شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
فلاش باك... ماذا غرّد المصريون بين 25 يناير و11 فبراير؟

فلاش باك... ماذا غرّد المصريون بين 25 يناير و11 فبراير؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 25 يناير 201806:30 م
مسيرات واشتباكات، دخان معارك معزولة عن العالم بعدما قُطع الإنترنت والاتصالات، جِمال وكرات من اللهب وأجندات عزاؤها السخرية من «كنتاكي» ثم انتصار مُتوج برحيل الديكتاتور في 18 يوماً. 25 يناير وذكرى سابعة لثورة من كبرى المحطات الانتقالية في تاريخ مصر الحديث، شد وثاقها مواطنون وشباب هم حالياً بين قتيل وطريد ومهاجر وسجين، وآخرين اعتزلوا السياسة وسحقتهم دوامة الحياة سعياً وراء لقمة عيش، عكس ما هتفوا من أجله ذات يوم «عيش حرية عدالة اجتماعية». وفي خلفية المناسبة، استعدادات لانتخابات رئاسية قد تكون نتائجها محسومة سلفاً.

هل تتذكرون هذه التدوينة؟

ظهرت بعد بضع ساعات من فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى السعودية. زاد هروبه زخم الدعوات للتظاهر في عيد الشرطة المصرية (25 يناير 2011). وانتشرت التدوينة عبر فضاء الإنترنت استبشاراً بميلاد ثورة تحدّد موعدها مسبقاً. على مدار 18 يوماً، كسب المدونون جولة تلو أخرى، كونهم الأكثر قدرة على التعامل مع آليات وأدوات الإعلام الجديد، في وقت فشل حجب المواقع الإخبارية وقطع الإنترنت والاتصالات في الحيلولة دون وصول صوت المنادين بالتغيير. في رصيف22، تساءلنا كيف كانت الأجواء يومذاك في الشوارع والميادين؟ ماذا كتب الناس في صفحاتهم الشخصية عن الحدث؟ وكيف كانت مشاعرهم؟ لا نبحث هنا عن سرد كربلائي، لكن مثلما أوقف المصريون عقارب الساعة، آنذاك، حتى انتبه العالم إليهم وأبصر شوارع غُمرت بالنار والغضب والدماء، كان الحال ذاته على الإنترنت الذي راح يفيض باندفاع ثوري مُغلف بمشاعر مُتقلبة بين الترقب والتحدي والحلم بمستقبل ووطن للجميع بعد حسني مبارك.

14 يناير: "بن علي هرب... أنا رايح سفارة تونس"

باتصالات ورسائل نصية وتدوينات عبر حساباتهم، تحرك مصريون إلى سفارة تونس الكائنة في حي الزمالك، بعد علمهم بفرار الرئيس التونسي. بعضهم قطع مسافة طويلة سيراً، وحينما احتشد ردد هتافات «بكرا مصر تحصّل تونس، مبروك يا توانسة مبروك، يا مبارك يا مبارك الطيارة في انتظارك».

25 يناير: "يسقط حسني مبارك"

في الموعد، استجاب الآلاف إلى دعوة التظاهر التي أبدى عشرات الآلاف على فيسبوك اعتزامهم المشاركة فيها، وسط محاولات الشرطة فض المحتجين بخراطيم المياه وقنابل الغاز.
ووسط المناوشات المتقطعة مع رجال الأمن، أقام المتظاهرون إذاعة داخلية، هي عبارة عن ميكروفون مُعلق على عمود إضاءة في قلب الميدان، قبل أن تنفذ الشرطة وعيد وزيرها حبيب العادلي بفض الاحتجاجات بالقوة مع انتصاف ليل القاهرة.
وظهرت محاولات التشويش على الاتصالات في نطاق «التحرير»، في حين شهدت محافظات أخرى الانتفاضة.
أول جريح للثورة كان علاء عبدالهادي، الذي أنهت حياته رصاصة في أحداث مجلس الوزراء، ديسمبر 2011.
وبعد سقوط أول ضحية في السويس، صدر قرار بحظر التجول مساء 27 يناير، وبدء انتشار وحدات من الجيش في شوارع المحافظة.
كيف كانت الأجواء يومذاك في الشوارع والميادين؟ ماذا كتب الناس في صفحاتهم الشخصية عن الحدث؟ وكيف كانت مشاعرهم؟
"قلبي هيقف من الفرحة... هموت من الفرح" تغريدة كتبها شاب مصري في 14 يناير من أمام السفارة التونسية في القاهرة... يومها بدأ كل شيئ

28 يناير: جمعة الغضب

بعد دقائق من منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، فُضت تظاهرات التحرير. ولكن المسيرات التي كانت تنطلق في قلب القاهرة، وسرعان ما يتم تفريقها، بالإضافة إلى المواجهات المتواصلة في المحافظات في 26 و27، أبقت جذوة الثورة مُشتعلة حتى ظهرت دعوات إلى الاحتجاج يوم الجمعة.
حبس المصريون أنفاسهم في «جمعة الغضب»، وحبست الحكومة أصواتهم عندما قطعت الإنترنت والاتصالات وعزلتهم عن العالم، وتركت المحتجين في مواجهة آلة القتل قبل أن تنسحب الشرطة من الميادين مع غروب شمس 28 يناير، ليليها انتشار الجيش وإعلان حظر التجول في البلاد.
وتزامن قطع الإنترنت مع ساعات حرجة بدت خلالها المدن ساحة حرب، دخان معاركها يشهد على ما حدث الليلة الماضية: سيارات للأمن احترقت في الشوارع ومثلها مبان حكومية وأقسام شرطة.

جِمال وأحصنة صباحاً وكرات نار ليلاً

بابا موافق، أنا نازل التحرير

لما حاصر أنصار مبارك مداخل الميدان وتحرشوا بمن يحاول الانضمام للمتظاهرين، وسرت شائعات عن فض الاحتجاجات، كانت عيون الجالسين في المنازل ترقب المشهد، بعضهم خائفون من نزول أبنائهم إلى «التحرير»، وآخرون يشجعون ذويهم على المشاركة بقوة.

احتفاء بـ"ورد الجناين" وأيام بدت طويلة

ثبت المتظاهرون في ميادين القاهرة والمحافظات... طال صبرهم على رحيل رئيس حصدت سلطته المئات من الضحايا «ورد الجناين»، وأقاموا حفل «زار» لصرف عفريت تشبثه بكرسي الحكم. بدا واضحاً أن خطب مبارك التحذيرية والعاطفية، ومفاوضات نائبه عمر سليمان لن تثني المحتجين عن مطلب رحيله، وهو استغرق أياماً حتى فهم هتاف «هيلا هيلا وهيلا... ويا حسني آخر ليلة».
اتهامات كثيرة طالت المعتصمين، منها اتهامهم بالولاء لـ«أجندات خارجية». حتى تناول وجبات «كنتاكي» تحول إلى تهمة.

"شربات التنحي"

احتشد المصريون في المحافظات وميدان التحرير خلال «جمعة الحسم»، قبل ساعات من إعلان عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، تنحي حسني مبارك. وفي ليلة لم تزل مشاهدها في الذاكرة، تبادل المتظاهرون التهنئة والعناق واغرورقت العيون بدموع الفرح والانتصار.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image