من رئيس شرفي للنادي الأهلي إلى مالك نادٍ جديد، اسمه "الأهرام"، هكذا فتح رئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، "شوال الرز" بأريحية ليثير تساؤلات حول ناديه على نحو يبشر بعواصف صاخبة يُحتمل أن يشهدها الدوري المصري لكرة القدم في مواسمه المقبلة، ولا سيما في وجود رجل عاشق لإثارة الجدل.
ويشار إلى آل الشيخ بصفة "مُستثمر سعودي أو خليجي" دون إعلان اسمه عند الحديث عن صفقة شرائه نادي "الأسيوطي سبورت" قبل استبدال اسمه إلى "الأهرام أف سي".
ويملك النادي الذي أصبح بين ليلة وضحاها ملء السمع والبصر رجل الأعمال محمود الأسيوطي، ومن هنا جاء الاسم " الأسيوطي"، وتأسس النادي في العام 2008، وصعد للدوري الممتاز مرتين في موسمي 2014 و2017، وحافظ على مكانه في الترتيب التاسع بين عمالقة الكرة في الموسم الأخير.
جوايز عَجل وموتسيكلات وترابيزات بلياردو
قبل ساعات من مباراة وداع مصر والسعودية لكأس العالم في روسيا، نُشرت تقارير صحافية عن بيع ثنائي الزمالك طارق حامد وعلي جبر لنادي الأهرام بنحو 5 ملايين دولار. وهو إعلان أثار استياء مُشجعي المنتخب المصري الذين قالوا إنها محاولة لإرباك الفريق قبيل المواجهة، التي مُني فيها الفراعنة بالهزيمة 2-1. ومع إبرام "أغلى صفقات" رياضية في الدوري المصري تضم لاعبين محليين وأجانب، أصبح للنادي حسابات موثقة على الشبكات الاجتماعية، وشعار ونشيد على طريقة الألتراس، كما صار له زي خاص ظهر خلال أغنيته الحماسية التي يرجح أنها من تأليف مُلحن معروف في مصر بـ"نحت" الألحان الأجنبية وتمصيرها. لم يتبق سوى الإعلان عن هوية مسؤولي النادي الجديد. وعلى طريقة "جوايز عجل وموتسيكلات وترابيزات بلياردو وبنج" للفنان الراحل علاء ولي الدين في فيلم "الناظر"، غازل "الأهرام" جمهور الكرة بجائزة "للمصريين فقط" عبارة عن سيارة لمن يُخمن اسم رئيسه المقبل. جاء ذلك عبر استفتاء طرحه النادي عبر حسابه الرسمي الجديد على تويتر، في وقت رجح كثيرون أن يكون آل الشيخ، الذي وجدوا في شرائه "الأسيوطي سابقاً" محاولة لإثارة "الفتنة" في مصر من قبل "شوال الرز"، حسب ما سمى نفسه إبان أزمة تخليه عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي في 24 مايو الماضي، بعد موجة انتقادات لتدخلاته في إدارة النادي وشؤونه الكروية. بينما أثار الاستفتاء امتعاض سعوديين قالوا "لا تسألون وين العلاوات ولا عن رفض الشورى رفع رواتب القطاع الخاص ! حلالنا لغيرنا ونوادي بدوريات عربية". إلا أن التخمينات فشلت في تحديد اسم رئيس النادي إلى أن تمت تسمية المدير الفني السابق للنادي الأهلي، حسام البدري، للقيام بمهام المنصب الجديد، خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء. وبدوره شكر البدري "المستثمر السعودي علي إطلاق هذا الكيان من أجل "الاستثمار في شباب مصر" على حد قوله، وضم الهيكل الإداري والفني لـ"الأهرام"، "صقر" منتخب مصر السابق أحمد حسن، كمشرف عام على الفريق ومتحدث باسم النادي، إلى جانب نجم الأهلي السابق هادي خشبة، كمدير للكرة، والبرازيلي ألبرتو فلانتينم مديرًا فنيًا. وعلى هامش ذلك، سرت موجة سخرية من "الأهرام" واسمه، وسط تساؤلات عمن سينضم إلى ألتراس النادي الوليد. وفي وقت أعرب البعض عن عدم تفاؤله بتجربة الاستثمار في الكرة المصرية، رحب إعلاميون ورياضيون سابقون بها، وقالوا إنها مقدمة لخصخصة الأندية الجماهيرية.أموال سعودية للسيطرة على المزاج الشعبي للمصريين من ملاعب كرة القدم
يبدو أن لحظة إعلان تركي آل الشيخ عن ملكيته للنادي رسمياً لم تحن بعد، وربما فضَل هذه المرة تولي مقاليد الأمور من خلف ستار، خاصة بعدما وُجّهت إليه انتقادات واسعة من الوسط الرياضي وجماهير الكرة بعد أزمة أثارها عند تركه الرئاسة الشرفية للأهلي. ويبدو أن إصرار آل الشيخ، الذي يقول إن "القوة والشراسة" من أبرز سماته الشخصية، على العودة من جديد إلى مصر من ساحة كرة القدم ذات الشعبية الكبيرة في البلاد ليست اعتباطية، وتتماشى مع اتجاه السعودية لتعزيز نفوذها وتأثيرها على صناعة القرار والمزاج العام للمصريين. ولم يكن غريباً أن تكون بلد تسجيل نطاق النادي الجدي أو ما يطلق عليه الدومين هو السعودية، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المستثمر الخليجي، سعودي الجنسية. ولكونه مؤلف أغانٍ أيضاً، يحظى العسكري السابق ومستشار الديوان الملكي المُقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعلاقات وثيقة مع الفنانين المصريين، ومن كلماته غنى مطربون مثل عمرو دياب، كما يصرف على إنتاج الألبومات الغنائية. "إحنا الكسبانين مش إنتو"، قالها "الشيخ" خلال مقابلة لدى تعليقه على "الاستثمار البحت" في الأهلي، وأضاف: "كنا نتوقع الاستاد (الجديد للنادي)، سيستغرق 30 شهراً، لكن فخامة الرئيس (السيسي) لما شوفته قال لي: إنتو ابتديتوا إمبارح". وقبل توليه الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي، كشفت تقارير صحافية أنه تولي تكاليف الحملة الانتخابية لمحمود الخطيب حتى فاز على رئيس النادي محمود طاهر. وبعد ذلك غزت صوره أسوار النادي الأهلي، واعتاد إطلاق تصريحاته عن صفقات من العيار الثقيل عملاً بمبدأه "اللي يلعب معانا يستحمل"، مثلما فعل مع نادي الزمالك، الذي بادر رئيسه مرتضى منصور إلى منحه الرئاسة الشرفية أيضاً للنادي الأبيض، قبل أن يرفضها آل الشيخ بضغط من مسؤولي غريمه الأحمر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع