قدّرت الأمم المتحدة وجود أكثر من ربع مليار شخص حول العالم تعاطوا المخدرات، خاصة الأفيون، في العام 2015. ومن بينهم نحو 29.5 مليون عانوا من اضطرابات ذهنية ونفسية خلال الفترة نفسها.
وفي تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في 2017 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات (26 يونيو)، أن الأفيون كان أكثر أنواع العقاقير المخدرة ضررًا، وتسبب في 70% من الآثار الصحية السلبية المرتبطة باضطرابات تعاطي المخدرات، في حين تضاعفت أنواع المواد المخدرة لتصل إلى 483 مادة في 2015 مقارنة بـ260 مادة في 2012. كما أشار إلى زيادة إنتاج الأفيون عالميًا، إذ زاد بمقدار الثلث في 2016 مقارنة بالعام السابق.
ريمونتادا الكوكايين
ولاحظ تقرير المخدرات العالمي أن التهاب الكبد سي يسبب أكبر ضرر بين حوالي 12 مليون شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن في جميع أنحاء العالم. ومن بين هذا العدد، يعيش واحد من كل ثمانية (1.6 مليون) مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية. ويعاني أكثر من نصفهم (6.1 مليون) من التهاب الكبد الوبائي سي، بينما يعاني حوالي 1.3 مليون شخص من الاثنين معَا. وبيّن التقرير إن العقارات المُخدرة ليست الوحيدة من حيث زيادة إنتاجها، فلا توجد علامات على تباطؤ في إنتاج واستهلاك الكوكايين والمواد الأفيونية والمواد الجديدة ذات التأثير النفسي. وأوضح أن زراعة نبات الكوكا وإنتاج الكوكايين زادا، في حين كان هناك اتجاه في انخفاضه لأكثر من عقد (2000-2013). وسجلت زراعة الكوكا ارتفاعًا قدره 18٪ بين 2014 و 2015 لتصل إلى مساحة زراعة عالمية تبلغ 156.500 هكتار في العام 2015، مُحذرًا من تداعيات شديدة الخطورة لوجود أكثر من 1100 طن من الكوكايين النقي تم إنتاجه في نفس العام، أي بمقدار زيادة الثلث عن 2014. وتمت مصادرة 800 طن منها. ويأتي الجزء الأكبر من هذا الكوكايين المُصنع من أمريكا الجنوبية، لا سيما كولومبيا التي تنمو فيها الكوكا، ويذهب إلى الأسواق الاستهلاكية في أوروبا وأمريكا الشمالية، وفيما قدر التقرير استهلاك 17 مليون شخص لهذه المادة في 2015، حذرت الأمم المتحدة من علامات على توسع كبير للكوكايين في القارة الأوروبية العجوز. ولفتت الأمم المتحدة إلى أن لديها أدلة على تورط حركة "فارك" المسلحة في تجارة الكوكايين، قبل عام من اتفاق السلام مع الحكومة في 2016.انتعاشة الأفيون
أفاد تقرير المخدرات العالمي بأن سوق المواد الأفيونية أصبحت أكثر تنوعًا واتساعًا، إذ تضم مزيجًا من المواد الخاضعة للمراقبة الدولية، مثل الهيروين، والأدوية المصروفة بوصفة طبية التي تكون مسرَّبة من السوق القانونية أو منتَجة كأدوية مزيَّفة. ورأى أن المؤثرات النفسانية الجديدة تواصل تطورها ونموها بحيث تضاعف عدد المواد المُبلَّغ عنها بحلول 2015 ليصل إلى 483 مؤثرًا مقارنة بـ 260 مؤثرًا نفسانيًا جديدًا في 2012. وفي 2016، زاد الإنتاج العالمي من الأفيون بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك أساسًا إلى ارتفاع غلّة خشخاش الأفيون في أفغانستان. وكشف التقرير أن الاتجار في الأفيون بات أكثر خطورة، وأصبحت زراعته أكثر تنوعًا، وبقيت مساحاتها شاسعة مع ما يقرب من 300 ألف هكتار مزروعة في 2016، أي أكثر من 425 ألف ضعف مساحة ملعب كرة قدم. وتقع زراعات الأفيون في 85% في أفغانستان في داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة حركة طالبان، التي تعتمد عليها بشكل رئيس.القنب.. الكينج
وفيما يتعلق بالماريجوانا، يشير التقرير إلى أن إنتاج القنب "ما زال ظاهرة عالمية"، ويبلغ عدد من يتعاطونه في جميع أنحاء العالم حوالي 183 مليون شخص، أي ما يقرب من 3.8% من سكان العالم. وبين عامي 2010 و 2015، نُثرت بذور القنب المستخدمة في إنتاج الحشيش والماريجوانا في 135 بلدًا، أي 92٪ تقريبًا من الكوكب. عالميًا، تعد أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى مصادر رئيسية لإنتاج القنب، خاصة في كولومبيا وباراجواي وجامايكا. أما في إفريقيا، فإن أكبر منتجي القارة، هم نيجيريا وموزمبيق وغانا وسوازيلاند. وفي أوروبا، تعتبر ألبانيا وهولندا من الأماكن الأكثر شيوعًا لتهريب الماريجوانا عبر الحدود. ويشير التقرير إلى أن كميات كبيرة من القنب تنتج في الولايات المتحدة للاستهلاك المحلي وليس لأغراض التصدير. في حين تأتي الشحنات الدولية إلى الأراضي الأمريكية عبر المكسيك وكندا.الدارك ويب.. بيزنس موديل جديد لتجارة المخدرات
رصد تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنماطًا جديدة لتجارة المخدرات، موضحًا أن الاتصالات بالأجهزة المتنقلة تتيح فرصًا جديدة، في حين تتيح الشبكة الخفية (Darknet) لمستخدميها شراء المخدرات بعملة مشفّرة، مثل البتكوين، دون ذكر هوياتهم. ورغم أن اعتماد تجارة المخدرات على الشبكة المظلمة ما يزال ضئيلًا، ثمّة زيادة في استخدامها، نسبتها 50% سنويًا بين سبتمبر 2013 ويناير 2016 في تعاملات المخدرات. علمًا أن مبيعات المخدرات عبر الدراك ويب تتركز على القنب (الحشيش) و"الاكستاسي" والكوكايين والمهلوسات والمؤثرات النفسانية الجديدة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...