بكبسة زرٍ يمكن للهاكر اختراق حساب شخصٍ ما وانتهاك خصوصيته من خلال الاستحواذ على صوره وتسريبها إلى العلن، فكيف إذا كانت هذه الصور تعود مثلاً لشخصيةٍ مشهورةٍ والتقطت لها في أكثر اللحظات الحميمية؟ ماذا عن "الزج" بالصور العارية للأشخاص العاديين في المواقع الإباحية أو الاستيلاء على معلوماتهم الشخصية؟
كيف يؤثر هذا "الانتهاك الجنسي الإلكتروني" على الصحة النفسية للضحايا؟
قرصنة الصحة العقلية
تشمل القرصنة الالكترونية جميع الأشخاص بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو عمرهم أو جنسهم، فبأي لحظة يمكن اختراق خصوصيتكم الرقمية، دون حتى أن ينبهكم أحد إلى عملية المداهمة. يمكن للقرصنة أن تحطم معنويات الضحية، وحتى حياتها. في العام 2015 على سبيل المثال، تعرض موقع "آشلي ماديسون" الذي يقدم خدمات إقامة علاقات خارج إطار الزواج، رافعاً شعار: "الحياة قصيرة، بادر إلى تكوين علاقة جنسية" لعملية قرصنة كبيرة ضجت بها الصحف بعدما تبيّن أن ملايين المستخدمين قد تعرضوا لسرقة بياناتهم الشخصية على يد مجموعة تطلق على نفسها اسم "The impact Team". وقد ذكرت الشرطة أن هناك تقارير تكشف إقدام إثنين من مستخدمي الموقع على الانتحار بعد أن نشر قراصنة الإنترنت البيانات الخاصة بهما.عند اختراق خصوصيتكم، فإنكم تتعرضون لنوع من الاضطراب العاطفي، إذ تتساءلون عمّا قد يفعله "الهاكر" بالمعلومات الخاصة التي باتت بحوزته، وبالتالي تتولد لديكم مخاوف من احتمال أن تحدث هجمات مستقبلية قد تشوه صورتكم.
غالباً ما يشعر الضحايا بأنه تم انتهاك خصوصيتهم، من هنا فإنهم يختبرون تجارب مؤلمة وهي المشاعر نفسها التي يعاني منها ضحايا الاعتداءات الجسدية.فكيف تؤثر القرصنة على الصحة النفسية؟ لا شك أن للقرصنة تداعيات خطيرة على الصحة العقلية، خاصة في ظل الجهل في التعامل مع هذه القضية والعمل على إبقاء الضحية في الظلام، اعتقاداً بأن "لفلفلة" الأمور هو الخيار الأنسب إلا أن هذه الخطوة تجعل الأمور أسوأ. وفي حين أن البعض يلجأ إلى أسلوب القرصنة من أجل سرقة المال، فإن البعض الآخر يقوم باختراق الحسابات الإلكترونية والأجهزة الرقمية التي تحمل في الغالب معلومات حساسة وحميمية مثل الصور الخاصة، عنوان السكن، رقم الهاتف... بغية التشهير بسمعة الشخص، الأمر الذي قد يتسبب بصدمةٍ عاطفيةٍ قد تؤدي إلى الاكتئاب. من هنا اعتبر موقع netlok أنه عند اختراق خصوصيتكم، فإنكم تتعرضون لنوع من الاضطراب العاطفي، إذ تتساءلون عمّا قد يفعله "الهاكر" بالمعلومات الخاصة والسرية التي باتت بحوزته، وبالتالي تتولد لديكم مخاوف وهواجس من احتمال أن تحدث هجمات وخطوات مستقبلية قد تشوه صورتكم، خاصة في حال قرر المخترق مثلاً تسريب صوركم الخاصة والحميمية ونشرها بشكل يحدث ضرراً كبيراً لكم سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو المهني. via GIPHY بدورها أكدت د. كاساندرا كروس، المحاضرة في جامعة "كوينزلاند" أن الأشخاص الذين يتعرضون للخرق الإلكتروني هم ضحايا وبالتالي يتعيّن على السلطات التعامل معهم على هذا النحو من خلال تقديم الدعم النفسي، لا سيما أن مثل هذه الجرائم الإلكترونية يمكن أن تسبب التوتر، القلق والاكتئاب، وقد يعاني بعض الأشخاص من صدمةٍ نفسيةٍ حادة. وأوضحت "كروس" أن حدة الآثار النفسية مرتبطة بطبيعة الهجوم، ومدى جديته وسرعة الإحاطة به، كما اعتبرت أن الأمور تزداد سوءاً حين يكتشف الأفراد وقوعهم ضحية الخرق الإلكتروني بعد الحادث بفترةٍ وعن طريق الخطأ، كأن يكتشفون مثلاً أن بطاقة الائتمان قد تعرضت للخرق أو حين يصلهم إيصال بسعر غرض لم يبتاعوه فعلاً:" في هذه الحالة، يمكن أن يختبر الضحايا إحساساً قوياً بالعجز وبعدم القدرة على إثبات ما حدث".
جريمة من دون ضحية؟
في بعض الأحيان، يتم النظر إلى الجريمة الإلكترونية على أنها جريمة من دون ضحية، إلا أن مثل هذه الجرائم يسبب للضحايا مشاكل نفسية وعاطفية ومالية، على حدّ ما أكدته "تيري هوارد"، التي تعمل لدى شركة FEI، وهي الشركة التي تقدم الدعم والخدمات للشركات التي تتعرض لحوادث خطيرة:" كانت المكالمات الهاتفية تدور حول إطلاق النار أو إلقاء القنابل، ولكن خلال السنوات الست الماضية، تلقينا مكالماتٍ كثيرة من شركات تواجه خرقاً للبيانات أو تتعرض لهجوم عبر الإنترنت". كما شددت "هوارد" على مستويات الصدمة التي يعاني منها ضحايا الجرائم الإلكترونية:" غالباً ما يشعر الضحايا بأنه تم انتهاك خصوصيتهم، من هنا فإنهم يختبرون تجارب مؤلمة وهي المشاعر نفسها التي يعاني منها ضحايا الاعتداءات الجسدية". via GIPHYالقرصنة الهوليوودية
من كريستين ستيوارت، ستيلا ماكسويل، مايلي سايروس وصولاً إلى جنيفير لورانس... أسماء عديدة وقعت ضحية الانتهاك الجنسي عبر الإنترنت من خلال تسريب صورهنّ على بعض المواقع الإباحية، الأمر الذي دفعهنّ إلى اتخاذ إجراءاتٍ قانونيةٍ بغية إزالة صورهنّ العارية من هذه المواقع. ورغم التقدم الملحوظ في عملية ملاحقة المقرصنين، إلا أن هذه الهجمات الإلكترونية لا تزال تحدث بين الحين والآخر وتنغص حياة المشاهير إذ تجعلهم عرضةً للسخرية والانتقاد. من هنا كشف موقع fashionmagazine عن التاريخ المظلم للقرصنة في عالم هولييود والاستجابات العاطفية التي ينطوي عليها تسريب الصور العارية الخاصة بالمشاهير: خريف 2011: أول تسريب يهز هوليوود: في سبتمبر 2011، اخترق الهاكر "كريستوفر تشاني" مجموعة من الصور التي تعود لـ50 امرأة تعمل في صناعة الترفيه، بما في ذلك سكارليت جوهانسون وميلا كونيس. وبالرغم من أن هذه الصور وقعت بين أيدي زوجها، إلا أن "جوهانسون" لم تولِ الموضوع أهمية كبرى، إذ قالت لمجلة فانيتي فير:"الأمر ليس كما لو كنت أقوم بتصوير فيلمٍ إباحي". أما المخترق "شاني" الذي استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتخمين عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بالمشاهير، فقد اعترف بذنبه وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. أغسطس 2014: تسريب 500 صورة فاضحة: في 31 أغسطس 2014، سرّب المخترق الإلكتروني "ريان كولينز" 500 صورة حميمية كان قد سرقها من المشاهير على مدى عامين وقام بنشرها على بعض المواقع التي تسمح للمشتركين بمشاركة المحتوى غير الخاضع للمراقبة، على غرار Reddit الذي كان يتضمن منتدى يعمل بشكل رئيسي على توزيع الصور العارية. خريف 2014: رد الضحايا: أكدت كل من جينيفير لورانس وكريستين دانست وكالي كوكو وقوعهنّ ضحية الهاكرز من خلال تسريب صورهنّ إلى العلن، واللافت أن "لورانس" تحدثت عن هذا الموضوع بشكلٍ صريحٍ ومباشرٍ من خلال إدانة الأشخاص الذين قاموا باختراق حسابها وكذلك الذين شاهدوا صورها، متوجهة بالقول: "لكل شخص شاهد تلك الصور، فإنه يكون قد كرّس بدوره الجريمة الجنائية ويجب أن يشعر بالعار"، أما رد فعل كوكو فكان أكثر هدوءاً، بعد أن صرحت: "قررت أن أمسك بيدي زمام الأمور وأحوّل المسألة إلى دعابة، ففي نهاية المطاف ما الذي يمكن فعله غير ذلك؟ via GIPHY والجدير بالذكر أنه من العام 2011 حتى يومنا هذا، هناك عشرات من الصور العارية التي تعود للمشاهير وتم تسريبها إلى العلن ونشرها على بعض المواقع الإباحية، الأمر الذي دفع بعض الضحايا إلى رفع دعاوى قضائية بحق الهاكرز، بانتظار أن يأخذ القانون مجراه ويعاقب الجاني، فيما البعض الآخر قرر الذهاب أبعد من ذلك من خلال بعث رسائل تهديد إلى المواقع الإباحية، والتحذير من العواقب الوخيمة إذا لم تتم إزالة الصور الفاضحة على نحو عاجل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين