بروح فتاة عشرينية وابتسامة دائمة، تسحب إحدى الأسطوانات المكدسة في حقيبة لا تفارقها، لتشرع في اللعب على أوتار القلوب، تمزج الموسيقى العربية بالغربية والقديمة بالحديثة والشعبي بالكلاسيكي، ليغوص معها الجمهور في عالم خاص لا ينتهي فيه المرح إلا بنهاية عرضها، حضور حفل واحد لها كفيل بتغيير مزاجك إلى الأفضل، لمَ لا ونحن نتحدث عن دينا الغريب، أول وأشهر "دي جي" في النايت لايف المصرية اليوم.
DJ-Dina-Ghorayeb
"الكل عالطربيزة"
مضى على هذا الحوار 13 عاماً، عملت خلالها دينا صلاح الغريب – التي دخلت عامها الثالث والخمسين مؤخراً - في مجال الدي جي، وما تزال، إلا أن إحساس الظهور للمرة الأولى أمام جمهور كان مختلفاً بالنسبة لها، فتوضح أنها قابلت في البداية استفهامات كثيرة عن كيفية دخولها المجال "على الرغم من أنها سيدة"، بحسب ما كان يعلق البعض، قبل أن تزول جميع هذه الأسئلة مع أول عرض لها. حتى أن الأجيال الشابة التي كانت تستغرب الأمر بعض الشيء باتت هي أيضاً حريصة على حضور حفلاتها – التي تقيمها كل ثلاثاء – للاستمتاع بالألوان الموسيقية التي تقدمها لهم، وتحرص فيها على ملاءمة جميع الأذواق. تقنية اختيار الأغاني والموسيقى عند أول "دي جي" امرأة في مصر تعتمد على أسلوب "دس العسل في العسل ذاته"، فتفاجىء الحاضرين مرة بمقطع قديم للفنان سيد درويش، أو آخر لأم كلثوم، وغيرهما، أو أغنية من الثمانينات، أو حتى لحن من كينيا أعجبها فأحبت أن يستمتعوا به، لإكسابهم جرعة تنوع ثقافي مختلف. هذا الأسلوب ليس غرضه التنوع الموسيقي فقط، بل تستخدمه دينا أيضاً كفاصل لإراحة الجمهور من ضغط الأغاني الصاخبة، مؤكدةً في الوقت ذاته أن "المهرجانات" باتت الأكثر طلباً في الفترة الحالية من بين جميع الألوان الموسيقية، إلا أنها تسعى لانتقاء الأفضل منها ليتناسب مع ذوق المستمعين. شغف دينا بـ"الدي جي" أثار إعجاب الألمان، إذ كانت تشارك في ملتقى موسيقي في برلين، فبينما راحت منافستها "الألمانية – التركية" تتفنن في عرض الموسيقى الغربية، فاجأت دينا الجميع بأغاني الفلكلور المصري لحجازي متقال، وهذا ما قوبل برد فعل "حماسي" حسب وصفها، حتى أن الكثيرين بعد الحفل طلبوا منها التعرف أكثر على موسيقاه، "الفن ملك للجميع". تحرص دينا أيضاً على متابعة كل جديد على غرار "أوزو" و"تيتو"، وغيرهما، فلكل منهما لونه المختلف واختياراته المتميزة، خاصة أنها ترى "الدي جي" حاضر في مصر ومستقبله واعد، وعلى الرغم من ذلك ترى نفسها بدائية في المجال، فما تزال تفضل الأسطوانات المدمجة التي تحملها في حقيبة كبيرة، لتوزع من خلالها ألوان الموسيقى المختلفة، بعيداً عن التقنيات الحديثة، فعلاقتها بالموسيقى بصرية أكتر منها تقنية.بعيداً عن الموسيقى
تعد دينا مهتمة أيضاً بالتاريخ والآثار، وكانت قد حصلت على بكالريوس سياحة وفنادق قسم إرشاد سياحي في عام 1986، كما كانت لاعبة كرة يد في منتخب مصر ونادي الطيران حتى بلوغها الـ34 من العمر، وقد مثلت النادي والمنتخب في مباريات محلية ودولية عدة، وعلى الرغم من عدم تحمسها لدخول كلية الفنون الجميلة في السابق، فإن شغفها غلب عليها، فباتت فنانة تشكيلية بارزة.DJ-Dina-Ghorayeb3
DJ-Dina-Ghorayeb4
DJ-Dina-Ghorayeb2
DJ-Dina-Ghorayeb1
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...