شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
اليوم العالمي للمرأة: متى بدأنا نحتفل به؟ ولماذا ما زلنا نشارك في مسيراته؟

اليوم العالمي للمرأة: متى بدأنا نحتفل به؟ ولماذا ما زلنا نشارك في مسيراته؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 9 مارس 201807:30 م
"لو كتب تاريخ النساء لكان تاريخ العالم العام. ليس ثمة أي ثورة في الأمبراطوريات والأسر لم تكن النساء فيها سبباً أو غاية أو وسيلة". الفيلسوف الفرنسي كوندورسيه.

البدايات

لم يأتِ اليوم العالمي للمرأة بالصدفة أو عن عبث، بل يعود إلى محطات تاريخية فيها الكثير من الكفاح والصمود، فمن نضال نساء الطبقة العاملة ووقوفهنّ بوجه الظلم والاستبداد، تقرر تخصيص يوم سنوي لرفع مطالب السيدات والضغط من أجل منحهنّ حقوقهن مثل: المساواة بين الجنسين، الحق في التصويت، وضع حدٍّ للتمييز الجنسي وغيرها من المطالب الحياتية الضرورية. برغم أن من الصعب تحديد ملامح بدايات اليوم العالمي للنساء على وجه الدقة، إلا أن جذور هذا اليوم قد ترجع إلى العام 1908، حين شاركت 15 ألف إمرأة في مسيرةٍ حاشدةٍ في مدينة نيويورك الأمريكية للمطالبة بحق التصويت، وتحسين الرواتب وتقصير ساعات العمل. INSIDE_IWD_NY وبعد مرور عام على هذه المسيرة الضخمة، جرى الاحتفال لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية باليوم الوطني للمرأة في 28 فبراير بمباركةٍ من الحزب الاشتراكي الأميركي. INSIDE_IWD_Germany وفي العام 1910، قدمت "كلارا زيتكين"، الناشطة في الحركة النسائية الاشتراكية في ألمانيا، اقتراحاً يقضي بقيام كل بلدٍ من بلدان العالم بتخصيص يوم واحد في السنة من أجل إيصال أصوات النساء ومطالبهنّ. وبالفعل في المؤتمر الذي عقد في كوبنهاغن وضمّ أكثر من 100 إمرأة من 17 بلداً، تمت الموافقة على اقتراح "زيتكين" وتقرر تحويل الاحتفال بيوم المرأة إلى حدثٍ عالمي. وهكذا في 19 مارس 1911، جرى الاحتفال بهذا العيد لأول مرة في النمسا، الدانمارك، ألمانيا وسويسرا، حيث أظهر أكثر من مليون شخص دعمهم للمرأة عن طريق المشاركة في النشاطات العامة. [caption id="attachment_139681" align="alignnone" width="700"]INSIDE_IWD_Washington مسيرة النساء في واشنطن عام 1911[/caption] وفي العام 1913، تقرر نقل العيد إلى 8 مارس. يعدّ هذا تاريخاً مهماً للروسيات، إذ أنهن بدأن في 8 مارس 1917 إضرابهنّ من أجل "الخبز والسلام" كرد فعل على وفاة الجنود الروس في الحرب العالمية الأولى، وبعد مرور 4 أيام على حركة الاحتجاج هذه، نجحن في انتزاع حقهنّ في التصويت في ظل الحكومة المؤقتة في البلاد. INSIDE_IWD_Russia وهكذا بقي الثامن من مارس مخصصاً للاحتفال بيوم المرأة حتى يومنا هذا.

قضايا

تحوّل اليوم العالمي للمرأة إلى حدثٍ تاريخي يحتفل به العالم بإنجازات المرأة وتمكنها رغم كل العراقيل من الانخراط بنجاح في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وفي حين أن الجذور السياسية لهذا اليوم تعني الإضرابات والاحتجاجات، إلا أن هذا الاحتفال بات أكثر تنظيماً وحرصاً على زيادة الوعي وتكريس حقوق المرأة في المجتمع. وقد اكتسب اليوم العالمي للمرأة طابعاً رسمياً بعد أن بدأت الأمم المتحدة في العام 1975، بالاحتفال به بشكل سنوي، من خلال ربطه بقضايا وعناوين عريضة تختلف بحسب مجريات العام. في العام 1996، كان الموضوع الأول المطروح "الاحتفال بالماضي، التخطيط للمستقبل"، تبعه في العام 1997 موضوع "المرأة على طاولة السلام"، أما شعار العام 2017 فكان "المرأة في عالم العمل المتغير: تناصف الكوكب (50/50) بحلول 2030".

ما هو الشعار الذي يميّز اليوم العالمي للمرأة لعام 2018؟

مع الفضائح الجنسية التي هزّت هوليوود مؤخراً والتقرير العالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يرجح ألا تسدّ الفجوة بين الجنسين في مكان العمل قبل العام 2186، وفي ظل الحركات التي انطلقت هذا العام مثل حملة  "أنا أيضاً"، تقرر أن يكون شعار هذا العام هو: #PressforProgress. INSIDE_IWD_1 وبرغم أن التكافؤ بين الجنسين لن يحدث بين ليلة وضحاها، إلا أن الخبر السار هو أن النساء يحققن مكاسب إيجابية يوماَ بعد يوم. وبحسب بيان موقع اليوم العالمي للمرأة: "هناك دعوة قوية للعمل على المضي قدماً والضغط من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين. دعوة قوية إلى #PressforProgress لتحفيز وتوحيد الأصدقاء والزملاء والمجتمعات بأكملها للتفكير والتصرف وفق مبدأ الشمولية والمساواة بين الجنسين".

هواجس المرأة العربية

إن الهدف الأساسي الذي يقف وراء اليوم العالمي للمرأة هو تحقيق المساواة بين الجنسين، وهو المطلب الذي لم يتحقق حتى يومنا هذا. فالفجوة بين الجنسين، خاصة في مجال العمل والأجور، لا تزال تنغص حياة النساء وتكبّل قدراتهنّ على التميّز والتقدم نحو الأمام، إضافة إلى الأرقام المخيفة وراء الممارسات العنيفة التي ترتكب بحق المرأة. [caption id="attachment_139694" align="alignnone" width="700"]INSIDE_IWD_Iraq من يوم المرأة العالمي في العراق عام 2008[/caption] تعاني المرأة العربية من الظلم والتميّز، إذ يمسك المجتمع الذكوري بزمام الأمور ويتحكم بأدق التفاصيل المتعلقة بالمرأة، فيخنق حرياتها ويمنعها من ممارسة أبسط حقوقها. ولكن في المقابل تكثر المبادرات العربية التي تهدف إلى توحيد مطالب النساء وتمكينهنّ من الحصول على دعم مهني، فمثلاً تم مؤخراً إنشاء صفحة على "فيسبوك" تضم مجموعة من النساء الرائدات في الأعمال التجارية من جميع أنحاء العالم العربي. تقول صاحبة الصفحة "فدى الطاهر" إن هناك "جوعاً حقيقياً بالنسبة إلى النساء للتواصل والتعلم بعضهنّ من بعض"، مشيرةً إلى أنه عند إطلاق الصفحة ظنت أن الإقبال عليها سيكون محصوراً بحوالى 100 أو 200 امرأة، غير أن الإقبال بدأ يتزايد مع انضمام حوالى 1000 عضو في كل يوم. وشهدت دول عربية عدة تعديلات متعلقة بالمرأة، كن آخرها الإنجازات القانونية التي حققتها المرأة الفلسطينية، إذ أعلنت السلطات الفلسطينية مؤخراً تعديلات على القوانين المجحفة بحق المرأة الفلسطينية، فأصبح باستطاعتها أن تتقدم بطلب جواز سفر لأطفالها، وأن تفتح لهم حساباً بنكيً، بينما لا تزال دول عربية أخرى تحرمها من هذه الحقوق. [caption id="attachment_139693" align="alignnone" width="700"]INSIDE_IWD_Egypt من يوم المرأة العالمي في مصر عام 2008[/caption] لذلك ولأسباب كثيرة أخرى نمشي بمسيرات اليوم العالمي للمرأة. لأن القانون ما زال يحمي المغتصب في بعض البلدان، لأن القاصر مقدمة للزواج من دون أي رادع قانوني، ولأن المرأة تعاقب على ما لا يعاقب عليه الرجل، قانونياً. نحتفل كعرب باليوم العالمي للمرأة لأنه يمثل تضافر النساء لإجبار العالم على الاعتراف بوجودهنّ، ولأن يجمع من حوله المبادرات التي تهدف إلى إلغاء هذا التفاوت الظالم بحق السيدات. الثامن من مارس ليس محصوراً ببلد معيّن أو بمجموعة أو بمنظمة محددة، على حد قول الموقع الرسمي: "هذا اليوم يخص جميع المجموعات في أي مكان في العالم، لذلك دعونا جميعاً نتمسك بتسريع عملية سد التكافؤ بين الجنسين... لذلك اٍجعلوا اليوم العالمي للمرأة يومكم وافعلوا ما بوسعكم لإحداث فرق إيجابي للمرأة. اِضغطوا من أجل إحراز التقدم!".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image