سرق الأبناء، أو أحدهم، 400 جنيهٍ مصري، و2 جنيه ذهباً وسواراً ذهبياً، لتُسرع والدتهم، الطبيبة بالمركز الطبي بدمياط الجديدة، وتروي "الحكاية" لزوجها الجامعي بكلية الطب في جامعة الأزهر، جمال عبد الشافي، مساء الأربعاء الماضي، حتى تحّول سكون منزلهم إلى مكان أشبه بـ"غرفة التعذيب" لـ36 ساعةً بحسب موقع "أخبارك" المصري.
احتجز الأب أبناءَه الثلاثة، أكبرهم في الـ17 من عمره، لمعرفة السارق من بينهم، وبين يديه "سير موتور غسالة مثبت به مفك حديد لإحكام السيطرة عليه" لـ"تعذيبهم على الأصول"، وكأن دنيانا لا قانون فيها، ولا حقوق طفل، ولا إنسان.
وصلة التعذيب لم تنتهِ الأربعاء، مثلما بدأت، بل استمرت حتى الخميس. توقف الأب قليلاً لإرضاء ربه، متجهاً إلى المسجد لتأدية صلاة العشاء، ليعود ويجد الابن "الأوسط"، عبد الرحمن، 13 عاماً، قد فقد الحياة، بعد أن زادت عليه "جرعة" الضرب والتعذيب عندما اعترفَ شقيقاه أنه السارق.
هل يعلن قتله لابنه؟ لمن يعترف وأين يذهب؟ بلا "مسؤولية"، تخلص "الأب" من جثمان ابنه، برميه في مكان قربَ المنزل، ومثلما نشاهد في الأفلام "الرخيصة"، اتصل بالشرطة، تحديداً بالرائد محمد مجاهد، رئيس مباحث قسم شرطة دمياط الجديدة، الساعة العاشرة مساءً، متوسلاً إليه "لمعرفة القاتل": "اختفى ابني وعثرت عليه مقتولاً"!
قررت النيابة العامة المصرية أولاً عرض الجثة على الطب الشرعي، وبعد المناظرة، عقد مدير أمن دمياط اجتماعاً مع فريق البحث، واستعرض آنذاك خطة البحث كالتالي: "مناقشة الأب مرة أخرى، مناقشة الزوجة وأشقاء الضحية"، ومناقشة رواد المنطقة التي تصادف وجودهم خلال العثور على الجثة.
"الإصابات" المماثلة في جسدي شقيقي "عبد الرحمن"، كانت أحد "خيوط" معرفة فعل الأب البشعة، بالتنسيق مع الأم التي لا تنتمي إلى عالم "الأطباء"، لأنهم أكثر طيبةً من ذلك، ولأن ما يفعلونه في المستشفيات هو "تخفيف الأوجاع"، لا القتل، ولا تقبل الضرب الذي لا يمكن أن يكون أذى جسدي فقط، بل نفسي على الدرجة الأولى.
وبعد اعتراف الأب، وكشف الجريمة "المتعمدة"، أمرت النيابة العامة بحبسه لـ4 أيام على ذمة التحقيق.
"السرقة حرام"
ربما ظنّ الأب، أن ضربه لابنه كان لتربيته على الأخلاق الحميدة، لأن "السرقة حرام" في جميع الأديان، لا الإسلام وحده، لكن ماذا عن القتل المتعمد؟ هل "رسالة" "عدم السرقة" أكثر أهمية من "عدم القتل والتعنيف"؟ وكيف ينظرُ إليه ولداه المتبقيان اليوم؟ هناك أسئلة أُخرى لا بد من طرحها: ماذا فعل "عبد الرحمن" بالمال؟ وما احتمالية "إرجاع" ما سُرِقَ إن كان الأب قد تعامل معه بطريقة "حضارية"، أو "أقل وحشية" على الأقل! بحسب موقع "اليوم السابع"، وزَّعَ "عبد الرحمن" المبلغ المالي ما بينه وبين أشقائه. لماذا الضرب المبرح إذاً إن كان إرجاع المال ممكناً؟ أو أن الضرب كان من أجل "التهذيب" فعلاً؟ لا قهراً ولا زعلاً على "هدرها"؟إلى ماذا توّصلنا؟
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها لا في مصر، ولا في العالم. لكن المثير للانتباه، هو أن في "يوليو" فقط، سُجِّلَت أكثر من حالتين مشابهتين. فأُمٌ مصرية تدعى "أماني" وضعت أطفالها الـ3 المتوفين نتيجة حريق في أكياس، ورمتهم في الشارع في محافظة "الجيزة" في مصر. https://youtu.be/8QPoOgBWHsk "هربت من أهلي وجئت القاهرة وأنجبت أبنائي الثلاثة من رجال مختلفين، ثم تزوجت برجل من شبرامنت وكتب الأطفال باسمه لكني هربت منه بسبب سوء معاملته لي وجئت كي أبقى مع أم نيللي (شريكتها في الجريمة) في منزلها بعد أن تعرفت عليها". وأضافت: "كنت أنزل للعمل ليلاً مع أم نيللي في ملهى ليلي، وكان نجلي محمد شقي جداً فأضطر لإغلاق باب الغرفة عليه مع إخوته خشية قيامه بشيء".توقف أستاذ الجامعة الأزهري، من وصلة "التعذيب"، متجهاً إلى المسجد لتأدية صلاة العشاء، ليعود ويجد ابنه "السارق" قد فقد الحياة. "أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، مع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم".
تخلص "الأب" من جثمان ابنه، برميه في مكان قربَ المنزل، واتصل بالشرطة متوسلاً إليها "لمعرفة القاتل": "اختفى ابني وعثرت عليه مقتولاً"!وعندما عادت من العمل يوم الحادثة مع أم نيللي، وجدتا دخاناً ينبعث من المنزل، والأطفال قد فارقوا الحياة في الغرفة، وفي محاولة للهروب من المسؤولية بسبب الإهمال، قررت أماني لف الجثث ورميها، ومن ثم الرحيل إلى مكان آخر. "جريمة" أخرى ارتكبها والد "علا"، 5 سنوات، عندما اعتدى عليها باستخدام ماسورة المياه، لأنه عندما توجه للحضانة، أخبرته المعلمة الخاصة بها أن مستواها الدراسي ضعيف، وعند وصوله إلى المنزل، حاول تدريسها ولاحظ عدم استطاعتها قراءة أو كتابة أي كلمة. "كل ما أردته تخويفها لعدم قيامها بمذاكرة دروسها"، هذا ما قاله والدها نادماً، علماً أن محكمة جنايات القاهرة قضت بحبسهِ سنة وأمرت بإيقاف تنفيذ العقوبة، استناداً على أن المتهم هو العائل الوحيد لأسرته، وحفاظاً على طفلته التي ولدت بعد وفاة شقيقتها. كل ما يمكن قوله لأهل "عبد الرحمن"، ولـ"أماني"، ولوالد "علا" هو: "أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم"، مثلما قال الأديب اللبناني جبران خليل جبران.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين