عندما هاجمت قوات النظام السوري المعارضة المُسلحة في محافظتي درعا والسويداء (جنوب البلاد)، اللتين بات سقوطهما في يد بشار الأسد مؤكدًا، كان لافتًا ظهور قوات روسية في صدارة مشهد اللقطات الأولى المصورة للأوضاع في المنطقة.
ربما كانت رسالة قُصد بها طمأنة إسرائيل الرابضة على هضبة الجولان المحتلة القريبة من مناطق المواجهات الدائرة في الأيام الأخيرة، لكن مخاوف تل أبيب من انتشار قوات إيرانية لم تهدأ.
وبالأمس، أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار بصاروخ باتريوت، قالت إن نظام الأسد سيَرها في أجوائها الشمالية. ومعها تجدد الجدل حول الوجود الإيراني في سوريا.
وعندما حلَ الليل سُمع دوي قصف طائرات إسرائيلية لـ 3 مواقع للجيش السوري في مدينة القُنيطرة الجنوبية ومناطق أخرى.
نتنياهو: لن نستهدف دمشق إذا خرجت إيران من سوريا
في روسيا، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشاورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هدفها الرئيس الضغط من أجل خروج إيران من سوريا. واعتاد نتنياهو إطلاق التهديدات والتحذيرات من الانتشار الإيراني، مُستغلاً على نفس الوتيرة تقارب تل أبيب مع عواصم خليجية تشاركه في المسلك عينه، مُعتمدًا في ذلك على خطاب "طائفي"، تارةً يحذر من "جيش شيعي" تبنيه طهران في سوريا، وتارة يهدد بالوقوف أمام تمدد "إمبراطورية إيران". وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أبلغ روسيا أن إسرائيل لا تنوي تهديد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وطلب من موسكو إخراج القوات الإيرانية من سوريا. وفي مطلع يوليو الجاري، قالت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن الأسد أصبح حليفا لإسرائيل، مُشيرةً إلى تغير في وجهات نظر نتنياهو، لا سيما مع عودة النظام السوري للسيطرة على أغلب المناطق في البلاد. ووفق "هآارتس"، فإن عمليات البحث والمراقبة والتدقيق التي قام بها الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية خلال العامين الماضيين لم تقدم دعمًا فعليًا للرئيس السوري، إلا أن التقديرات تشير إلى أنهما يتعاملان معه على أنه الحاكم الفعلي والمستقبلي لبلاده. ونقل المسؤول عن نتنياهو قوله لبوتين خلال اجتماع في موسكو "لن نتخذ إجراءات ضد نظام الأسد وعليكم بإخراج الإيرانيين". وقال إن روسيا تعمل بالفعل على إبعاد القوات الإيرانية من مناطق في سوريا قريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وإنها اقترحت أن تظل على بعد 80 كيلومترًا لكن هذا لا يفي بمطلب إسرائيل بخروجها بشكل تام. وفي الشهور الأخيرة استهدفت تل أبيب منشآت وقواعد عسكرية في سوريا، منها مصنع صواريخ، قالت إسرائيل إنه يتبع إيران. وذكرت "هآارتس"، في تقريرها أن التعاون الوثيق بين إسرائيل وروسيا سمح لقوات الاحتلال بمهاجمة حزب الله الشيعي اللبناني، والأهداف الإيرانية في سوريا، وبهذه الطريقة انضمت إسرائيل إلى التحالف غير الرسمي المكون من الدول التي تدعم استمرار حكم الأسد. في حين يعود تاريخ العلاقات بين طهران ودمشق إلى العام 1979، عندما أقام رجال الدين الشيعة في إيران تحالفًا مع عائلة الأسد بعد استيلائهم على السلطة مباشرة من الشاه، محمد رضا بهلوي، المدعوم من الولايات المتحدة. وواجه زعماء إيران الشيعة النظام الملكي السني في السعودية، في حين أن عائلة الأسد، من الأقلية العلوية المرتبطة بالشيعة، قد حكمت سوريا ذات الأغلبية السنية بقبضة حديدية. وكان حافظ الأسد ومؤسس النظام هو الزعيم العربي الوحيد الذي يقف إلى جانب إيران في حربه الطويلة والدموية ضد صدام حسين المدعوم من السعودية في الثمانينيات. وكانت إيران والجماعة التي أصبحت فيما بعد حزب الله قد ساعدتا حافظ على استعادة نفوذه في الحرب الأهلية اللبنانية بعد غزو إسرائيل للبلاد عام 1982. وبرز دور إيران وحزب الله مرة أخرى في عام 2005 عندما ورث بشار الحكم عن والده. وفي عام 2000 تم تحجيم النفوذ السوري في لبنان.طهران وموسكو: خلاف مؤجل على النفوذ في سوريا
ربما تتشارك روسيا وإسرائيل في الرؤية تجاه مغادرة القوات الإيرانية سوريا، لكن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف يعتبر مطلب تل أبيب "غير واقعي تمامًا". ويصعب تقدير عدد القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا. وفي سبتمبر 2017، استشهدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بتصريحات لقائد في حزب الله لموقع "Middle East Eye"، قال فيها إن الحزب له 10 آلاف مقاتل في جنوب سوريا. وفي 2013، اعترف حزب الله بدوره في القتال الدائر منذ سنوات في سوريا. مسؤول إيراني أيضًا قال في 17 يناير 2018، إن 2000 من مقاتلي لواء "فاطميون" الإيراني قد ماتوا، وإن 8 آلاف آخرين أصيبوا بجروح منذ وصولهم إلى سوريا. فضلًا عن ألوية أخرى، بعضها يحمل أسماء "زينبيون، بقية الله"، ولواء الإمام علي، التابع لقوات الحشد الشيعي العراقية. وفي وقت تأخر تدخل روسيا العسكري بشكل مُعلن إلى سبتمبر 2015، كانت إيران متورطة بالفعل في سوريا منذ أواسط العام 2011، رغم أن مسؤوليها يقولون إن دورهم "استشاري" قبل أن يشارك مرشد الثورة الإسلامية، آية الله خامنئي، في حشد المتطوعين للقتال هناك. وتحتفظ موسكو وطهران بعلاقات سياسة وعسكرية وطيدة، لكن حليفا دمشق لديهما حسابات أخرى، ففي حين تبقى سوريا حليفًا عتيقًا للأولى، وتشكل قاعدة نفوذها الباقية من إرث الاتحاد السوفياتي، وورقتها التي أجادت استخدامها في العودة للتأثير على مجريات السياسة الدولية. بينما تتركز اهتمامات طهران على أهداف رئيسة، هي محاربة التهديد الجهادي السني قبل وصوله إلى إيران، وإبقاء الأسد في السلطة كعميل مفيد ولكن تابع. وإنشاء طريق بري في جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان من أجل تدعيم العمق الإستراتيجي وإنشاء خطوط إمدادات متعددة للميليشيات التابعة. وفي مايو الماضي، أثارت تصريحات المبعوث الخاص الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، غضب طهران، لحديثه عن ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، بما فيها القوات الإيرانية. وفي المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: "لا أحد بإمكانه إجبار إيران على الخروج من سوريا"، وشدد على أن طهران "بلد مستقل وتتخذ سياساتها بناء على المصالح القومية في المنطقة والعالم". وفي يناير الماضي، شن موقع "تابناك" المُقرب من الحرس الثوري الإيراني هجومًا على روسيا، وعبَّر عن خيبة الإيرانيين من سياسة موسكو في سوريا، مُعتبرًا أن إيران تعرَّضت للخداع. تعليق "تابناك" جاء في معرض تعليقه على اتفاق بين النظام السوري وروسيا على إعادة إعمار سوريا، بموجبه اُستبعدت إيران وشركاتها من العملية. وهو ما وصفه الموقع بأنه "خدعة روسية سيئة للإيرانيين في سوريا".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ ساعةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...