في العام 2004، شرع مارك زوكربرغ، ولم يكن قد تجاوز الـ19 عاماً، في بناء فيسبوك. حينها، راسل أصدقاءه في جامعة هارفرد متباهياً بحيازته معلومات عن 4 آلاف شخص تطوعوا بوضع بياناتهم الشخصية على شبكته الاجتماعية الناشئة، ومن بين ما تضمنته رسائله للأصدقاء تعليقه ساخراً "لا أعرف لماذا فعلوا ذلك، إنهم يثقون بي... الأغبياء".
بعد 14 عاماً، ازداد عدد من وثقوا بزوكربرغ بشكل ضخم، حتى وصل إلى 2 مليار شخص. ومع هذا التطوّر، عاد زوكربرغ واعتذر، في مقابلة مع مجلة "نيويوركر" عام 2010، عن تلك الرسائل، قائلاً "أعتقد أنني كبرت وتعلمت الكثير"... لكن هل تعلّم حقاً؟
يُطرح سؤال مماثل اليوم بينما تتخبّط شركة فيسبوك في فضيحة هي الأكبر في تاريخها، والتي باتت تُعرف بفضيحة "كامبردج أناليتيكا"(Cambridge Analytica)، في وقت انتشرت دعوات على نطاق واسع لحذف الحسابات الشخصية عن فيسبوك، وحاول كثيرون التعمّق بحثاً عن الطريقة المثلى للتخلي عن الشبكة الزرقاء، أو في الحد الأدنى تأمين أقصى درجات الحماية لحساباتهم في ظلّ استخفاف القائمين عليها بتأمين خصوصية المستخدمين.
ما هي فضيحة كامبريدج أناليتكا؟
في 17 مارس الجاري، كشف كريستوفر ويلي (28 عامًا)، أحد العاملين البارزين في "كامبريدج أناليتكا"، العاملة في مجال تحليل البيانات والحملات الانتخابية في أنحاء العالم، كيف جمعت الشركة بيانات 50 مليون شخص على فيسبوك، لاستخدامها في أغراض سياسية وحملات بروباغندا، بما فيها بث أخبار كاذبة، خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
في الوقت نفسه، أكدت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"الغارديان، ومعهما القناة الرابعة البريطانية، تفاصيل تلك الواقعة.
وفي خضم الجدل الدائر، قلّلت الفضيحة القيمة السوقية للشبكة الأكبر في العالم، بواقع 37 مليار دولار، فيما قالت تقارير صحافية إن مؤسس الشركة قد يواجه استجواباً من البرلمان البريطاني، وسط دعوات بفتح تحقيقات إزاء ما حدث.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=3&v=mpbeOCKZFfQوكانت فيسبوك قد علقت حسابي "كامبريدج أناليتكا" ومنظمة "ستراتيجيك كوميونيكيشن لابوراتوريز"، التابعة للشركة، فضلاً عن حساب ألكسندر كوغان، أخصائي علم النفس من جامعة كامبريدج.
يُذكر أن "كامبريدج أناليتكا" كانت قد حصلت على تمويل بحوالي 15 مليون دولار من صندوق استثماري للملياردير الداعم للتيار المحافظ روبرت ميركر.
هل حان وقت حذف فيسبوك؟
تحوّل تويتر إلى منصة لإطلاق موجة من الانتقادات الواسعة لسياسات فيسبوك، وذلك عبر وسم يدعو إلى حذف الحسابات من الشبكة.
في العام 2004، راسل زوكربرغ أصدقاءه متباهياً بحيازته معلومات عن 4 آلاف شخص تطوعوا بوضع بياناتهم الشخصية على شبكته الاجتماعية الناشئة، ومن بين ما تضمنته رسائله للأصدقاء تعليقه ساخراً "لا أعرف لماذا فعلوا ذلك، إنهم يثقون بي... الأغبياء"
بعد فضيحة سرقة بيانات 50 مليون شخص على فيسبوك، دعوات لحذف التطبيق... فما هي أفضل الطرق المطروحة للقيام بذلك؟
وانضم إلى الحملة كثيرون، بينهم برايان أكتون، أحد مؤسسي تطبيق واتساب الذي كانت فيسبوك قد اشترته عام 2014 مقابل 19 مليار دولار. وكتب في تغريدة: "حان وقت حذف فيسبوك".
كيف تحذف حسابك الشخصي؟
إذا كانت الفضيحة الأخيرة قد عزّزت قلقك من الشبكة الأكثر شعبية في العالم، وترغب في حذف حسابك، فليس صعباً إزالته، لكن قبل الخروج من الخدمة عليك تنزيل معلوماتك الشخصية من فيسبوك أولاً.
يحوي ملفك على فيسبوك جميع المعلومات ذات الصلة بك، صورك وجلسات التفاعل والدردشات والـIP addresses… وبالمختصر كمية هائلة من المعلومات.
لتنزيل أرشيفك الخاص، إذهب إلى الإعدادت أو Settings، ثم انقر على خيار في أسفل الصفحة Download a copy of your Facebook data، بعدها اضغط على "Start My Archive".
حسناً، بعد القيام بتلك الخطوات، إذا كنت مستعداً لحذف حسابك، انقر على هذا الرابط، الذي سينقلك إلى الصفحة الخاصة بإتمام الأمر، وبموجبه سيتم إزالة الحساب ولن يقدر الآخرون على الوصول إليه.
إذا قرّرت البقاء... كيف تحمي بياناتك؟
رفعت فضيحة "كامبريدج أناليتكا" سقف التساؤلات حول مدى مراعاة فيسبوك لخصوصية مستخدميه، ودرجة الأمان الرقمي التي يحظى بها الأشخاص على الشبكات الاجتماعية.
ونتيجة لشعبية الشبكة الكبيرة المتعددة الاستخدامات، ربما يكون صعباً على الكثير منا إزالته، نتيجة للاعتماد عليه في التواصل أو إتمام نشاطات اجتماعية أو تجارية.
في العام 2017، أطلق فيس بوك دليل "نصائح الأمان على فيسبوك للصحافيين"، ضمن "مشروع صحافة فيسبوك". ويمكن للأشخاص من غير المختصين أيضاً مطالعته، حيث يضم 10 خطوات من الإرشادات لحماية حساباتهم الشخصية.
كما يمكنك القراءة أكثر في الإرشادات العامة للشبكة فيها يتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي عليها عبر هذا الرابط.
تطبيقات الألعاب.. هكذا سُرقت البيانات
هل تتذكر كم مرة شاركت فيها في حلّ مسابقات أو ألعاب على فيسبوك، كم مرة دفعك فضولك للمشاركة في اختبار (Quizz) يدعوك لمعرفة "أي من فناني هوليود يشبهك؟ ما هي أفضل سماتك الشخصية؟ إلى أي بلد ستسافر؟ تعرف على الدولة التي تنتمي إليها من خلال ملامحك".
حسنًا، ربما كانت هذه الألعاب مسلية ومثيرة لتعليقات أصدقائك أيضاً، لكن وراءها وجه آخر مُظلم، حيث تستخدمها الشركات في جمع بياناتك وبيعها لأغراض تجارية أو سياسية، مثلما جرى في الانتخابات الأمريكية.
"ألكسندر كوغان كذب علينا وانتهك سياسات منصتنا عبر تمرير معلومات من تطبيق متصل بفيسبوك لكامبريدج أناليتكا"، قالها نائب رئيس فيس بوك بول غريوال.
وشكل التطبيق المماثل لتطبيقات المسابقات والألعاب على فيسبوك، الثغرة التي استعانت بها الشركة البريطانية، صاحبة الفضيحة الأخيرة.
وكانت فيسبوك عدلت شروطها للحد من المعلومات التي يمكن جمعها بواسطة تطبيقات "الثيرد بارتي" أو "الطرف الثالث"، لمنع الوصول إلى بيانات تتعلق بأصدقاء المستخدمين.
كيف توقف عمل أذونات التطبيقات؟
توجد العديد من تطبيقات "الثيرد بارتي" الخارجية، التي ربما سجلت فيها بواسطة حسابك على فيسبوك.. بعضها ضروري، وبعضها قد يكون مُهدداً لخصوصيتك.
لتفادي الوقوع في فخ هذه التطبيقات ولمزيد من الحماية، يمكنك بداية الذهاب إلى صفحة إعدادات حسابك الرئيسية، واضغط على Apps أو تطبيقات الموجودة في الأسفل. حينها ستظهر أمامك قائمة للتطبيقات، ويمكنك إزالة ما لا تحتاج إليه منها.
وكذا إلغاء جميع الفئات التي لا تريد التطبيق أن يصل إليها، وهي تتضمن السطر التعريفي للمستخدم وتاريخ الميلاد والأسرة ووجهات النظر الدينية، وإظهار نشاطك اللحظي على الإنترنت، والمشاركات والأنشطة والاهتمامات.
وكما يوجد في الصفحة نفسها خيار «Apps, Websites and Plugins»، ثم Edit أو تعديل، وبعد القيام بالتعديل اضغط على خيار عدم التفعيل أو «Disable Platform».
بهذه الخطوات البسيطة ستقلّل من فرص وصول مواقع تابعة لطرف ثالث على فيسبوك إلى بياناتك.
وفي هذا الإطار، يقول بول بيرنال، محاضر في تكنولوجيا المعلومات وحقوق الملكية الفكرية وقانون وسائل الإعلام بجامعة حقوق إيست أنجيليا ببريطانيا: «لا تضغط مطلقاً على خيار (إعجاب) لصفحة منتج خدمي، وإن كنت ترغب في اللعب بهذه الألعاب والمسابقات، لا تفعل ذلك عن طريق صفحة فيسبوك، بل اذهب مباشرة إلى الصفحة الإلكترونية الخاصة على الإنترنت".
ويعتقد بيرنال أن الطريقة الوحيدة لجعلك مطمئناً بأن بياناتك مازالت سرّية بالكامل هي "العزوف عن استخدام فيسبوك"، موضحاً أن "الحافز الذي يمكن أن يجعل فيسبوك يوفر حماية للمستخدمين لن يتحقق إلا إذا عزف المستخدمون عنه. وحالياً لا يوجد حافز للتغيير".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...