يحلم كل رياضي بأن يقف يوماً على منصة التتويج ويحرز مجموعة من الألقاب. ولكن، وسط زحمة الممارسة وترقب النتائج، تواجه بعض الرياضيين حوادث تقلب حياتهم رأساً على عقب، كالموت، أو السجن، أو حتى النسيان. رصيف22 اختارت لكم بعض القصص الرياضية المغربية التي لم تنتهِ حسب التوقعات.
الوفاة الغامضة
مصطفى شكري (بيتشو)
يُدعى مصطفى شكري وكان من أبرز نجوم فريق الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي في حقبة السبعينيات من القرن الماضي. وبعدما انتظر عشّاقه المغاربة أخباراً عن احترافه في الديار السعودية مع نادي الوحدة، وصلهم خبر وفاته بدون أي توضيح لأسباب الرحيل المفاجئ للاعب الذي لم يتجاوز عمره 32 عاماً. أذيع النبأ في 22 يناير 1980. وبعد أيام، توالت الإشاعات. فاعتبر بعض المقرّبين منه أنّه توفي "مقتولاً". غير أن كمال شكري قال في تصريح لـرصيف22 إنّ "كل ما روّج حول وفاة أخي ليس له أي دليل. وأعتقد أن الوفاة كانت جراء إصابته بمرض باطني قد يكون قريب من داء السرطان". وتابع أنّه سافر شخصياً إلى السعودية للتحقيق مؤكداً أنّ أسرته رفضت الإشاعات عن تورّط جهات رسمية سعودية بوفاة اللاعب الأسطورة.
مصطفى درويش
يحكي الإعلامي المغربي حسن البصري أنّ قصة وفاة اللاعب الدولي السابق ومهاجم الجيش الملكي في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، مصطفى درويش، لا يزال الغموض يكتنفها بعد مرور 34 عاماً على وفاته غرقاً في مسبح بالعاصمة السنغالية داكار. ويوضح البصري لـرصيف 22 "في 3 نوفبر 1981، لعب المنتخب المغربي لكرة القدم مباراة ودية إعدادية أمام نظيره السينغالي في داكار، في إطار التحضير لتصفيات كأس العالم 1982. وبعد انتهاء اللقاء بفوز السينغاليين بهدفين مقابل صفر، عاد المنتخب إلى الفندق ليستفيق الوفد المغربي عند الثانية صباحاً على خبر وفاة درويش بعد أن اكتشف مستخدمو الفندق جثته في حوض السباحة مع بقع من الدم”. وأوضح البصري أنّ الكثير من الروايات سرت حول الوفاة. وكان الجميع متفقاً على استبعاد فرضية الغرق، على اعتبار أن الفقيد كان ملمّاً بالسباحة.
محمد ولد الجيار
كان أحد لاعبي الجيل الذهبي لفريق شباب المحمدية في حقبة السبعينيات. ويحكي الطاهر الرعد، اللاعب السابق للمنتخب المغربي، أن الجميع فوجئ بالحادث الذي كان مقصوداً، وأودى بحياة واحد من كبار الحراس في المغرب. ويضيف الطاهر لرصيف22 أن الجيار كان واقفاً على قارعة الطريق يتجاذب الحديث مع أحد أصدقائه، لتباغته سيارة بسرعة جنونية، وترديه قتيلاً على الفور وتتوارى عن الأنظار. ويلفت الطاهر إلى أن اللغز ما زال يلف هذه الواقعة المأسوية.
الشرقاوي وشليظة
أجمعت التقارير الإعلامية المغربية أن وفاة الشقيقين الشرقاوي وصلاح شليظة اللذان حملا قميص فريق رجاء بني ملال في بداية مشوارهما تجتمع فيها الغرابة واللغز معاً. ففي 13 يونيو 2003، قُتل الشرقاوي شليظة بعد أن ارتطمت سيارته بشجرة على قارعة الطريق. وبعد 32 يوماً، لقي شقيقه صلاح مصرعه في المكان نفسه نتيجة ارتطام سيارته بالشجرة نفسها التي ارتطمت بها سيارة شقيقه.
زكريا الزروالي
لا تزال وفاة لاعب فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم تثير الكثير من التساؤلات. ففي صباح 3 أكتوبر 2011 ، أعلنت وفاة الزروالي عن عمر يناهز 33 عاماً نتيجة تسممه، بحسب الدكتور العرصي، طبيب نادي الرجاء البيضاوي الذي عزا الوفاة الى إلافراط في تناول دواء يحتوي على مادة "الباراسيتامول"، مشيراً إلى أنّ الفقيد تناول علبة دواء كاملة في يومين. لم تشفِ هذه المبررات غليل عشاق الفريق الرجاوي الذين طالبوا بفتح تحقيق، مؤكّدين أنّ الفريق الطبي كان قادراً على إنقاذه في الوقت المناسب. وبحسب بعض المقربين، لازم الزروالي شقته في الدار البيضاء بعد عودته من أحد لقاءات دوري أبطال إفريقيا، بسبب التعب الذي أصابه ليُفارق الحياة تاركاً طفلاً وراءه.
الموت المفاجئ
عادل التكرادي
بدأ ابن مدينة خريبكة مشواره مع فريق المدينة أولمبيك خريبكة ثم مع فريق الفتح الرباطي والجيش الملكي. وعام 1997، عاد إلى أحضان فريقه الأول لكن الأقدار خطفته في الرابع من نوفبر من العام نفسه. فخلال التدريب، أغمى عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل إلى المستشفى. وتبيّن لاحقاً أنّه توفي بسكتة قلبية.
يوسف بلخوجة
في 29 سبتمبر 2001، شهد المجمّع الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء وفاة لاعب "الوداد البيضاوي"، يوسف بلخوجة، بعد سقوطه على أرض الملعب أثناء مباراة نصف نهاية كأس العرش. ولم تنجح جهود الفريقين الطبية في إنقاذه. وبالتالي، أعادت وفاة بلخوجة إلى الأذهان سيناريو وفاة لاعب أولمبيك خريبكة عادل التكرادي، إذ أكدت التقارير الطبية وفاته بسكتة قلبية. وعزت بعض المصادر القريبة من اللاعب أن سبب وفاته يعود إلى التقصير في الفحص الطبي قبل التحاقه بفريق الوداد.
محمد اسكندر
كان من بين الأسماء المرشحة لخلافة الأسطورة والعداء العالمي سعيد عويطة، وهو كان قد شكّل ثلاثياً مع الأخير والبطل الأولمبي خالد السكاح في دورة الألعاب الفرنكوفونية عام 1989 في الدار البيضاء، إذ توجوا على التوالي في المراكز الثلاثة لسباق 5000 متر. توفّى صبيحة العاشر من أبريل 2015 في حادث مروع نتيجة اصدام حافلة تقلّ رياضيين بشاحنة "رومورك"، وأدى الحادث إلى مقتل 34 شخصاً.
الإهمال والنسيان
عبد الكبير التيسير
يُلقّب بسندباد كرة القدم المغربية، نظراً لكثرة تنقلاته بين صفوف الأندية المحلية. بدأ مع نادي الميناء البيضاوي ليلتحق بفريق المغرب التطواني ثم بالجيش الملكي فالرجاء البيضاوي. وفي نهاية الثمانينيات انضمّ إلى فريق أولمبيك البيضاوي. وكان من العناصر الشابة التي عززّت صفوف المنتخب المغربي في حقبة الثمانينيات. إلا أنّ مسيرته الرياضية لم تضمن له مسكناً ووظيفة، وبات اليوم عاطلاً عن العمل يتحسّر على أيام زمان وينتظر إلتفاتة من أصدقاء الأمس.
حسن بوشعيب (الشطايني)
من المفارقات التي ميّزت اللاعب حسن بوشعيب الملقب بـ"الشطايني"، هو أنه أكمل تعليمه الأولي برفقة إدريس جطو، الوزير الأول السابق والرئيس الحالي للمجلس الأعلى للحسابات ولعب في فريق جمعية الشرطة إلى جوار محمد المديوري، الحارس الشخصي السابق للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني. انضم لفريق "الدفاع الحسني الجديدي" وعمره لم يتجاوز السبعة عشرة ربيعاً. وبعدها، التحق بالمنتخب المغربي وشارك في الألعاب العربية في بيروت عام 1957. وقال الشطايني، البالغ من العمر اليوم 75 سنة، إنه فور اعتزاله، طاله النسيان ولم يجد مورداً مالياً مهماً لإعالة أفراد أسرته، فاختار بيع أكلة "صايكوك". وأضاف في اتصال هاتفي مع رصيف22 أنه اختار هذا العمل تفادياً للاستنجاد بمن تخلوا عنه في وقت الحاجة.
موهوب الغزواني
يعدّ من نجوم الكرة المغربية أواخر الستينيات وبداية السبعينيات. انطلقت موهبته مع فريق الاتحاد الرياضي "الطاس" ثم عزّز صفوف فريق الجيش الملكي وأحرز معه لقبين في الدوري سنة 1970 وكأس العرش سنة 1971. أما المنتخب المغربي، فقد شارك معه في الألعاب الأولمبية لسنة 1968 ثم في كأس إفريقيا بالسودان سنة 1970، وفي الألعاب المتوسطية سنة 1971، فكأس إفريقيا بالكامرون سنة 1972، والألعاب الأولمبية بميونيخ سنة 1972، ثم إقصائيات مونديال 1972 بألمانيا. وبعد كل هذه السنوات، خان الزمن الغزواني ولم يدخّر شيئاً للمستقبل. فاضطر لامتهان قيادة سيارة الأجرة من أجل إعالة أسرته المكونة من خمسة أولاد. ورغم ذلك، عانى دائماً من هاجس السكن إلى أن ابتسم له الحظ أواخر 2009 إذ ساهمت جمعية رياضة وصداقة في جمع مبلغ مالي مكّنه من اقتناء منزل.
السجن
محمد الرعدوني
لم يكن محمد الرعدوني، مدافع فريق شباب الحسيمة لكرة القدم، يتوقع أن تكاد حياته الرياضية تنتهي في السجن. فعام 2011، تسبّب الرعدوني الذي كان يحمل ألوان الدفاع الحسني الجديدي، بحادثة سير أدّت الى مقتل شخص وجرح عشرة. فحُكم عليه بالسجن خمسة أشهر. لكنه واصل تدريباته داخل أسوار السجن، وفور إطلاق سراحه، انتقل إلى الفريق الحسيمي.
عائشة الكاطي
أجمع عدد من المهتمين بالشأن الرياضي على أن دخول البطلة السابقة في التكواندو، عائشة الكاطي، السجن سببه التشرّد الذي عانت منه اللاعبة منذ 2003. وبحسب الروايات التي نشرتها وسائل الإعلام المغربية، أقدمت البطلة السابقة للعرب عام 1999 على ارتكاب جريمة بشعة راح ضحيتها جزّار في أحد أحياء الرباط الشعبية بعد أن طعنته بسكين وهي فاقدة للوعي بسبب تناولها حبوب الهلوسة. وقد حُكم عليها بـالسجن 25 سنة بعد إدانتها بتهمة "القتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد والسكر العلني".
هشام بوعويش
في الرابع من يونيو 2004، أدانت محكمة الاستئناف في الرباط العداء المغربي السابق، هشام بوعويش، بالسجن 25 عاماً بتهمة قتل شرطي فرنسي عام 2000 في "بون سانت إيسبيري"، جنوب فرنسا. وتعود وقائع القضية إلى أواخر 2000 إذ عُثر على دركي فرنسي مقتولاً. وبحسب محضر التحقيق، فاجأه الشرطي الفرنسي هو واثنين آخرين وهم يحاولون سرقة محل للتأمين، فأردوه قتيلاً. وقد نجح بوعويش في الفرار إلى بلجيكا، ثم منها إلى هولندا وألمانيا فالمغرب حيث قُبض عليه. وشكّل سجنه صدمة لمحبي الرياضة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...