مقطع وحيد في رواية "زائرات الخميس" للروائية السعودية "بدرية البشر" يتضمن تلميحات جنسية بسيطة، ومع ذلك كان هذا المقطع سبباً في زوبعة من الانتقادات التي طالت الكتاب ووصفته بالإباحية، ما أدى إلى سحبه من السوق
زائرات الخميس، مراجعة للرواية التي أثارت جدلاً غير مبرر خلال الأسابيع الماضية...ترصد الرواية آثار التزويج المبكر للفتيات، وكيف أنه ينعكس على كل حياتهن، فبعد أن يقوم والد "مشاعل" بتزويجها وهي لا تزال في سن المراهقة تشعر أنها تعيش في عالم غريب عنها، وأنها ليست مستعدة له بعد، وهذا ما سيزيد من مشكلاتها مع الشاب الذي يقاسمها الفراش، لينتهي بها الأمر وهي تحمل لقب "مطلقة" رغم أنها ما تزال مراهقة. هكذا تترك منزل الزوجية وتلجأ إلى أمها وزوج أمها الذي يفاجئها بعطفه وحنانه وبأنه مختلف عن والدها.
"حتى والدها نسيها. لم يعجبه أن ابنته العاصية خرجت إلى منزل والدتها وليس إلى منزله. قرر طردها من منزله لو جاءت إليه، لكنه هو الآخر نسي. واكتشف كم هو مريحٌ أن ينسى، فرعاية فتاة كان نسبياً أسهل من رعاية مطلقة عاصية! هكذا أسماها والدها، على عكس الرجل الثمانيني الذي أسماها ميشو وقال إنها إنسان ومنحها منزله".
تقدم الرواية صورة عن المجتمع النسائي السعودي، وما هي الهموم التي تعاني منها النساء، وكيف يقضين أوقاتهن، ويحاولن التخفيف من عبء السلطة الذكورية عليهن بسهراتهن التي يجتمعن فيها كل خميس ويتبادلن الثرثرات والرقصات والضحكات. في هذه السهرات للمراهقات نصيبٌ أيضاً، إذ تُحضر كل والدة بناتها، وفيما الأمهات مشغولات مع الخاطبة "موضي" بالبحث عن أزواج لبناتهن أو لأنفسهن أيضاً في حال كنّ مطلقات أو أرامل، فإن الفتيات يتبادلن أسرار علاقاتهن الغرامية مع شاب رأينه لمرة واحدة ورمى لهن برقم هاتفه، أو بصورته. ترى "بدرية البشر" في روايتها أن ما يحصل في الطفولة لا يمكن نسيانه، وأن آثاره تبقى راسخة ومؤثرة في حياة الإنسان، وأن الأبناء يحملون أخطاء آبائهم ويكررونها دون وعي منهم، وأن الأنثى التي تعيش في بيئة محافظة ومتشددة تحمل بذور تدمير الذات، ولذلك فإنها حين تخطئ أول مرة لا تجد سبيلاً لمحو خطئها إلا بارتكاب سلسلة من الأخطاء الأخرى التي تنتهي بتدميرها معنوياً، فـ"مشاعل" تكرر أخطاء والدتها نفسها فتتزوج أكثر من مرة، وفي كل مرة تتطلق وترمي صغارها في بيوت آبائهم.تلتف الرواية بشكل دائري، فبعد أن بدأت بقرار البطلة الطلاق ترجع إلى الخلف وتحكي سنوات طويلة من طفولتها ومراهقتها صعوداً إلى النقطة التي بدأت الرواية منها، هكذا، يمر شريط ذكريات "مشاعل" أمامها، تفهم ذاتها أكثر وتفهم أمها وصديقاتها من زائرات الخميس وتتخذ قرارها الأخير... بعد أن تدرك أن ثمة شيئاً أهملته منذ زمن، وأنه وحده القادر على تغيير كل قراراتها وتجاوز كل أخطائها. بدرية البشر، روائية وصحافية سعودية، من مواليد الرياض 1967. حائزة على درجة الماجستير في فلسفة الآداب من جامعة الملك سعود في الرياض، ودرجة الدكتوراه في فلسفة الآداب، علم الاجتماع، من الجامعة اللبنانية في بيروت عام 2005. لها مساهمات طويلة في عدة صحف عربية تكللت بفوزها بجائزة أفضل عمود صحفي ضمن حفل الجوائز العربية عام 2011، وهي أول امرأة عربية تنال هذه الجائزة. صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية، ومجموعة من الدراسات والمؤلفات النقدية، ولها أربع روايات هي: "الأرجوحة"، "هند والعسكر"، "غراميات شارع الأعشى" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2014، و"زائرات الخميس". الناشر: دار روايات/ الشارقة عدد الصفحات: 212 الطبعة الأولى: 2017الأنثى التي تعيش في بيئة محافظة ومتشددة تحمل بذور تدمير الذات، ولذلك فإنها حين تخطئ أول مرة لا تجد سبيلاً لمحو خطئها إلا بارتكاب سلسلة من الأخطاء الأخرى التي تنتهي بتدميرها
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 3 ساعاتحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...