في وقت توجّه آلاف المشجعين العرب إلى روسيا لتشجيع منتخبات بلادهم لكرة القدم، صدرت تحذيرات من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا لمواطنيها المتوجّهين إلى روسيا بالتنبّه من أن أجهزتهم الإلكترونية عرضة للتجسس من قبل الحكومة الروسية أو القراصنة.
فهل يجب أن يقلق المشجعون العرب أيضاً من حدوث اختراقات لأجهزتهم الإلكترونية؟ وما السبيل للسفر إلى روسيا لمشاهدة مباريات المونديال بدون التعرّض لهذا الخطر؟
أجهزتكم عرضة للتجسس في روسيا
بحسب مدير المركز الوطني الأمريكي للأمن ومكافحة التجسس، وليام إيفانينا، هناك احتمالية كبيرة لأن تتعرض أجهزة الأمريكيين الراغبين في السفر إلى روسيا لمتابعة مباريات كأس العالم للتجسس، من قبل مَن وصفهم بـ"منظمات إجرامية وقراصنة يعملون لخدمة الحكومة الروسية". وحذّر المسؤول الأمريكي من أن البيانات الموجودة داخل كل أنواع الأجهزة الإلكترونية، سواء أكانت هاتفاً محمولاً أو حاسوباً محمولاً أو مساعداً رقمياً شخصياً أو أي جهاز إلكتروني آخر، يمكن أن تحصل عليها الحكومة الروسية، أو مجرمون إلكترونيون، بكل سهولة، خصوصاً بيانات التعريف الخاصة بأصحاب هذه الأجهزة. ويرجح إيفانينا أن مسؤولي الشركات وموظفي الحكومة هم الأكثر عرضة للتجسس، لكنه لم يستبعد أيضاً أن تطال عمليات التجسس المواطنين الأمريكيين العاديين. ويعتبر مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس أن أفضل حل لضمان ألا تتعرض الأجهزة الإلكترونية لعمليات تجسس هو ببساطة شديدة تركها في المنازل، وعدم السفر بها إلى روسيا. أما إذا أخذها الشخص معه بالفعل، فمن الأفضل نزع البطارية منها حين لا يستخدمها. تحذير مشابه أصدرته بريطانيا، إذ أظهر بيان للمركز القومي البريطاني للأمن الإلكتروني أنه قدّم نصائح تتعلق بالأمن الإلكتروني إلى البعثة الرياضية، قبل رحيلها إلى روسيا للمشاركة في كأس العالم. كما أصدر المركز الذي يُعَدّ أحد فروع مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية المعروفة اختصاراً بـ (GCHQ)، تحذيراً إلى الجمهور البريطاني العادي من أن أجهزتهم هي الأخرى عرضة للتجسس في روسيا. وينصح خبير الأمن الإلكتروني البريطاني باتريك واردل، الجماهير بالتعامل بجدية مع تحذيرات حكومات بلادهم، مفضلاً أن يحمل المسافرون إلى روسيا أجهزة إلكترونية غير أجهزتهم الأصلية، على أن تكون من نوع أجهزة الاستخدام لمرة واحدة، بمعنى أن يتم التخلص منها بمجرد انتهاء المهمة المطلوبة منها، وبالتالي لا يهم إذا تم اختراقها. أيضاً، حذّرت ألمانيا المشجعين من أنهم قد يصبحون ضحايا للتجسس في روسيا خلال كأس العالم 2018، ونصحتهم بالامتناع عن نقل الأجهزة الإلكترونية إلى روسيا لتجنب أية حوادث تجسس، خصوصاً حين يتم سحب أجهزتهم في المطارات الروسية ثم إعادتها مرة أخرى إليهم من دون تفسير. لكن في المقابل، لم تصدر عن أية دولة عربية تحذيرات مماثلة، رغم أن روسيا معروفة عالمياً بوجود أعداد كبيرة من القراصنة على أراضيها، يقومون باختراق كافة أنواع الأجهزة. وبعيداً عن التجسس ذي الأهداف السياسية والذي من الممكن أن تقوم به الحكومة الروسية، هناك نوع آخر لا يقل أهمية عنه، وهو اختراق الأجهزة من قبل قراصنة بهدف الحصول على البيانات الشخصية الخاصة بالجماهير، وعلى رأسها بيانات البطاقات البنكية، وغالباً ما يكون الهدف هنا سرقة الأموال.كيف يمكنكم حماية أجهزتكم من التجسس؟
يعرّف الخبير التكنولوجي محمود علاء مصطلح "اختراق الأجهزة الإلكترونية" بأنه دخول شخص ما إلى نظام التشغيل الخاص بالأجهزة الإلكترونية بطريقة غير شرعية، بهدف السيطرة عليها، حتى ولو بشكل جزئي، بقصد الحصول على معلومات، والسرقة، أو حتى لمجرد تخريب تلك الأجهزة.تحذير للمشجعين في روسيا: "حين تصلكم رسالة من فتاة روسية جميلة تخبركم فيها أنها وقعت في حبكم، أو أنها ترغب بالتعرف على شخص عربي، يجب أن توقنوا أن الأمر له علاقة بالتجسس"ويضيف أن الشخص المخترِق مهما كانت أهدافه، يمكنه أن يحذف أو يضيف ملفات وبرامج إلى الأجهزة المخترَقة، بالإضافة إلى إمكانية تحكمه بنظام التشغيل، وإعطاء أوامر للأجهزة مثل أمر الطباعة، النسخ، وغيرهما. ويقدّر علاء أن احتمالية اختراق الأجهزة في روسيا كبيرة، مؤكداً أن الروس لديهم خبرة في اختراق الشبكات والأجهزة، ويتواجد في روسيا عدد ضخم من القراصنة الإلكترونيين. وبصفة عامة، ينصح علاء بعدم أخذ الكثير من الأجهزة الإلكترونية إلى موسكو. "يكفي أن تأخذوا معكم كاميرا رقمية، وهاتفاً غير ذكي من دون إنترنت"، يقول علاء لرصيف22. ويضيف: "أما إذا كنتم قد سافرتم بالفعل إلى روسيا ومعكم أجهزتكم، فيكفي أن تنتزعوا البطاريات منها وتتوقفوا عن استخدامها إلا عند الحاجة". وبحسب علاء، هناك علامات عدة تخبر بأن الأجهزة الإلكترونية مخترقة، منها حدوث مشاكل بشكل مفاجئ في الأجهزة عند تشغيلها، أو تغيير صورة خلفية سطح المكتب دون أن يكون المستخدمون قد قاموا بذلك بأنفسهم، كما تحدث للأجهزة عملية إعادة تشغيل دون سابق إنذار. ويؤكد أن الشخص المخترِق لا يستطيع الدخول إلى أجهزتكم من دون الاستعانة بملف يطلق عليه الباتش أو التروغان، "كما يستطيع المخترق دخول أجهزتكم بكل بسهولة في حالة اتصالكم بشبكة الإنترنت، خصوصاً من خلال شبكات غير مؤمّنة". وتصاب الأجهزة بملفات التجسس بطرق عدة، منها الضغط على روابط تصل عبر المحادثة أو الدردشة، إذ من الممكن أن يرسل شخص ما صورة أو رابطاً يحوي ملف التجسس، أو من خلال رسالة عبر البريد الإلكتروني من مصدر مجهول، يقوم المتلقي بتنزيل الملف المرفق بها. "حين تصلكم رسالة من فتاة روسية جميلة تخبركم فيها بأنها وقعت في حبكم، أو أنها ترغب في التعرف على شخص عربي، يجب أن توقنوا أن الأمر له علاقة بالتجسس"، يقول علاء. ويكمل أن الدخول على المواقع الجنسية، والمواقع غير المعروفة، قد يزيد من احتمالية التعرض للتجسس، كما ينصح بعدم إنزال أية برامج لدى التواجد في روسيا، ورفض أية ملفات تصل من أية جهات اتصال مجهولة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...