قبل أسبوع على موعد الانتخابات الرئاسية الروسية في 18 مارس، والتي يتنافس فيها ثمانية مرشحين من بينهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، ظهر الأخير في فيلم وثائقي، بعنوان "بوتين"، تبلغ مدته ساعتين وبُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي. وتحدّث الرئيس الروسي خلال الفيلم، الذي يظهر فيه أيضاً أعضاء من القيادة الروسية والمستشار الألماني السابق وصديق بوتين غيرهارد شرودر، عن الكثير من أمور السياسة مثل شبه جزيرة القرم وتجربة أسلحة جديدة خلال الحرب الدائرة في سوريا، بالإضافة إلى بعض الأمور الشخصية كحبّه للجعة الألمانية وعمل جدّه كطباخ عند قادة الإتحاد السوفياتي. وهذه ليست المرة الأولى التي يحرص فيها بوتين، وفريقه، على تكريس صورته كرجل سياسة شرس بإرث استخباراتي خطير وجسد رياضي لا يُقاوَم. في الصور والأفلام والكتب التي خرجت حول حياته، كان العميل السابق لجهاز "كي جي بي" يظهر كأخطر رجل في العالم وكصاحب روح مرحة في آن، فيرسم بذلك لنفسه هالة أصبحت مرادفاً لروسيا. جمعت صورته بين الشراسة السياسيّة والشراسة الرياضيّة، يخوض حرباً هنا ويسبح في مياه متجمدة بصدر عار هناك، بينما تتداول الأخبار تأخرّه عن موعد ما مع رئيس ما ينتظره في البرد القارس. كلّ ذلك أرّق المتابعين له، فبات يصعب الكلام عنه من دون السقوط إما في الانتقاد الحاد أو المديح المفرط. ولكن ما أبرز ما حمله الفيلم "الانتخابي" الجديد للرئيس الروسي؟
كاد يُسقط طائرة ركاب
اعترف بوتين أنّه أمر بإسقاط طائرة ركاب بعدما وصلته تقارير تؤكد أن الطائرة تحمل قنبلة وتستهدف افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية. وقال خلال الفيلم للصحافي أندريه كوندراشوف إنه في السابع من فبراير عام 2014، أي قُبيل حفل افتتاح دورة الأولمبياد في سوتشي، تلقى اتصالاً هاتفياً من رجال الأمن المسؤولين عن الدورة، يعلمه أن طائرة كانت في طريقها من أوكرانيا إلى اسطنبول خُطفت وإن الخاطفين يطالبون بالهبوط في سوتشي. وشرح بوتين أنه عندما سعى للحصول على نصيحة مسؤولي الأمن قيل له إن خطة الطوارئ في مثل هذا الموقف تقضي بإسقاط الطائرة، فما كان منه إلاّ أن طلب منهم التصرف وفقاً لهذه الخطة، ليتبيّن بعد دقائق أنّ البلاغ كان كاذباً وأنه أتى من راكب كان مخموراً، فيما ستواصل الطائرة رحلتها إلى تركيا.جد بوتين كان طبّاخ لينين ومن ثمّ ستالين
وقال بوتين في الفيلم إن جدّه لأبيه سبيريدون بوتين عمل طباخاً لكل من فلاديمير لينين وجوزيف ستالين في منطقة موسكو، موضحاً أن جده كان عضواً مهماً في طاقم العاملين في مكتب ستالين الذي حكم لمدة استمرت نحو ثلاثة عقود.حظوظ بوتين مرتفعة في الانتخابات الرئاسيّة، لكنه لا يتردّد في كشف تفاصيل شخصية وسياسية مثيرة لتثبيت صورته كزعيم قوي
روسيا جرّبت أكثر من مئتي سلاح جديد في سوريا، حسب ما كشف فيلم "بوتين" الجديدوكان أندريه كوندراشوف، الذي أصبح المتحدث باسم الحملة الانتخابية للرئيس الروسي منذ يناير الماضي، أكّد لوكالة "رويترز" أن "سبيريدون بوتين استمر في العمل كطباخ لدى المؤسسة السوفييتية حتى قبل وقت قليل من وفاته عام 1965 عن عمر ناهز 86 عاماً".
"القرم" لن تعود
عند سؤاله عن إمكانية عودة القرم إلى أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف، قال بوتين:"عمّ تتحدث، لا وجود لمثل هذه الظروف، ولن يكون لها وجود في المستقبل"، مؤكداً أنّ شبه جزيرة القرم لن تعود إلى أوكرانيا.ميركل والجعة الألمانية
خلال الفيلم، عبّر بوتين عن تقديره للجعة الألمانية، كاشفاً أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمدّه أحياناً بالجعة الألمانية "راديبيرغر". وكشف أنه اعتاد على شرب الجعة الألمانية أثناء عمله خلال الأعوام الأخيرة من حقبة ألمانيا الشرقية كعميل لجهاز الاستخبارات السوفييتي "كي جي بي" في مدينة دريسدن، شرقي ألمانيا. وتحدث بوتين عن علاقة الألمان بالتاريخ، موضحاً "لست من مؤيدي فكرة أن جميع أجيال الألمان مجبرة أن تعرب عن ندمها بسبب الماضي المروع الذي عانت منه بلادها وجميع أنحاء أوروبا والعالم بأسره".تجربة أسلحة جديدة داخل سوريا
كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال الفيلم أن روسيا اختبرت 210 نوع سلاح في سوريا، قائلا:"اختبرنا هذه الأسلحة مع السوريين في أرض المعركة، ما جرّبناه والملاحظات، كل هذه الأمور، أنا متأكد من أنّها ستنقذ حياة الذين سيستخدمون هذه الأسلحة في المستقبل". على الرغم من اعتبار المطلعين أن بوتين يخوض الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة من دون منافس حقيقي، وأنّ حظوظه كبيرة جداً، إذ كشف استطلاع للرأي أجراه المركز الروسي لدراسة الرأي العام، أنّ نحو 69% من الروس مستعدون للتصويت للرئيس الحالي، لا يتردّد بوتين في لفت الأنظار إليه في محاولة لترسيخ صورته كزعيم قوي يتمتع بكاريزما غير مسبوقة، بالإصرار على ظهوره بطريقة مثيرة للجدل آخرها كان تقبيله معجبة أثناء أخذ صورة سيلفي معه في أحد ملاعب العاصمة الروسية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...