شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أنباء عن اعتقال عبد العزيز الفوزان... والأمم المتحدة تطالب السعودية بالإفراج عن

أنباء عن اعتقال عبد العزيز الفوزان... والأمم المتحدة تطالب السعودية بالإفراج عن "الناشطين السلميين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 31 يوليو 201805:44 م
أفاد حساب على تويتر مهتم بتوثيق حالات القبض على ناشطين وسياسيين سعوديين بسبب آرائهم، أن المملكة ألقت القبض على الداعية السعودي البارز عبد العزيز الفوزان بسبب تغريداته. وأتى ذلك في وقت دعا فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السعودية لإطلاق سراح "جميع الناشطين السلميين". وفي 16 يوليو، كتب الفوزان، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، على حسابه الرسمي على تويتر: "مع هذه الحرب الشعواء على الدين والقيم إياك أن تكون ظهيراً للمجرمين أو يحملك حب المال والجاه على مداهنتهم وتزيين باطلهم فتخسر الدنيا والآخرة".
واعتبر ناشطون كثر أن الفوزان قصد بتغريدته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يقود حملة إصلاحات غير مسبوقة في بلاده، لكن منظمات دولية تقول إن انتهاكات عدة تحدث في المملكة لتمريرها. ويقول مراقبون إن الإصلاحات في المملكة لم تمتد إلى المجال السياسي وإن كافة أشكال المعارضة العلنية للسلطة ممنوعة. ولم تؤكد السلطات السعودية أنباء اعتقال الفوزان بشكل رسمي حتى الآن. ونشر حساب "معتقلي الرأي"، وهو حساب على تويتر يقول عن نفسه إنه "يعرّف بمعتقلي الرأي السعوديين"، ما قال إنه معلومات مؤكدة حصل عليها تظهر "أن السلطات السعودية اعتقلت الدكتور عبد العزيز الفوزان وذلك على خلفية التغريدة التي أبدى فيها رأيه". لكن الحساب لم ذكر مصدر ما قاله. وفي 21 يوليو، كتب الفوزان على تويتر ما اعتبره البعض دليلاً على أنه يواجه مشاكل بسبب تغريداته التي يعتبرها البعض ناقدة لإصلاحات ابن سلمان بشكل غير مباشر، إذ غرّد: "أحبتي في كل مكان، لا تنسوني من صالح دعواتكم".
ولم يكتب الفوزان أية تغريدات جديدة بعد ذلك، ما يعطي قوة للأخبار المتداولة عن منعه من الكتابة أو الظهور أعلامياً. ومنذ حوالي الأسبوعين تحدثت بعض وسائل الإعلام عن أن السلطات السعودية منعت الفوزان من السفر ومن النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

الفوزان و"جنود الشيطان"

وفي الفترة الأخيرة، بدأ الفوزان بكتابة سلسلة تغريدات يمكن أن يُفهم منها أنها معارضة للقرارات السياسية التي تتخذ في المملكة. فيوم 25 يونيو، غرد: "إذا رأيت ما يبذله جند الشيطان من جهود وأموال لنشر الشر والفساد ومحاربة الله ودينه تذكرت قول النبي، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها". واعتبر بعض المستخدمين في ردودهم على التغريدة أن الفوزان يقصد ابن سلمان، لكن الداعية لم يؤكد ذلك ولم ينفه. ويوم 18 يوليو، غرد: "أكثر ما يغيظ أعداءنا من الكفار والمنافقين هو تمسك الأمة بدينها واعتزازها بقيمها ووعيها بما يحاك لها، وفشلهم الذريع في إيقاف مدّ الإسلام الذي هو أكثر الأديان انتشاراً في الأرض رغم ضعف المسلمين وتخاذلهم".
بعد سلسلة تغريدات جريئة قيل إنها "قد تستغل من المنتمين للفئة الضالة والخوارج والمنتمين لتنظيم جماعة الإخوان وأشياعهم وأضرابهم من أعداء الدين والدولة والوطن"... أنباء عن اعتقال الداعية السعودي عبد العزيز الفوزان
وبسبب تغريداته، بدأ كثيرون من الدعاة والشخصيات السياسية الداعمة للسلطات السعودية الحالية حملة ضد الفوزان، اتهموه فيها بالتحريض على المملكة. ومن ناحية أخرى، تضامن ناشطون معه وأظهروا دعهم له عبر وسم "كلنا عبد العزيز الفوزان". ويوم 21 يوليو، نقلت صحيفة الرياض السعودية المقرّبة من السلطات عن الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي الجامعة التي يدرّس فيها الفوزان، رفضه قيام الداعية بنشر تغريدات على موقع تويتر وصفها بأنها "دخول في نقاشات خلافية". ووصف أبا الخيل تغريدات الفوزان بأنها تُعدّ "تدخلاً في ما لا يعنيه بدعوى النصح في وسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكداً أن إدارة الجامعة ستتعامل معه بحزم وبما تنص عليه الأنظمة والتعليمات. واعتبر أبا الخيل أن "هذه الطرق المخالفة التي سلكها هذا الأستاذ هدانا الله وإياه قد تستغل من المنتمين للفئة الضالة والخوارج والمنتمين لتنظيم جماعة الإخوان وأشياعهم وأضرابهم من أعداء الدين والدولة والوطن".

مطالبات للسعودية بإطلاق سراح الناشطين السلميين

تأتي أنباء اعتقال الفوزان في وقت دعا فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السعودية لإطلاق سراح جميع "الناشطين السلميين" بمَن فيهم نساء احتجزن لمطالبتهن برفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة. وقال المكتب في بيان في 31 يوليو إن هناك ما لا يقل عن 15 منتقداً للحكومة اعتُقلوا منذ منتصف مايو وإن أماكن بعضهم لا تزال غير معروفة في ظل "افتقار شديد للشفافية في التعامل مع قضاياهم". وواحدة من المحتجزين هي الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة هتون الفاسي التي ألقت السلطات السعودية القبض عليها في يونيو لأنها كانت تخطط لاصطحاب صحافيين في سيارتها للاحتفال بنهاية الحظر الذي كان مفروضاً على قيادة المرأة للسيارة. وحثت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان رافينا شامداساني الحكومة السعودية على الإفراج "غير المشروط عن كل المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين المحتجزين". ورغم أن شامداساني قالت إن هناك إصلاحات حقيقية تحدث على ما يبدو في المملكة، إلا أنها أضافت أن "هذا لم يمتد إلى مجال الحقوق المدنية والسياسية"، معتبرة أن المعارضة في السعودية لا تزال غير مقبولة. وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد ذكرت في تقريرها السنوي للعام 2018 أن السعودية كثفت الاعتقالات وملاحقة الناشطين المطالبين بإصلاحات أو المعارضين سلمياً. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن إن صورة محمد بن سلمان كرجل إصلاحي صُرفت عليها أموال كثيرة، ولكنها تسقط بفعل أعداد الناشطين والمعارضين السياسيين القابعين في السجون السعودية بتهم زائفة، بحسب قولها. ووثقت المنظمة الدولية أن السعودية قامت في أواسط سبتمبر الماضي باعتقال عشرات الأشخاص، من بينهم رجال دين ومثقفون بارزون، في ما بدا أنه هجمة ممنهجة على المعارضين. ودعت ويتسن السعودية إلى "الإفراج عن الناشطين المعتقلين واتخاذ خطوات عملية واضحة إضافية لإظهار نية الحكومة في تحسين سجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان". ولا يمكن لأغلب وسائل الإعلام المستقلة التأكد بسهولة من صحة الأخبار المتداولة عن السعودية، وتعتبر منظمات عدة أن السعودية ليست بيئة خصبة للإعلام المستقل، وتضعها منظمة مراسلون بلا حدود في المرتبة 169 من بين 180 دولة على مؤشرها العالمي لحرية الصحافة، معتبرة أن المملكة ليس لديها "إعلام مستقل" وأن "مستوى الرقابة الذاتية مرتفع للغاية".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image