يقع جبل اللويبده في الجهة الجنوبية الغربية من العاصمة الأردنية عمّان، التي تمتاز بجبالها السبعة. يُعدُّ جبل اللويبده أهمها، إذ أصبح معقلاً للثقافة والفنون، ما أضفى عليه أيضاً اسم "جبل الثقافة".
يعود تاريخ اللويبده إلى أكثر من قرن من الزمن، عندما كانت تعتبر من أهم المناطق في عمان، وسكنها العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والعسكرية. يمتاز الجبل ببيوته القديمة ذات الطراز المعماري العثماني، التي بالرغم من قدمها، لا تزال تحافظ على بريقها.
تحوّلت اللويبده في بضع سنوات مكاناً لتجمّع الفنانين والمثقفين في بيوتها القديمة وفي ظلال أشجارها التي غرست مع مداميك بيوتها. حوّل العديدُ من الاشخاص البيوت القديمة التي يملكونها في المنطقة إلى مقاهٍ ثقافية أو معارض للفنون أو مراكز لتدريب المواطنين على بعض الأنشطة الثقافية والفنية كالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
ليندا خوري استطاعت استئجار بيت قديم بُني في أواخر العقد الرابع من القرن الماضي، وهو كان مهجوراً وفي حالة يرثى لها، وحولته مقهىً ثقافياً من أجل أن تجعل منه مقصداً للمثقفين ومحبّي الفن. رممت البيت محافظةً على تصميمه الأساسي وعلى عبق الماضي المخيم فيه. وحرصت حتى على أن يعبّر الاثاث الذي استخدمته عن الحقبة التي بني فيها البيت.
تقول ليندا إن المكان الذي سمّته "فن وشاي" يحمل من اسمه الغاية منه، إذ إنه مكان للترفيه ولقاء المثقفين والفنانين وحتى طلاب الجامعات. في المقهى، كتب للقراءة ولوحات. يتيح المكان لروّاده التفاعل في ما بينهم، من خلال الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والمعارض التي ينظمها بشكل مستمر.
في الجهة الأخرى من جبل اللويبده، تقع دارة الفنون (مؤسسة خالد شومان) وهي من أقدم البيوت التي حُوّلت الى ملتقى ثقافي وتجمّع للمثقفين والفنانين. افتتحت المؤسسة أبوابها عام 1988، في حين يعود بناء الدار إلى العقد الثالث من القرن الماضي. تشكّل الدار أكبر مساحة من البناء مخصصة للثقافة والفنون في المنطقة، وتقام فيها المعارض التي تمتد عبر غرفها وأروقتها، كما أنها تحتوي على مقاهٍ لتجمّع محبّي الفن. أما مقهى "جدل" الذي يقع على أقدم أدراج عمان، درج الكلحة، والذي بناه المهندس فادي عميره وحوّله إلى مقهى ثقافي، فنجد فيه مكاناً مختلفاً عن باقي المقاهي الثقافية، إذ إن البيت يعكس طبيعة البيت العماني القديم البسيط، وقد حافظ المهندس على جميع تصاميمه. أكثر رواد مقهى "جدل" هم من طلاب الجامعات، الذين يرتادونه للدراسة أو للقاء الأصدقاء، بسبب هدوئه وبعده عن الضوضاء. يقول بيدر، عازف جيتار، إن معظم معزوفاته ألفّها في إحدى غرف المقهى، لأن المكان يلهمه. ينظم مقهى "جدل" العديد من النشاطات مثل عروض الأفلام والأمسيات الشعرية والندوات الثقافية والمعارض الفنية ودروس الموسيقى، كما أنّ مرتاديه يستطيعون إعداد قهوتهم بأنفسهم. رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...