"لا تثق بالروايات الرسمية" تعدّ قاعدة لدى الذين يطبّقون نظريات المؤامرة على الكثير من الأحداث المحيطة بهم، أو التاريخية. قد يصيب بعضها الحقيقة وقد يخطىء، لكن الضجيج الذي يُثار في شأنها والعدد الهائل من الوسائط التي تتناولها يحيّر المتلقي في ما يصدق. لسنا ههنا في صدد النزول منزلة القاضي، بل نستعرض فقط بعض الأحداث التاريخية التي حامت حولها نظريات المؤامرة.
هل كان "شكسبير" اسماً مستعاراً لـ"بيكون"؟
"الأعظم على الإطلاق" هذا أقلّ ما يوصف به الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير William Shakespeare. لكنّ نقّاداً أوروبيين شككوا في أن يكون "شكسبير" كاتب الروائع الأدبية التي أنتجها، لكونه كان ريفياً فقيراً، ولم ينل حظّاً من التعليم. يستند هؤلاء إلى حجج أخرى، منها كونه لم يخرج يوماً من انجلترا، فكيف كتب إذاً عن مدينة البندقية في ايطاليا؟ ومن أين له أن يعرف تفاصيل عن "آداب البلاط الملكي". براهين كثيرة ساقها المشككون في "شكسبير"، وذهب بعضهم إلى التشكيك في وجوده معتبرين أنه اسم مستعار، ولا سيّما أنه لم يترك خلفه توقيع أو ورقة مكتوبة بخطّ اليد.
تنسب كتابات شكسبير وفق بعض الباحثين إلى فرانسيس بيكون Francis Bacon. والسبب يعود للتشابه الكبير بين أسلوب الاثنين. تصفية الحسابات السياسية عبر المسرح، هو ما رجّحه النقاد سبباً ليكتب "بيكون" باسم "شكسبير"، لكن لا توجد قرائن تثبت ذلك.
"هتلر" المخادع في الحياة والموت
30 أبريل عام 1945 هو اليوم الرسمي الذي سجّل انتحار أدولف هتلر، والرواية الرسمية تقول إنه تناول مادة السيانيد السامّة ثم أطلق النار على رأسه، وأحرقت جثته وفقاً لوصيته.
"هتلر في الأرجنتين" لهاري كوبر Harry Cooper يطرح فرضية أن يكون "هتلر" وزوجته إيفا براون Eva Braun و13 شخصية نازية مهمّة أخرى هربوا من "برلين" على متن طائرة "يونكرس-290" بين 27 و30 أبريل 1945، إلى "إسبانيا" ومكثوا هناك قرابة شهر ونصف الشهر، ثم فرّوا إلى الأرجنتين حيث عاش "هتلر" إلى أن توفي عام 1962.
في عداد الفرضيات الكثيرة التي صدرت، أن الاستخبارات الأمريكية سمحت لـ"هتلر" بالهروب مقابل اعطائهم معلومات تتعلق بالتكنولوجيا النازية. تعود هذه الفرضيات للظهور بين حين وآخر، مقدمةً دلائل مختلفة في كل مرة، آخرها كان في أوائل هذا العام. على أي حال، حقيقة انتحار "هتلر" ومؤامرة هروبه إلى "الأرجنتين"، تفتقران إلى الأدلة الصارمة.
"مونتوك" المشروع الأمريكي للسفر عبر الزمن
لم تكن "آلة الزمن" مجرد قصة تناولها كثيرٌ من كتّاب الخيال العلمي، بل كان، ولا يزال، هناك علماء يجرون أبحاثهم عليها، ويميلون إلى فرضيّة تحقيقها. مشروع "مونتوك" Montauk السريّ الذي أقامته الحكومة الأمريكية كان الهدف منه الانتقال عبر الزمن وأكثر، حسب الأقاويل، التحكّم بالعقل البشري.
أحاديث طويلة وقصص نُسجت حول مشروع "مونتوك" السريّ، الذي اجتمع فيه أهمّ علماء الفيزياء والرياضيات، أبرزها ما ورد في كتب برستون نيكولز Preston Nichols الذي كان، على حد تعبيره، شاهداً على المشروع. دُشّن المشروع في أربعينيات القرن الماضي، ويُقال إن هؤلاء العلماء اكتشفوا أموراً مذهلة ومخيفة في الوقت نفسه، قبل أن يوقف حدثٌ غامض المشروع. تم إخفاء كل الوثائق والصور المتعلقة به. وعلى الرغم من أن الحديث يُثار حوله على الدوام، فإنّ حقيقة وجوده لا تزال مبهمة إلى اليوم.
"الأفغاني" أراد إصلاح "إيران" فاغتالته حكومتها
كلما زار أرضاً أحدث بها تغييراً. هو جمال الدين الأفغاني الذي ولد في أكتوبر عام 1839، في العاصمة الأفغانية كابول، والذي لم يكتف بالمشاركة في الثورة العرابية في مصر، بل وجه أنظاره إلى إيران.
استقبله "ناصر الدين" شاه إيران، وهناك التفّ حوله الناس والعلماء يستقون من علمه. لكن مجاهرته برغبته في إصلاح البلاد، دفعت شاه إيران لأن يحاول إخراجه من إيران. أرسل إليه جنوداً يرحّلونه، فوجدوه طريح الفراش، وحملوه إلى الحدود وهو مريض. ثار محبّوه حينذاك على "الشاه"، لكنه قمع ثورتهم.
رحل الأفغاني إلى تركيا، وهناك راسل مريديه في "إيران"، وحثّهم على الثورة ضدّ "الشاه". تكللت جهوده بالنجاح حين قُتل هذا الأخير.
يُقال إن من قتل "الشاه" كان تلميذاً للافغاني، وهذا دفع الحكومة الإيرانية لاغتياله بالسُمّ في 1897. الرواية الرسمية تقول إنه مات مريضاً بالسرطان، غير أن أوامر السلطان العثماني آنذاك بدفنه في السرّ، بمرافقة 3 من أصدقائه، جعلت الشكوك تحوم حول مؤامرة اغتياله.
حضارة على كوكب "المريخ"
الكثير من الأبحاث التي أجريت حول هذا الكوكب تحدّثت عن فرضية أن تكون قد ازدهرت فيه الحياة في مرحلة ما. الصور التي أفرجت عنها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لسطح "المريخ"، أظهرت بعض التضاريس والأشكال الهندسية التي تشير لوجود حضارة مندثرة، مثل تكوين "النجمة" وهو شكل مثير للفضول وصف على أنه مدينة ذات تشكيل نجمي، و"البرج" وهو تكوين يشبه برجاً طويلاً يلقي بظلّه على الأرض يُقدّر ارتفاعه بـ6.3 كيلومتر، وأيضاً "الاهرامات" وهي تكاوين ملساء مثلثة الأطراف وتتجسّد من الأعلى بطريقة مماثلة لأهرامات الجيزة.
يمكن أن تكون تلك البنى وهماً بصرياً لتشكيلات جيولوجية طبيعية، وليست اصطناعية، وهذا يجعل من فرضية وجود حضارة على "المريخ" محض خيال. يذكر أن الكثير من الأبحاث تجرى اليوم حول إمكانية بناء حياة أخرى على هذا الكوكب، ومنها مشاريع تخطط لانتقال الإنسان للسكن عليه، أبرزها مشروع مارس وان Mars One الذي يتطلع إلى إرسال مجموعة من المتطوعين كل عامين للعيش هناك ابتداءً من عام 2024.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون