شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل تسيطر الآلة مستقبلاً على جميع المهن؟ إليكم قائمة بالوظائف

هل تسيطر الآلة مستقبلاً على جميع المهن؟ إليكم قائمة بالوظائف "الآمنة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 29 يناير 201809:16 م
نظرة عابرة حولنا تكشف لنا كيف أضحت الآلة والتكنولوجيا مسيرتين أموراً كثيرة نستخدمها يومياً. فماكينات الصراف الآلي، المكنسة الكهربائية، ماكينة صنع القهوة، وحتى الريموت كنترول، تفعل عنا أشياء كثيرة التي تحملنا عناء أدائها في السابق. يقول سباستيان ثورن الأستاذ في جامعة ستانفورد والشهير بالعمل في مجال تطوير السيارات الذاتية القيادة: "لا وظيفة مكتبية آمنة، فالتكنولوجيا ستحل محلها جميعاً". ويرى راشيل نوير أن الآلة ما زالت تحلّ محل القوى العاملة العالمية، وكل ما علينا فعله هو التعامل بفاعلية مع الأمر لتقليل الخسائر وزيادة المكاسب. وفي دراسة نشرت عام 2013، توصل كارل بنيديكت فراي ومايكل أوزبورن إلى أن هناك 702 مهنة تواجه خطر الاستبدال بالآلات والتكنولوجيا، على رأسها وظائف النقل، الاستقبال وحراسة الأمن، الصرافة واستئجار المباني والمحاسبة. وبحسب الدراسة، فإن 47% من العمالة البشرية في الولايات المتحدة مهددة بالاستبدال بالآلات، مقابل 35% من العمالة في بريطانيا و49% في اليابان.

مهن لا تستطيع الآلة القيام بها

ربما هذا ما دفع ماريانو مامرتينو الخبير الاقتصادي الشهير، إلى وضع قائمة بـ9 وظائف "آمنة" لن تستطيع الآلات السطوة عليها مستقبلاً، بعد أن كانت دراسة حديثة بيّنت إقبال جيل الألفية على المهن التي تبعد من تدخل الآلات والتكنولوجيا. ووفق ما نشر موقع  Business Insider، أكبر موقع توظيفي في العالم، والذي يزوره شهرياً 200 مليون زائر، فقد اعتمد مامرتينو على بيانات  Indeed. حيث رأى أن هناك مهناً يصعب على الآلة أن تقوم بها، لأنها تعتمد على "صنع القرار والتخطيط الاستراتيجي، والعمل الإبداعي"، وترتبط بإدارة وتنمية الناس، وهي:

1-الطهو

1-Chef مردوده سنوياً 18730 جنيهاً إسترلينيّاً سنوياً. ويعدّ الطهو من أكثر المهن أمناً؛  إذ لا يستطيع أي روبوت أن يجمع بين المهارات اليدوية والقدرة على الإبداع والابتكار في تغيير مكونات الأكل كالطاهي، كما أن تذوق الطعام خلال تحضيره، عنصر مهم لنجاح هذا العمل وهو ما لا تستطيع الآلة إدراكه.

2- التسويق والاتصالات والتصميم

2-Communications مردودها حوالى 25 ألف جنيه إسترليني سنوياً. فالإبداع مهم جدّاً لأنّه سيحمي صاحبه من البطالة لا محالة، ولأن الآلات لا تتمتع مهما دربت وبرمجت، بالتفكير الخلاق الذي يجعلها تبتكر  أفكاراً بناءة.

3- العمل في مجال الرعاية الصحية

3_Healthcare-professionals مردوده 26380 جنيهاً إسترلينيّاً سنوياً. فمهما اعتمدنا على التقنية والآلة في مجال الأشعة والتحاليل، يبقى العنصر البشري مهماً في اختصاصات التمريض والتشخيص وتحديد العلاج.

4- التأهيل والتعليم

4-Education-and-training يجني العاملون في هذين المجالين 28664 جنيهاً إسترلينيّاً سنوياً. فهناك طلب متزايد على المعلمين والمدربين البشريين في مجالات واختصاصات مختلفة، وبما أن التعليم يحتاج إلى مهارات الاتصال الشخصي والفهم المتبادل، فإن الآلة لا تستطيع القيام القيام به.

5- الأمن المعلوماتي

5-Cyber-security-expert ويجني العاملون فيه حوالى 30 ألف جنيه إسترليني سنوياً. فمع تزايد الهجمات الإلكترونية تزايدت الحاجة إلى خبراء الأمن السيبراني الذين يقوم عملهم أساساً على الإبداع والابتكار واختبار طرائق عدة لتأمين مصالح الشركات والأفراد وبياناتهم، بالتالي لا خطر من أن تأخذ التكنولوجيا مكانهم؛ فهم أساساً يحلّون عيوب التقنية.

6- الموارد البشرية

6-HR ويجني العاملون في هذا المجال 36 ألف جنيه إسترليني سنوياً. ومن العنوان، يتضح لنا أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال، الاعتماد على آلة لإدارة الأشخاص؛ فالتعامل معهم يحتاج إلى كثير من الوعي والتفاهم والذكاء العاطفي.

7- التوصيل والخدمات اللوجيستية

7-Delivery يجني العاملون فيه 43543 ألف جنيه إسترليني في السنة. فعلى الرغم من استخدام طائرات لخدمة التوصيل للأفراد، إلّا أن هذا المجال يبقى بحاجة إلى توظيف الأشخاص باستمرار من أجل الإدارة والمراقبة في الأقل.

8- البحث في البيانات

8-Data-scientist ومردوده 55765 ألف جنيه إسترليني سنوياً. فعلى الرغم من أن الآلة تستطيع التعامل مع الرموز والأرقام والخوارزميات بشكل جيد، إلّا أنّ الإنسان يبقى وحده القادر على البحث عن المعلومات والأمور المخفية.

9- العمالة الموقتة

9-Gig-worker ليست لها رواتب محددة، لكنها تبقى في قمة القائمة. وهي التي يقوم بها الأفراد بعقود قصيرة الأجل، أو يعملون في القطاع الخاص. وعلى الرغم من العيوب الكثيرة والمشكلات التي تواجه أصحاب الأعمال بدوام جزئي، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنهم.
هناك 702 مهنة تواجه خطر الاستبدال بالآلات والتكنولوجيا، على رأسها وظائف النقل، الاستقبال وحراسة الأمن
47% من العمالة البشرية في الولايات المتحدة مهددة بالاستبدال بالآلات

مزايا الاعتماد على الآلة وسلبياته

يقول أليسون ساندر مدير مركز الاستشعار الاستشعار للمستقبل في مجموعة بوسطن الاستشارية،  أنه أصبح هناك توجه نحو مهن كانت مقتصرة على أفراد الطبقة الوسطى من قبل، لأنها بعيدة من تدخل الآلة ويصعب عليها أن تؤديها، كما أنها لا تحتاج إلى مهارات كثيرة أو تدريب ومن بينها؛ وظيفة وكيل سفريات، تشغيل الهواتف وتنظيف المنازل. ويلفت ديفيد أوتور أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس MIT إلى أن اقتصادات السوق لا تتوقف أبداً، أي أن من الطبيعي أن تختفي صناعات وتحل محلها أخرى. والدّليل على ذلك، عندما استبدلت المهارات الحرفية أو العمالة اليدوية بالآلات في المصانع نهاية القرن الماضي، دفع هذا الأفراد إلى خلق فرص عمل جديدة وعاد ذلك بنتائج إيجابية على الفرد والمجتمع، ما يعني أن الاعتماد على الآلات ليس مضراً دائماً؛ فالغسالات الكهربائية وغسالات الأطباق والمكنسات الكهربائية جميعها ابتكارات حققت لنا الراحة والرفاهية، وتحسن مستوى الحياة. فالآلة تقوم بمهمات كثيرة في وقت قصير وبجودة عالية وتكلفة. كما أنها لا تحل تماماً مكان الأشخاص لأنها لا تزال تحتاج إلى مساعدة وإشراف بشري، أي أنها تقلل العمالة فقط. أما جايمس مانيكا، الشريك الأول في مجموعة ماكينزي، فيرى أن من أهم تأثيرات سيطرة الآلة على الأعمال هو خفض أجور الموارد البشرية، بخاصة أن الآلة تقوم بكل ما هو شاق، بالتالي تنخفض الدخول وتحدث الأزمات الاقتصادية في الدول لارتفاع البطالة.

لكن، هل نستسلم لتلك التطورات؟

يؤكد ساندر أن هناك تحولاً كبيراً في المهارات التي يحتاجها الأفراد، وللأسف ليس هذا محور نظامنا التعليمي. ويضيف أن التعليم بحاجة إلى إعادة هيكلة، فمهن كثيرة ينفق الأشخاص على تعلمها مبالغ طائلة، لن تكون مطلوبة في المستقبل. وأخرى أعلى أجراً لم تكن مطلوبة سابقاً. لذا، نلاحظ أن هناك بلداناً تستجيب للتحول التكنولوجي أفضل من غيرها، فنجد ألمانيا مثلاً يخضع فيها حوالى 1.5 مليون شاب للتلمذة الصناعية المدفوعة الأجر سنوياً. لذا، يقترح الخبراء تطويع المهارات البشرية وتدريبها على التعامل مع الآلات، وتغيير مفهوم التوظيف من تحديد مهمات كثيرة لتوزيعها على أكثر من موظف، والاهتمام بالجانب الإبداعي في إدارة العمل أكثر من تحديد خطط مرسومة، بجانب البحث دائماً عن مهنة جديدة ومختلفة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image