء والمستعمين وكبار شيوخ الإنشاد على رأسهم الشيخ طه الإسكندراني، وتم اختيار 25 منهن. وبعد فترة من التدريب تم الاستقرار على 13 فتاة هن قوام فرقة الحور، على أن تصبح الباقيات بمثابة الصف الثاني من الفرقة كما فرق كرة القدم، مشيرةً إلى أن معايير الاختيار كانت تعتمد على سرعة التعلم، وخضعن جميعاً لتدريبات في المقامات الصوتية.الحفل الأول
تاريخ 26 مايو 2017 كان اللقاء الأول لفرقة الحور مع الجمهور العادي، على خشبة مسرح ساقية الصاوي، وسبقت ذلك مجموعة من الحفلات التمهيدية التي تم إقامتها في بيت الربع الثقافي، آخرها يوم الأول من أبريل بمناسبة يوم اليتيم. وأشارت نعمة إلى أن صعوبة الحفل الأول تتمثل في التغلب على رهبة المسرح والميكروفون، مضيفةً إلى أن عدداً من الفتيات كان لديهن تخوف كبير من الظهور الأول، واستطعن التغلب على ذلك بعد الشروع في الغناء، والدخول في عالم آخر من الاندماج مع المقامات الروحية والادعية الدينية.صعوبات تأسيس الحور
كانت أبرز الصعوبات التي واجهتها الفرقة في بداية تأسيسها "الشائعات"، هكذا تحدثت نعمة فتحي مؤسسة فرقة الحور عن العواقب التي واجهت الفرقة في بدايتها، مشيرةً إلى أن أبرز تلك الشائعات كانت تتعلق بحصول الفرقة على تمويل مادي من بعض الجهات. وهو كلام غير صحيح على الاطلاق، لأن الفرقة عبارة عن مجموعة من الفتيات اللواتي يقدمن موهبتهن من دون اللجوء إلى أي تمويل على الإطلاق، والدليل على ذلك التدرب في أحد الأستديوهات البسيطة في القاهرة.الخط الفني للفرقة
أكدت نعمة فتحي أنها أرادت السير على درب المواويل الشعبية المتعارف عليها في المجتمع المصري، حتى تستطيع كسر حاجز المعرفة بهن، ومع الوقت يتم اللجوء إلى تطوير الخطاب الموجه من خلال الفرقة، فكانت البداية مع الإنشاد الديني الخاص بكل من ياسمين الخيام وعبلة الكحلاوي، وتتم حاليًا محاولة تطويع بعض الأغاني الفلكلورية للفنانة فاطمة عيد. أما عن الآلات المستخدمة خلال حفلات الإنشاد الديني، فقالت "إننا نعتمد على التخت الشرقي في الموسيقى المصاحبة للإنشاد، بما في ذلك للقانون والناي والدف والطبلة والأورج". وتحدثت "فتحي" عن بعض الصعوبات التي تواجه الفرقة أثناء عمليات البروفة، التي تتمثل في بعد بعض الفتيات عن مكان التدريب، إذ يسكن بعضهن على أطراف القاهرة أو حتى خارجها، ومنهن من يواجه ظروف الالتزام بالظروف المجتمعية بعدم التأخير أو مرض أحد الوالدين، وبالتالي يخضعن لتلك الظروف ويصبح عدد الفتيات في جلسة التدريب ثلاثًا أو أربعًا.رأي أرباب المهنة
تنوعت آراء اصحاب مهنة الإنشاد الديني، فمنهم من عارض الفكرة من الأساس على اعتبار أن صوت المرأة عورة، ومنهم من شجع هذه الخطوة، وطالب بخلق خط موازٍ لإطار الإنشاد الديني المتعارف عليه.خطط فرقة الحور
تسعى نعمة فتحي مؤسسة فرقة الحور لضم عضوات جديدات من الأقباط، إذ يتحول الإنشاد من قالب الإنشاد الديني لغناء عدد من الأغنيات القومية المجتمعية، التي يوجد بها جانب كبير من الموضوعات الاجتماعية، مشيرةً إلى أن هناك فكرة أخرى تقوم على فكرة مزج الأناشيد الدينية مع بعض الترانيم في قالب موحد. وأضافت أنه من بين أحلامها أيضاً أن تقوم الفرقة باحياء عدد من الحفلات داخل وخارج مصر، ترقى إلى مستوى أول فرقة للإنشاد الديني للفتيات في مصر. من الفرقة، منى عبده – خريجة كلية الإعلام- أكدت أنها ألتحقت بالفرقة من خلال صديقاتها اللواتي شاهدن اعلان تكوين الفرقة على موقع التواصل الاجتماعي، فقامت بالتقدم للفرقة وخضعت لمجموعة من الاختبارات وتم قبولها. وأضافت أنها ألتحقت بالفرقة منذ عام ونصف، كانت خلالها تدرس بالجامعة، ولم يكن التدريب والحفلات عائقاً أمام ممارسة الإنشاد الديني. وأشارت إلى أن أول حفل لها، كانت على مسرح معهد الموسيقى العربية، ولم تشعر برهاب المسرح على الاطلاق سوى عند بداية غنائها بمفردها، فقامت بإغماض عينيها وعاشت مع الألحان، حتى استطاعت الانتهاء من فقرتها. وتأمل منى في أن تجوب الفرقة جميع أنحاء الوطن العربي، لتغيير مفهوم "ماذا تقدر الفتيات على عمله؟". يارا شريف أحدث المنضمات للفرقة تحدثت عن كيفية انضمامها للفرقة، التي تعرفت عليها من خلال إحدى العضوات السابقات التي رشحتها للانضمام، لما تملك من ملكات صوتية جيدة. وأشارت إلى أن أهلها لم يمانعوا من انضمامها للفرقة، مع أنها لا تزال تدرس بالثانوية التجارية، حيث أنهم رأوا أن تنمية الموهبة ساعدها كثيراً على تحمل المسؤولية في الدراسة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...