شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الحريري ليس أوّلهم... سياسيون لا يعرفون سعر الخبز في بلادهم

الحريري ليس أوّلهم... سياسيون لا يعرفون سعر الخبز في بلادهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 27 فبراير 201804:03 م
لم يعرف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الإجابة عن سؤال بسيط جداً: كم يبلغ سعر ربطة الخبز في بلده؟ حدث ذلك خلال إطلالته مع الأطفال في حلقة تلفزيونية خاصة عرضت على إحدى الشاشات اللبنانيّة. وعندما سأله أحد الأطفال عن سعر ربطة الخبز، بدا الحريري مرتبكاً ومتردّداً ثم أجاب: "500 ليرة... لا أعلم"، ليسارع الأطفال ويصحّحوا له قائلين "1500، ريتها كانت 500". https://www.youtube.com/watch?time_continue=26&v=KIrxdO-pSMU ربما لم يتوقّع رئيس مجلس الوزراء اللبناني أن يُسأل يوماً عن سعر ربطة الخبز، وربّما لم يشترِ ربطة خبز بنفسه يوماً، ولكنّه بالتأكيد ليس السياسي الوحيد الذي لا يعرف سعر ربطة الخبز أو تكلفة المواد الغذائية الأساسية في البلد المسؤول عنه. فقبل الحريري ارتبك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أيضاً حين سأله المذيع في إحدى المقابلات الإذاعية عن سعر أرخص رغيف خبز في المحال التجارية. حاول كاميرون التهرّب عبر قوله إنه يفضّل أن يحضّر خبزه الخاص في المنزل، ولكنّ المذيع أصر على السؤال، ممّا اضطر كاميرون إلى القول: "أكثر من جنيه بقليل"، ليصحح له المذيع بأن ثمن الخبز 49 بنساً. تعرّص كاميرون بعد هذه الإجابة لانتقادات حادة من قبل خصومه السياسيين، معتبرين أنّه بعيد من هموم الناس ومشاكلهم ولا سيّما أنّه من عائلة أرستقراطية، وتلقى تعليمه في مدرسة "إيتون" لممثلي النخبة في المجتمع البريطاني، ومن ثم واصل تحصيله العلمي العالي في جامعة "أكسفورد".
"لا اشتري الخبز لأعرف ثمنه"... هل حقاً يجب على السياسين أن يعرفوا ثمن الخبز أو الحليب؟
وفي العام 2016، وجد المرشّح الجمهوري للرئاسة الفرنسية حينذاك السياسي الفرنسي جان فرنسوا كوبيه، نفسه في مقارنة مع الملكة ماري أنطوانيت عندما أقرّ بأنه لا يعرف سعر "الكروسان بالشوكولا"، الفطور الفرنسي التقليدي. وكان المرشّح تلقى من أحد المستمعين سؤالاً خلال مقابلة إذاعية عن سعر هذا النوع من المعجّنات، والذي غالباً ما يباع بسعر يراوح بين 1.15 أو 2.10 يورو، ليجيب المرشّح " ليس لدي أي فكرة... يجب أن يكون بنحو 15 سنتينماً".
ومن سعر الخبز إلى سعر الحليب، الذي يأتي ضمن قائمة السلع الأساسية، اضطر الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الاعتراف بأنه لا يعرف سعر غالون الحليب خلال مناظرة مع بيل كلينتون في العام 1992. ولكن هل حقاً يجب على السياسيين أن يعرفوا ثمن الخبز أو الحليب؟ تعتقد نسبة كبيرة من الناخبين أن المسؤولين يعيشون حياة منفصلة عن الواقع اليومي. ويقول ماثيو باريس وهو دبلوماسي وعضو برلماني بريطاني لموقع "بي بي سي" إنّ  هذا النوع من الأسئلة "الكمين" هو طريقة فعّالة تُستخدم لإظهار السياسي وكأنّه في عالم آخر بعيد من الناس. ويضيف: "معظم الناس لا يعرفون معظم الأشياء معظم الوقت. أعتقد أن غالبية الرجال على الأرجح لا يعرفون سعر الحليب، الناس يتذكرون أموراً كهذه فقط عندما يكونون في ضائقة ماديّة، والسياسيون ليسوا من ضمن هذه الفئة. ولكن السياسيين لا يريدون الظهور كالحمقى، وعدم معرفتهم للإجابة تظهرهم كأنهم حمقى". في الإطار نفسه، يرى المدوّن والناشط السياسي Tim Montgomerie أنّه من المبرّر أن يتوقع الناس أن يتفهم السياسيون الضغوط التي تعانيها العائلة العادية، ولا سيّما عندما تتقلّص قدرة الناس على شراء الحاجات الرئيسة. ويبقى السؤال الأهم لماذا الحليب والخبز تحديداً؟ يجيب الدكتور John Curtice من جامعة Strathclyde لـ"بي بي سي"، بأن الحليب والخبز من المواد الغذائية الأساسية. يقول: "إذا كنا على سبيل المثال في مكان من دون طعام ووجدنا متجراً فجأة، فسيكون الخبز والحليب أول ما نشتريه. يمكننا القول إنّ هذين المنتجين يشتريهما أي شخص في أي مكان".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image