باتت مواقع التواصل الاجتماعي منصة متقدمة لمحاربة الخرافات، لا سيما الدينية، المنتشرة في العالم العربي كجزء من ثقافة شفهية تغيّب العقل. على فيسبوك اليوم صفحات عدّة تتصدّى للتجاوزات الدينية التي تطالعنا يومياً بدءاً بالفتاوى الغريبة وصولاً إلى المعجزات التي تلفق وتنشر على وسائل التواصل الاجتماعي. اللافت في هذه الصفحات عفويتها وبعدها عن المؤسساتية، وقربها من الشارع العربي في لغتها وأسلوبها. في ما يلي أبرزها.
حملة فتبينوا لمكافحة الخرافات عبر الإنترنت
هي إحدى الصفحات الأحدث في مجال مكافحة الخرافات، أنشئت خلال عام 2014، وحصدت إعجاب أكثر من 60 ألف متابع في وقت قصير. تركز الصفحة على فكرة أن "الإسلام ليس بحاجة إلى الخرافات كي ينتشر" في إطار سعيها للوصول إلى "محتوى عربي خال من الخرافات" كما توضح في منشوراتها المختلفة. وللصفحة أسلوبها الخاص القائم على تقديم الخرافات المنتشرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في تصميمات بصرية (بدائية) جنباً إلى جنب مع الرد المنطقي العقلي عليها، كخرافة "اعرف عدد سنين عمرك من عدد سور القرآن" وحملة "وضع القرآن كصورة موحدة للبروفايل تجنباً للعذاب" وما إلى ذلك.
نعم للثورة الفكرية
صفحة تركز على النقد الاجتماعي وتفنيد الخرافات القائمة على العادات والتقاليد والخرافات الدينية. نشأت الصفحة كردة فعل على الانحطاط الفكري الذي تكرس بعد فشل الربيع العربي، على حد تعبير المشرفين عليها، وما نجم عن توزع الدول العربية بين دكتاتوريات عسكرية أو دينية ومشاريع إرهابية، وتقدم في ضوء ذلك منشوراتها "لكل الطامحين إلى إقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم". تدافع الصفحة بشراسة عن مبادئ كحرية التعبير والحرية الفردية وحقوق المرأة وتعادي جميع أشكال العنصرية والتمييز المذهبي والطائفي. يتابعها اليوم ما يقارب 30 ألفاً، علماً أنها تأسست عام 2014.
مسلمون بلا مذاهب
هي صفحة تعنى "بنقد العقائد المذهبية للسنة والشيعة على حد سواء" مثلما تعرف الصفحة عن نفسها للجمهور، وذلك في إطار بحثها عن "إسلام لا يكره أحداً على ممارسة شعائره ويقيّم الناس بالمحبة لا بلحاهم وبما يلبسون". تخصص الصفحة منشوراتها لنقد الأفكار الدينية "السلفية والتكفيرية والوهابية" وغيرها من التيارات المتشددة التي تتحدث باسم الإسلام. كما تحارب الخرافات الدينية كفتاوى ختان الفتيات ودعاوى الجهاد، وتسخر من أفكار الإسلام السياسي ومن مدى تحول الدين إلى اهتمام بالمظاهر والقشور على حساب الروحانيات والأخلاق. تحظى الصفحة بمتابعة أكثر من 38 ألفاً منذ إنشائها عام 2013.
لا لثقافة النقاب والحجاب وعذاب القبر
"Vers une Nouvelle Jurisprudence Islamique" أو نحو فقه إسلامي جديد، هو الشعار الذي ترفعه صفحة "لا لثقافة النقاب والحجاب وعذاب القبر" في إطار سعيها لنقد الثقافات الدينية المنغلقة على نفسها في المجتمعات العربية، والتي تتمحور حول سلوكيات وأفكار منفرة من الدين نفسه. تبحث الصفحة عن طروحات وسطية لا تلغي الدين من الحياة بقدر ما تصفيه من شوائب رجال الدين وفتاويهم الغريبة. يتابع الصفحة نحو 33 ألفاً منذ إنشائها في 2010.
الدين لله والوطن للجميع
من أبرز الصفحات التي تدعو لفصل الدين عن الدولة في المجتمعات العربية. عنوان الصفحة هو شعارها الأساسي وتسعى من خلاله لنقد التصرفات غير المقبولة في القرن الحادي والعشرين والآتية من ثقافة أصولية ودينية متشددة. تخاطب في منشوراتها الدول العربية دون استثناء بتسليطها الضوء على أماكن الخلل الطائفية فيها، ومن أبرز أساليبها نشر خطب منظري السلفية والخرافات الدينية للجمهور من أجل إنشاء حوار حولها. يتخطى عدد متابعيها 82 ألفاً منذ إنشائها عام 2011.
الجهل المقدس
صفحة تهاجم الأفكار الدينية المتطرفة بعدما باتت تنتشر كصورة للإسلام، منها النقاب واللحى الطويلة والخلافة وغيرها. تربط الصفحة كل مظاهر التخلف العربي بفكرة مجافاة العلم والركون للتسليم بالغيبيات في أي قضية أو مسألة، وتمزج السخرية بالجدية المفرطة في نقدها للواقع اليومي. يعتبر المشرفون على الصفحة أن الحل يكمن في مزيد من القراءة والتعلم والإفراج عن حرية التفكير والاعتقاد والتسامح مع من نختلف معه في الرأي، ويتابع الصفحة منذ إنشائها عام 2011 أكثر من 20 ألفاً.
لا للتكفير
"أنا أفكر فأنا ضد التكفير" شعار رئيسي ترفعه صفحة "لا للتكفير" في إطار سعيها لنقد ثقافة العنف الديني ونبذ الآخر المختلف، وتحظى الصفحة بإعجاب أكثر من 13 ألفاً منذ إنشائها عام 2013. وتتميز بجديتها وابتعادها عن السخرية إلى حد كبير في موضوع خطير لا يتحمل المزاح، وتعمل على الرد على مظاهر العنف الديني والخرافات الداعية للتعصب. وتلجأ لأقوال فلاسفة مشهورين أو علماء دين عرب أكثر تسامحاً للرد على الخرافات والدعوات الجهادية والتكفيرية المنتشرة عبر الإنترنت تحديداً.
أنا إنسان لا يعترف بسلطة رجال الدين
صفحة شديدة التنوع، تحارب الخرافات الدينية والعادات والتقاليد والجهل... وهي توجه منشوراتها إلى "كل انسان رافض لسلطة رجال الدين وللوصاية على المجتمع باسم الدين ولكل انسان يمقت الخرافات والأوهام" مثلما تعرف عن نفسها للجمهور. تأسست الصفحة عام 2012 ويتابعها قرابة 10 آلاف شخص.
العقل دين
"منطقة حرة لا ضرائب فيها على التفكير، تختفي هالات القدسية هنا ويتساوى الجميع". هكذا تعرف صفحة "العقل دين" عن نفسها في محاولتها لتقديم نقد عميق للحياة الدينية في العالم العربي. ولا تتوقف الصفحة عند حدود نقد الممارسات الدينية الإقصائية بل تتعداها لطرح أفكار حول الدين بشكل مجرد في إطار محاربتها "ثقافة الماورائيات"، فتتصدى على سبيل المثال لفكرة غضب الإله وربطها بقلة المطر وبالتالي بتصرفات دينية كصلاة الاستسقاء، أو فكرة الغزوات الدينية والتبشير، وتدعو إلى اعتماد المنطق بدل الدين كمبدأ أول للحياة. تحظى الصفحة بإعجاب 25 ألفاً منذ إنشائها عام 2014.
العقل زينة
هي "صفحة ثقافية تتناول مواضيع عديدة منها الأدبية والإبداعية والترفيهية ونقد المجتمع" كما تعرف عن نفسها، يتخطى عدد متابعيها 188 ألفاً منذ إنشائها عام 2012، وتخاطب المجتمعات العربية ببساطة من دون تعقيدات لغوية أو فلسفية. تتنوع منشورات الصفحة بين تقديم نماذج إيجابية لطرق التفكير والتصرفات من الغرب أو من الدول العربية نفسها، وتركز على الروح الفردية وتطوير الإنسان للوصول إلى مجتمع أفضل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع