مع احتدام الأحداث، يصبح المتداول غير المؤكد على شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من المعلوم الموثوق به، مصحوباً بدوافع سياسية أو تعاطف يأمل جذب الانتباه إلى شيء ما يحدث على الأرض.
هكذا كان الحال في ما رصدناه من محتوى مصور تم استخدامه في روايات غير حقيقية على هامش احتجاجات إيران الواسعة النطاق، والتي حصدت حتى كتابة هذه السطور 20 قتيلاً، بحسب الأمم المتحدة.
من الأرجنتين والبحرين إلى إيران، حيث تفاوت كبير في المسافات وفروق التوقيت، وجدنا صوراً ومقاطع فيديو بُثت من بقاع مختلفة حول العالم قبل أن تأخذ دورتها وتنتشر على شبكة الإنترنت، ليحظى بعضها بعشرات الآلاف من المشاهدات والمشاركات. ربما عندما تطالعونها هنا ستتذكرون أنكم رأيتموها على التايم لاين خلال الأيام الماضية.
الفتاة «الأيقونة»
وحدها، في شارع حيوي مكتظ، نظّمت فتاة تظاهرة في العاصمة طهران، صعدت على صندوق صغير للكهرباء، وقفت، فردت عودها ولوحت بقضيب مُعلق بها «سكارف» أو شال أبيض.
وتزامناً مع التظاهرات، انتشرت صورة الفتاة باعتبارها إحدى أيقوناتها، في دولة اعتادت قمع نسائها. هذه الصورة التقت الأربعاء 28 ديسمبر، أي قبل ساعات من اندلاع شرارة الاحتجاجات في الخميس الأخير من عام 2017 في أقصى الشمال الشرقي لإيران، حيث مدينة مشهد.
كانت صورة الفتاة ضمن فيديو أُرسل إلى حملة My Stealthy Freedom، الداعمة لحق نساء إيران في عدم إجبارهن على ارتداء غطاء الرأس، في وقت اختارت إيرانيات التقاط صور لهن من دون «سكارف» وبثها أسبوعياً في حدث يُسمى «الأربعاء الأبيض».
من 20 ألفاً إلى مليون مشاهدة
هتافات عربية وأعلام بحرينية لم تَحُل دون إعادة مشاركة فيديو لأكبر تظاهرة شهدتها المنامة قبل 7 سنوات باعتبارها من الاحتجاجات الإيرانية. هذا ما كشفته طبيبة بحرينية عبر حسابها في تويتر: «هذا الفيديو كان على اليوتيوب منذ 2011 أي قبل7 سنوات، ولَم يشاهده سوى 18 ألفاً. وقد نشرته في الأمس على تويتر فاستغربت أن يصل عدد المشاهدين إلى 50 ألفاً خلال ساعتين. لكن بعد الادعاء أن هذا المقطع لتظاهرات في إيران شاهده نحو مليون في يوم واحد». «بحثت عن السبب واكتشفت أن إحدى الصحف الأمريكية وبعض النشطاء في أمريكا قد نشروا الفيديو مباشرة من حسابي على أنه تظاهرة في إيران, رغم أن التغريدة كانت باللغة العربية وتوضح أن التظاهرة جرت عام 2011 وفي البحرين».أجل من إيران، لكنها ليست أصفهان
مقطع فيديو آخر ذاع على شبكات التواصل الاجتماعي بعد بثه من حسابات شعبية عربية وأجنبية. ومع الفيديو، قيل إنه يُظهر سيارة لميليشيا الباسيج التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني لدى دهسها متظاهرين في مدينة أصفهان في اليوم الرابع للتظاهرات. ولكن تبين لاحقاً أن مقطع الفيديو نُشر للمرة الأولى على موقع إيراني في يناير 2013.صحف عربية وقعت في الفخ
يحظى ما يجري في إيران يحظى بمتابعة ملحوظة لدى الجمهور ووسائل الإعلام العربية، التي وقع بعضها في فخ نشر ما يتداوله الناس دون التحقق منه. على سبيل المثال، بثت صحيفة «اليوم السابع» المصرية فيديو قديماً ونسبته إلى المواجهات الجارية، قائلةً إن «قوات الباسيج تعتدي على الفتيات والنساء الإيرانيات لقمع الثورة»، في حين أنه ظهر للمرة الأولى في فضاء يوتيوب في 4 نوفمبر 2009.من بيونس آيرس إلى طهران
في 19 ديسمبر الماضي، خرج محتجون في الأرجنتين إلى شوارع العاصمة، بيونس آيرس، اعتراضاً على خطة لهيكلة الرواتب تحاول الحكومة تمريرها قبل أن تفرقهم إلى قوات الشرطة. حينذاك، كانت لحظة فض التظاهرة لافتةً لعدسات المصورين وشهود العيان الذين وثّقوا اللحظة بالفيديو، وبعد أيام عدة أعاد تدويره من جديد عرب وأجانب كمشهد من مشاهد احتجاجات إيران، وقد حقق عشرات الآلاف من المشاهدات في تويتر."عقد ذهبي" بين "الثورة الخضراء" والاحتجاجات الجارية
قبل ساعات من بدء العام الجديد، بث شخص يدعى عمران فيروز، تقول سيرته التعريفية لحسابه في تويتر إنه صحفي في موقع Intercept الأمريكي، صورة تُظهر فتاة ترفع قدمها في مواجهة قوات من شرطة مكافحة الشغب الإيرانية. في حين بدا أنها عبارة وردت في مشهد من فيلم «العقد الذهبي» عن «الثورة الخضراء»، التي شهدتها إيران على أثر تزوير نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس السابق أحمدي نجاد في يونيو 2009، والذي فاز بولاية رئاسية ثانية على حساب الإصلاحي مير حسين موسوي. وعندما تعرض الصحفي لانتقادات جراء نشره صورة «زائفة»، حاول تبرير موقفه بأنه استخدم الصورة كما لو أنها «رمز أيقوني».ميا خليفة
مع الساعات الأولى ولحظات ذروة الأحداث تجيد الحسابات المنتجة للأخبار الكاذبة اللعب على الجانب العاطفي، فتشق أيضاً السخرية طريقها إلى التايم لاين. أحد هذه الحسابات بث صورتين للممثلة الإباحية ميا خليفة، زاعماً أنهما لفتاة إيرانية قررت خلع الحجاب، وكانت آخر مرة تم رؤيتها في تظاهرات قرب جامعة طهران. قرابة 4 آلاف مشاركة وإعجاب حصدت التغريدة في تويتر، وقد اعتبرها البعض دعابة لمعرفتهم بالشخصية الماثلة في الصورتين، ولكن الكثيرين أخذوها على محمل الجد وأعادوا تغريدها باعتبارها حقيقية ترتبط بما يجري في إيران، ولم تحظَ محاولات إظهار زيفها بالكثير من الاهتمام.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامرائع