لبنان يسير بخطى ثابتة ليصبح دولة مُصدرة لمصممي أزياء ماهرين ومبدعين. فبعدما بهر إيلي صعب وربيع كيروز وجورج حبيقة العالم في أسبوع باريس للأزياء الراقية على مدى سنوات، مهّدوا الطريق أمام مصممين لبنانيين صاعدين أثبتوا حضورهم على الساحة اللبنانية.
المبادرات الفريدة من نوعها مثل Starch Foundation التي أسسها ربيع كيروز وتالا حجار، بالإضافة إلى منصات البيع الإلكتروني مثل مبادرة Mooda.com، تحولت إلى ركائز أساسية لإطلاق مصممين لبنانيين صاعدين. في خضم هذه الموجة الكبيرة من انتشار المصممين، من هم المصمّمون الذين نجحوا في إثبات أنفسهم، واستحوذوا على إعجاب الجمهور؟ في ما يلي سبعة أسماء لا بدّ من تذكرها.
رونالد عبدالله، المشعوذ
برز المصمم الأنجلو-لبناني رونالد عبد الله، مؤسس House of Ronald ومديره الإبداعي، كمصمم عالمي مبدع في مرحلة مبكرة من حياته المهنية. لا تقدم دار الأزياء، ومقرها لندن، مجموعات الملابس الجاهزة وحسب (يمكن العثور عليها في متجر هارفي نيكولز Harvey Nichols في الكويت) بل الملابس الراقية أيضاً، وفساتين الزفاف المفصلة بناءً على الطلب تلبية لرغبات زبائن بارزين في الشرق الأوسط.
في عام 1999، انتقل رونالد إلى لبنان لمتابعة تخصصه في مدرسة التصميم الفرنسية الشهيرة ESMOD، في فرعها في بيروت. انتقل بعد ذلك إلى جامعة عام 2002 إلى Central Saint Martins ثم انضم إلى إحدى أرقى دور الأزياء في بيروت، دار ربيع كيروز، كمصمم أزياء. في صيف عام 2007، قرر رونالد العمل منفرداً ففتح محترفاِ خاصاً به لتصميم الازياء. وفي عام 2010، أصبح أول مصمم لبناني يتم اختياره لبرنامج المنح الدراسية المرموقة Maison Euro-Méditerranéene de la Mode.
في مجموعته الرابعة عشرة تحت عنوان Illusions، بقي رونالد وفياً لأسلوبه الجريء والأنثوي، مع تفاعل فريد بين أساليب الموضة الغربية وعناصر التزيين التقليدية الخاصة بالشرق الأوسط.
ريا مرقص، النحاتة غير التقليدية
تقف ريا مرقص وراء الاسم المتميز Bird on a Wire. بدأت المصممة المقيمة في بيروت مسيرتها الفنية في دار ربيع كيروز. عام 2009 قررت أن توجه موهبتها لتصميم مجموعتها الخاصة من الملابس الجاهزة والمجوهرات: Bird on a Wire، خاضت تجربة تفكيك الهياكل حولها لسطور وأشكال صنعت منها قطعاً فريدة. تجمّد مرقص اللحظات من خلال تصاميمها المنحوتة. تقول: "أنا في الأصل مهندسة معمارية ومصممة داخلية، تفكيري ثلاثي الأبعاد".
في إحدى مجموعاتها "When The Wind Blows"، تستخدم مرقص موادَّ مثل الألياف الزجاجية والراتنج، ما يجعل ملابسها تبدو وكأنها في مهب الريح. لكن لا تنخدعوا بالمظاهر، فملابسها مريحة جداً، حتى أن بعض الناس يصفونها بالـ"عناق". وصلت مرقص إلى الدور النهائي في فئة المجوهرات في مسابقة المواهب International Talent Support عام 2013. يمكن التعرف إلى تصاميمها على منصات Not Just a Label وMySouk، أو في محترفها في بيروت.
كريكور جابوتيان، الساحر
انضم كريكور جابوتيان إلى مدرسة التصميم الفرنسية الشهيرة ESMOD في بيروت، في سبتمبر 2005، عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً. بعد ثلاث سنوات، أصبح كريكور جزءاً من الفريق الإبداعي لإيلي صعب، حيث عمل سبعة أشهر. في مارس 2008، دعي جابوتيان لاطلاق أولى مجموعاته Une Noce Funebre في أسبوع دبي للموضة في إطار Splash Emerging Talent. شكّل 16 أغسطس اليوم الذي نضجت فيه تجربة جابوتيان المهنية، عندما عرض مجموعة الورود الزرقاء Les Fleurs Bleues في مزار فاريا بالتعاون مع دار ربيع كيروز. قدم بعد ذلك إبداعاته في محالّ Starch وسط بيروت، قبل أن يقرر أن الوقت قد حان ليفتتح محترفاً خاصاً بتصاميمه، منفّذاً مجموعة La Fille du Temple، التي أطلق عبرها مخيلته.
لارا خوري، التجريبية
تملك لارا خوري شغفاً مميزاً برسم العالم وإلباس ساكنيه، وهي تخلق أكواناً من النسيج. انضمت خوري إلى مدرسة التصميم الفرنسية الشهيرة ESMOD في بيروت عندما كانت في الـ18 من العمر، وهناك ازداد شغفها بعالم الأزياء مع كل غرزة إبرة. تكرّس هذا الشغف عندما عملت مع إيلي صعب في بيروت. لم يطل الوقت حتى قررت الانطلاق وحدها، فأسست بين 2008 و2009 علامة تجارية خاصة هي ILK، منصة كشفت عبرها عن فنها ورهافة ذوقها الجمالي. في الوقت نفسه، عرضت لارا أول تصاميمها في محالّ Starch، فشجعها الإعلام والجمهور تشجيعاً كبيراً وصل إلى قمته عام 2010، ما أعطاها الثقة الكافية لإطلاق أولى مجموعاتها Lara Khoury Becomes Lara Khoury، وأصبح لها صالة عرض خاصة في شارع غورو وسط بيروت. في مايو 2011 انتخبت لتمثل لبنان في الدفعة الثانية من La Maison Mediteranenne des Metiers de la Mode في مرسيليا. أسلوب لارا خوري صادق وجريء. ينطوي على روح الشباب، وهو معنيّ دائماً بالتفاصيل، مع ما يحمله من شغف بالحرية والابتكار.
حسين بظاظا، المعجزة الشابة
بعد تجارب له في العديد من المجالات الفنية بما في ذلك الرسم والتصوير والتوجيه الفني، وجد حسين بظاظا نفسه في عالم الموضة. درس تصميم الأزياء وصنع الأنماط في ESMOD، ثم عمل في دار ربيع كيروز ومع إيلي صعب كمصمم مبتدىء في بيروت. أطلق مجموعته الأولى للملابس الجاهزة عبر مؤسسة Starch في بيروت عام 2012. رؤية بظاظا الإبداعية وفهمه لعقول النساء وتفكيره النظري، هذه كلها عناصر أتاحت له نيل لقب أفضل مصمم صاعد في المنطقة ضمن جوائز ELLE Style، وهو لا يزال في مستهل نجاحه. يمكن الوصول لتصاميم بظاظا على منصة Not Just a Label، ورؤيتهوراء الكواليس مع Elle Oriental.
دينة خليفة، مصممة النسيج
عادت دينا خليفة إلى بيروت من جدة حيث ترعرعت، كي تحصل على درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي. فضولها لاكتشاف إمكانات الرسم على الأسطح المختلفة دفعها لتدرس فنّ تصميم المنسوجات والرسم على سطوحها. سافرت لاحقاً إلى مدريد، مدينتها المفضلة، لتعزيز شغفها. بعدها عادت إلى بيروت وأطلقت أولى مجموعاتها عبر مؤسسة Starch. تضمنت المجموعة بشكل أساسي أوشحة وقمصاناً حريرية ومجوهرات تحمل علامتها المميزة: روح الفرح والفكاهة. يمكن الوصول لأعمال خليفة على منصة Mooda.com.
جورج قزي وأسعد قسطا، الثنائي الحاذق
AZZI&OSTA هي مولودة الشراكة بين المصممين جورج قزي وأسعد قسطا. تخرج المصممان من ESMOD وفازا بجائزة رئيس لجنة التحكيم إيلي صعب وجائزة لجنة التحكيم على مجموعتيهما في تخرجهما من الكلية. بعد التخرج، انضما إلى قسم الإبداع الفني لدى إيلي صعب كمساعدي مصمم لما يقارب 18 شهراً، ما أتاح لهما التعرف أكثر على مقاربة كل منهما للتصميم. عرض المصممان مجموعتهما الأولى في بوتيك فاخر في وسط بيروت عام 2010 ولقيت ترحيباً واسعاً. لاحقاً، افتتح الثنائي صالة عرض خاصة بهما في بيروت.
جذور الإبداع لكل من أسعد وجورج عميقة جدا وتعود إلى طفولتيهما. يقول قزي إنه كان لجدّتيه تأثير كبير في ذوقه الجمالي المتصل بالأزياء، إذ كانتا تخيطان فساتين رائعة. ومع مرور السنوات، ومن بين كل الحركات الفنية التي قاربها، وحدها السريالية بقيت تتردد في داخله. قسطا من جهته وجد وحيه في الأوقات الكثيرة التي قضاها وهو يراقب أمه تصمم فساتينها الخاصة. تلهمه اليوم السينما السوداء كما الموسيقى الكلاسيكية. أسلوب قزي وأسطا هو زواج بين الروح الأصيلة وتركيبات الحداثة المثالية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.