شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
MAIN_Gyno

دليلكِ إلى الفحوص الطبية النسائية: متى ينتهك الطبيب النسائي حميميتكِ؟

MAIN_Gyno

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 27 مايو 201812:05 م

في الآونة الأخيرة، ازداد خوف النساء من فكرة الخضوع لفحوص طبية "حميمة"، بعد "الفضائح" التي شملت بعض الأطباء المشهورين وإتهامهم بالتحرش بالمريضات، على غرار الدكتور الأميركي لورانس نصار، طبيب فريق الجمباز النسائي، والدكتور جورج تيندال، أخصائي أمراض النساء في المركز الصحي الطلابي في جامعة جنوب كاليفورنيا، إذ كشفت معطيات عدة عن قيام الطبيبين المذكورين باختراق "البروتوكول" الطبي عن طريق لمس النساء الشابات بطريقةٍ غير لائقةٍ أثناء القيام بالفحص النسائي، مما يعرضهن لمشاكل نفسية ويخلق لديهنّ الرغبة في "الاختفاء عن الوجود". متى يتجاوز الطبيب النسائي حدوده وتتحول تصرفاته إلى نوعٍ من التحرش؟ إليكم الدليل إلى الفحوص النسائية الطبية بين ما هو متوقع وما يدخل في خانة انتهاك الخصوصية والتعدّي على "حرمة" النساء.

ماذا يحدث خلال الزيارات الروتينية إلى العيادات النسائية؟

حاولت صحيفة "نيويورك تايمز" الإضاءة على التصرفات الخاطئة التي قد يرتكبها الطبيب النسائي بحق المريضات أثناء الفحوص، منوّهة بما هو مقبول من الناحية الطبية وبالممارسات الخارجة عن إطار المسموح به. في البداية، أوضحت الصحيفة أن الزيارات إلى العيادات النسائية تشمل مجموعة واسعة من المسائل، لا سيما أن العديد من النساء لا يزرن بانتظام إلا طبيباً واحداً لجميع فحوصهن، مما يعني أن المسألة دقيقة وتحتاج إلى توفير الرعاية الأولية والتأكد من الحالة العامة الخاصة بالمريضة.

تعليقاً على هذه المسألة، أوضحت الدكتورة "إيفاث هوسكينز"، الأستاذة السريرية ومديرة السلامة والجودة في قسم التوليد وأمراض النساء في جامعة نيويورك، أنها تعمل طبيبة رعاية أولية، مشددةً على أن زيارة الطبيب النسائي هي "أكثر من مجرد وضع الأصابع في المهبل والقيام بمسحة عنق الرحم. فأنا أريد التأكد من حالتك العامة وأنك على ما يرام قبل أن أطلب منك نزع الملابس". واللافت أن الطبيب النسائي لا يكتفي بفحص المريضة إنما يطرح عليها أسئلة تتعلق بأي ألم أو مشاكل في الأعضاء التناسلية، حيضها ونشاطها الجنسي، إضافة إلى بعض الأسئلة "المقبولة" رغم أنها تخرج عن السياق الطبي، على غرار العنف المنزلي، العادات الاجتماعية، الشرب والتدخين.

فحوص محرجة ودقيقة

تختلف الفحوص بحسب العمر والحالة العامة للمريضة، فعلى سبيل المثال لا تحتاج المراهقات اللواتي لا يمارسن الجنس إلى فحص للأمراض المنقولة جنسياً، إضافة إلى أن الشابات دون سن 21 عاماً لا يحتجن إلى فحوص مهبلية، إلا إذا كانت لديهنّ أعراض محددة وشروط طبية معيّنة. إضافة إلى فحص الثدي الروتيني، يقوم الطبيب النسائي بإجراء مسحة عنق الرحم كنوع من اختبار لسرطان عنق الرحم، على الشكل التالي: تستلقي المريضة على ظهرها وتضع قدميها على دعائم، ثم يقوم الطبيب بادخال منظار للحفاظ على المهبل مفتوحاً بشكل يسمح له إدخال المسحة من أجل التقاط عيّنة صغيرة من خلايا عنق الرحم.

في هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أن مثل هذه الاختبارات كانت تتم بشكل سنوي، إلا أن التوجيهات الحديثة توصي بإجرائها للمرأة التي تتخطى سن الـ 21 عاماً كل 3 إلى 5 سنوات. ومن بين سلسلة الفحوص الأخرى، يجري الأطباء في بعض الأحيان، فحصاً للحوض، الذي يعتبر الجزء الأكثر إزعاجاً للنساء، إذ يستخدم الطبيب منظاراً لفحص المهبل وعنق الرحم ومن ثم يضع أصابع يد واحدة داخل المهبل فيما يضغط على البطن باليد الأخرى، أما الغرض من هذا الإجراء فهو تقييم ما إذا كان الرحم وقناتا فالوب والمبيض وعنق الرحم ذات حجمٍ صحي وفي أمكنتها الصحيحة، إضافة إلى محاولة الكشف عن سرطان المبيض أو غيره من أنواع السرطان التي تصيب الأعضاء الأنثوية. واللافت أن هذا النوع من الفحوص يفتقر إلى الدقة، كما أن المرأة تشعر في العادة بالإحراج أو القلق، مما يجعلها تتجنب في بعض الأحيان زيارة الطبيب مرة أخرى، نظراً لأن فحص الحوض يسبب لها بعض الآلام.

وقد أوصت كلية الأطباء الأميركية في العام 2014 بعدم إجراء فحوص الحوض للمرأة غير الحامل والتي لا تشكو من أية أعراض. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنه ليس من الضروري إجراء فحص الحوض لتشخيص الأمراض المنقولة جنسياً، إذ يمكن اللجوء إلى مسحات المهبل أو اختبار البول، علماً أن لا حاجة لهذا الإجراء ما لم تكن المريضة تستخدم حبوب منع الحمل، وهو أمر أكدته "إيفاث هوسكينز"، مشيرةً إلى أن الهرمونات التي تحويها حبوب منع الحمل قد تؤثر على البطانة المهبلية وعنق الرحم، ويمكن لفحص الحوض أن يكشف عن هذه الآثار. وتوضح الطبيبة أنها تجري في العادة فحص الحوض للنساء اللواتي ينخرطن في "سلوكيات محفوفة بالمخاطر"، من خلال ممارسة الجنس مع أكثر من شريك.

ما نوع اللمس المسموح به أثناء الفحص الطبي؟

"يسمح فقط بالكمية الضرورية من الاتصال الجسدي المطلوب للحصول على بيانات للتشخيص والعلاج... كما ينبغي إعطاء تفسير مناسب يتعلق بجميع إجراءات الفحص"، هذا ما تؤكده مبادىء لجنة الأخلاقيات لكلية طب النساء والتوليد الأميركية لسنة 2007 حول منع سوء السلوك الجنسي.

ماذا عن استخدام اليد أثناء الفحص؟

في السابق تعرض الدكتور تيندال لإنتقاداتٍ عديدةٍ بسبب استعمال يديه عوضاً عن المنظار لفحص المرضى، بالإضافة إلى تحريك أصابعه إلى الداخل والخارج أثناء فحوص الحوض. إلا أن استخدام اليد قد يكون في بعض الحالات أمراً مطلوباً، على حدّ قول الدكتور إسحاق شيف، وهو الرئيس السابق لقسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى ماساتشوستس الحكومي:"عند فحص إمرأة طاعنة في السن تبلغ من العمر 70 عاماً وتواجه صعوبة في التحكم بالبول"، مستدركاً بالقول إن الطبيب يجب أن لا يحرك أصابعه في جميع الحالات.

وأشارت "إيفاث هوسكينز" إلى أن مفتاح النجاح يكمن في قيام الطبيب بعمله على أكمل وجه مع مراعاة شروط المهنة وأخلاقياتها: "عندما أذهب لصالون الحلاقة لقص شعري، لا أتوقع أن أحصل على تدليك لكتفيّ أو لأي شيء من هذا القبيل". وشددت "هوسكينز" على أن الطبيب يجب في كل مرة أن يُخبر مريضته عما يقوم به:"في كل مرة تلمس فيها مريضتك يجب عليك أن تقول: "أنا سأفحصك الآن، سأقوم بفحص هذا الجزء من بطنك...". مشيرةً إلى أن الخطوة الأولى تتمثل في عدم وضع الأصابع داخل فرجها". وقد اعتبرت أن المرأة إذا شعرت بأن الطبيب يقوم بشيء غير عادي، يجب ألا تتردد في سؤاله.

هل يجب على الطبيب أن يكون بمفرده مع المريضة؟

الجواب عن هذا السؤال يتوقف على المريض والطبيب. اعتبرت "هوسكينز" إنه من الأفضل أن يكون هناك شخص آخر مع المريضة خشية من أن يتم استغلالها بشكل لفظي وجسدي. في المقابل، يفضل بعض المريضات التحدث مع الطبيب من دون وجود أي طرف ثالث لأن هذا الأمر يجعلهن يشعرن بالراحة عند مناقشة القضايا الشخصية على انفراد. وعليه يمكن القول إن وجود المريضة وحدها مع طبيبها النسائي هو أمر مرتبط بوجهة نظرها وبتفضيلاتها الشخصية.

تعليقات جنسية خارجة من فم الطبيب؟

كشف موقع abc7 عن قيام بعض المريضات بمقاضاة الدكتور تيندال وإتهامه بالتحرش بهنّ ليس عن طريق اللمس فحسب بل من خلال التفوه بتعليقاتٍ غير لائقةٍ حول الجنس والعرق وحجم الأعضاء التناسلية. من هنا تناولت "نيويورك تايمز" موضوع التعليقات والتلميحات المقبولة للأطباء، خاصة أن بعض العبارات قد تخرج عن سياقها الطبيعي وتندرج ضمن "التحرش اللفظي". في هذا الصدد، أوصت الجامعة الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء بضرورة "تجنب الأطباء التلميحات الجنسية والملاحظات المستفزة"، وقال الدكتور شيف "الفحص دقيق للغاية ويجب أن يكون على المستوى الطبي البحت، دون تلميحات أو أوصاف".

لا شك أن استخدام بعض العبارات يعتبر تصرفاً غير لائق وغير مهني، فالحديث بين الطبيب ومريضته يجب أن يبقى ضمن حدود الحالة الطبية البحتة، من هنا تؤكد "هوسكينز" أن معظم الأطباء النسائيين يخضعون لتدريب يتمثل في آداب التحدث إلى المريضة بعدما تنتهي من ترتداء ملابسها. واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بقول "هوسكينز":" عند إجراء فحص الحوض للمريضة التي تكون من دون ملابس، قد أقول لها مثلاً "غشاء بكارتك يبدو جيداً...فلا يوجد خطأ في ذلك، كما أستطيع أن أقول لها: ثدياك يبدوان جيدين، إنما يجب عليّ أن لا أقول إنهما جميلان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image