تجدد الحديث عن فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية المنتشرة حالياً هناك، مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مداولات حول الفكرة تدور بين "مسؤولي الدول".
وقال شكري "إن فكرة إحلال قوات بأخرى ربما تكون عربية هو أمر وارد وهذا الطرح لا يتردد فقط على المستوى الإعلامي وإنما أيضاً في المناقشات والمداولات بين مسؤولي الدول لبحث إمكانية إسهام هذه الأفكار في استقرار سوريا والخروج من أزمتها الحالية".
كلام الوزير المصري هذا نقلته عنه صحيفة الأهرام المصرية، وأتى خلال احتفال مجلة السياسة الدولية في مؤسسة الأهرام، بإصدار الملحق التوثيقي الخاص بعضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن (2016 2017)، تحت عنوان "استقلالية القرار ومسؤولية الدور".
وظهرت الفكرة في الآونة الأخيرة بعد نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً أفادت فيه بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لاستبدال القوات الأمريكية في سوريا بأخرى عربية، تضم قوات من السعودية والإمارات ودول أخرى، لـ"حفظ الاستقرار في شمال شرق البلاد بعد هزيمة داعش".
وقالت الصحيفة إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون اتصل بمدير الاستخبارات المصري عباس كامل لمعرفة موقف القاهرة من هذا الأمر، وإن التواصل حصل بالفعل مع دول خليجية من أجل المشاركة في هذه القوات وتقديم الدعم المالي لها.
وعندما سُئل وزير الخارجية السعودي عن المعلومات الواردة في التقرير، أجاب بأن بلاده مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا، في إطار قوة عربية.
وقال الجبير إن هذه الفكرة "ليست جديدة" وناقشتها الرياض مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أكثر من مرة، مضيفاً: "نحن في محادثات مع الولايات المتحدة، كما هو الحال منذ بداية الأزمة السورية (2011)، بشأن إرسال قوات إلى سوريا".
وكان المسؤول الكبير السابق في الاستخبارات المصرية محمد رشاد قد أعلن أن مصر لن تنضم إلى هذه القوة، وقال: "القوات المسلحة المصرية ليست مرتزقة، ومصر تتبنى استراتيجية تستند إلى دعم وحدة الأراضي السورية وجيشها الوطني"، في تعليق ينسجم مع سياسة مصر تجاه النظام السوري والتي تقترب من دعمه.
وزير الخارجية المصري: فكرة استبدال القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا بأخرى ربما تكون عربية هو أمر وارد وهذا الطرح لا يتردد فقط على المستوى الإعلامي وإنما أيضاً في المناقشات والمداولات بين مسؤولي الدولأما سورياً، فقد ظهر رفض للفكرة من أساسها باعتبار أن القوة المذكورة "غير قانونية". وقالت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد: "في حال صحت التسريبات فإنه لأمر غريب جداً أن تقوم دولة احتلال غير شرعي بتوجيه دعوات لأطراف أخرى كي تأتي وتحتل البلد أيضاً". وتُثار تساؤلات عدة حول إمكانية نجاح هذه الفكرة، فإنْ كانت ستساهم في منع وقوع سوريا تحت النفوذ الإيراني، إلا أنها قد تؤدي إلى تصادم القوات العربية التي قد تنتشر مع القوات الإيرانية وقوات الميليشيات الشيعية المتحالفة معها. كما لا يُعرف كيف ستستقبل تركيا، الدولة التي تنشر قواتها في الشمال السوري، هذه الفكرة. وتُثار أيضاً تساؤلات حول إمكانية انتشار قوات سعودية وإماراتية على الأرض السورية، في ظل انهماك هاتين الدولتين في حرب ضروس ضد الحوثيين في اليمن. وكانت "وول ستريت جورنال" قد أشارت في تقريرها المذكور إلى أن المبادرة الأمريكية لتشكيل قوة عربية جذبت انتباه مؤسس الشركة الأمنية الخاصة "بلاك ووتر" إريك برنس، الذي قال إن مسؤولين من الدول العربية بحثوا معه أخيراً تشكيل قوة عربية تنتشر في سوريا، وإنه ينتظر الخطوات التي سيتخذها ترامب في هذا الاتجاه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...