شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الأسباب الحقيقية لإقالة وزير الداخلية التونسي

الأسباب الحقيقية لإقالة وزير الداخلية التونسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 7 يونيو 201806:20 م
لم تكد تمر ثلاثة أيام على حادثة غرق مركب صيد ينقل مهاجرين غير شرعيين بالقرب من سواحل مدينة قرقنة في تونس، والتي خلفت وراءها 68 غريقاً وفقدان العشرات من المهاجرين، حتى أصدر رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد قرارًا بإقالة وزير الداخلية لطفي براهم عقب انتقادات متتالية اتهم فيها الهيئات التابعة لوزارة الداخلية "بعدم الانتباه" لتجمع قرابة 180 مهاجرًا غير شرعي والإبحار في مركب صيد متهالك تجاه إيطاليا، إذ يبدو أن قرار لطفي براهم بإعفاء عدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية لم يشفع له عند رئيس الحكومة.
هكذا تبدو ظواهر الأمور في تونس عند الحديث عن إقالة "براهم "عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ولكن تبدو الأمور أكثر تعقيدًا عند النظر إلى الجولات الخارجية لوزير الداخلية المثير للجدل لطفي براهم في الشهور الأخيرة. ففي مارس/آذار الماضي زار براهم المملكة العربية السعودية، وعقد اجتماعاً مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي أثناء تلك الزيارة نشر حساب يحمل اسم" مجتهد"، وهو الحساب الذي يتابعه أكثر من 2 مليونَي متابع على تويتر، والذي يسلط الضوء على الشأن الخليجي بشكل عام، وخبايا السياسة السعودية بشكل خاص. نشر مجتهد آنذاك عدة تغريدات تتساءل عن طبيعة زيارة براهم إلى المملكة التي تستضيف زين العابدين بن علي الهارب إثر الانتفاضة الشعبية  في تونس منذ 2011. وهذا ما طرح تساؤلات عقب عودة براهم من السعودية قبل أن يصدر تصريحات صحفية، قال في أحدها:"زرت السعودية في إطار تكريم سعودي للقوات الأمنية التونسية في مكافحة الإرهاب".
وبالعودة إلى أجواء الزيارة التي اتسمت بغياب الهدف منها وغموض طبيعتها إلى جانب اكتفاء الصحف التونسية بالأخبار المتداولة من وكالة الأنباء السعودية عن الزيارة واستقبال العاهل السعودي الملك سلمان لوزير الداخلية التونسي في قصر اليمامة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين أن السعودية بدأت تترجم محاولاتها لوأد التغيير الديمقراطي في المنطقة بتوجيه البوصلة باتجاه تونس. علماً أن الانقسام السياسي في تونس والمبارزات بين حركة " نداء تونس" وحركة "النهضة الإسلامية"، ولٰدا تجمع العشرات من أنصار وزير الداخلية المقيل أمام مقر وزارة الداخلية احتجاجًا على قرار الإقالة، مطالبين بإقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد والإبقاء على براهم في منصبه وزيرًا للداخلية.
&feature=youtu.be&t=30s وقد واكب لطفي براهم العميد القادم من "الحرس الوطني"، والذي تولى منصب وزير الداخلية في سبتمبر من العام الماضي، أحد الحوادث التي أعادت إلى الأذهان "واقعة محمد البوعزيزي" في سيدي بوزيد، وهو غرق الشاب عمر العبيدي مشجع نادي الأفريقي التونسي عقب انتهاء مباراة فريقه مع نادي أولمبيك مدنين في مدينة رادس، بعد أحداث أعقبت المباراة بين الجماهير وقوات الأمن التي أرغمت العبيدي على القفز في الماء على الرغم من إخباره إياهم أنه لا يستطيع العوم. وهي الحادثة التي شغلت الرأي العام، ليظهر على خارطة الترند عبر منصات التواصل الاجتماعي في تونس هاشتاج بعنوان "تعلم عوم"، وهاتان الكلمتان قالهما الشرطي التونسي للعبيدي قبل أن يدفع به إلى الماء.
?_rdc=1&_rdr وعقب إقالة براهم، رحب نقيب الصحافيين ناجي البغوري بقرار الإقالة عبر صفحته في فيسبوك، ووصف منجي الرحوي عضو مجلس النواب القرار بأنه نتاج صفقة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسية، وأطلق الرحوي دعوة لقوى الأمن إلى الإضراب العام احتجاجًا على إقالة لطفي براهم خلال برنامج حواري على فضائية "نسمة".
?_rdc=1&_rdr وهو ما جعل أحد المغردين عبر تويتر يصف قرار الإقالة  كنتاج "تراكم الأخطاء"  التي اختتمت بـ "كارثة قرقنة" ومقتل نحو 68 شخصًا غرقًا بالقرب من السواحل التونسية مع تزايد حالات وصول المهاجرين التونسيين إلى السواحل الإيطالية عبر مراكب صيد متهالكة. فبحسب المنظمة الدولية للهجرة، وصل إلى السواحل الإيطالية 1910 تونسيين بين أول يناير/ كانون الأول و30 أبريل/ نيسان، منهم 39 امرأة، و307 قاصرين، و293 كانوا بمفردهم، مقابل 231 شخصاً في الفترة ذاتها عام 2017. وتعاني تونس من عجز في الموازنة مع رضوخ لروشتة الإصلاح الاقتصادي المقدمة من صندوق النقد الدولي، تزامنًا مع وصول نسب التضخم إلى 7.7% في مايو الماضي، وهي أعلى نسبة تشهدها البلاد منذ عام 1991.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard