"الإرهاب هو التحدي الأمني الرئيسي في العالم، أصوله تعتمد على إيديولوجية التطرف والطائفية والتعصّب، التي تعود أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين". قد أتوقع كلمات كهذه من الكاتب الإسباني "خورخي كاتشينيرو"، لكنني لم أتوقع أن تكون آراء عضو "هيئة كبار العلماء في الأزهر" علي جمعة مشابهة لقوله إن يوم "ثورة 30 يونيو" هو من أيام الله، وهو اليوم الذي نصر فيه الله المؤمنين ومكّنهم في الأرض وأزال "دولة الفاسقين الفاسدين المجرمين"، أي "دولة الإخوان المسلمين"، قبل أن يكمل "لعنة الله عليهم جميعاً".
"دين السلام"، الذي يتّبعه "علي جمعة"، المثير للجدل أحياناً، هو الذي دفعه إلى إطلاق هكذا تصريحات أمس في برنامجه "والله أعلم" على شاشة "سي بي سي"، وذلك بمناسبة مرور 5 سنوات على "ثورة 30 يونيو"، التي أسقطت الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بعد سنة على تولّيه منصب رئيس الجمهورية، وأسقطت معه حكم جماعة الإخوان.
وأضاف جمعة أن "يوم ثورة 30 يونيو" هو من "أيام الله لأنه أزاح الغمة وكشفها عن هذه الأمة، وأزالها عنهم"، مشبهاً ذلك اليوم بيوم فتح مكة. وأشار إلى أن "الله قد خذل الإخوان المسلمين، ولم يوفقهم لمدة 90 عاماً منذ تأسيس حسن البنا جماعة الإخوان عام 1928، لأنهم كانوا ضد الإسلام، والمسلمين، والأوطان من أجل أمور ليسوا أهلاً لها".
لم يكتفِ جمعة بالحديث عن "ثورة 30 يونيو"، بل هاجم البلاد المؤيدة لـ"الإخوان المسلمين"، أي قطر وتركيا، وخصّ بالذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووصفه بـ"الفاسد، والذي لا يُعتبر سلطان المسلمين". ومثلما يحتفل الشعب المصري بالمولد النبوي، طلب جمعة من المصريين الاحتفال بذكرى "ثورة 30 يونيو، ويحمدوا ربهم ويصلون له شاكرين".
عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر علي جمعة: "يوم ثورة 30 يونيو هو من أيام الله، شبيه بيوم فتح مكة، لأنه أزال "دولة الفاسقين الفاسدين المجرمين"، أي "دولة الإخوان المسلمين"، بينما يقول الكاتب وائل قنديل: "30 يونيو هو يوم من أيام الله للشعب الإسرائيلي والكيان الصهيوني فقط".
عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر علي جمعة: "الله قد خذل الإخوان المسلمين، ولم يوفقهم لـ90 عاماً، لأنهم كانوا "ضد الإسلام، والمسلمين، والأوطان من أجل أمور ليسوا أهلاً لها.. وأردوغان ليس سلطان المسلمين!"وفور عرض الحلقة، تعرّض "علي جمعة" لهجوم شرس من الكاتب المصري وائل قنديل من على منبر قناة "الجزيرة"، الذي اعتبر أن "كلام جمعة منقول حرفياً من خطاب الحاخامات في إسرائيل"، ومؤكداً أن "30 يونيو هو يوم من أيام الله للشعب الإسرائيلي والكيان الصهيوني فقط". قد يتفق البعض مع "علي جمعة" وقد يعارضه آخرون، ولكن لا يمكن انكار حاجتنا إلى "شيوخ دين وسطيين"، لأننا للأسف ومن دون وعي، ربطناهم جميعاً بالإخوان المسلمين، الذين خلطوا الدين الإسلامي بالأحزاب والسياسة، حتى أصبحنا لا نفرق بينهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...