شخصيات عدة تلعب دوراً أساسياً في قصة إلياس، أحد أنبياء بني إسرائيل ممن يحملون مهمة "تجديد الإيمان" و"تنقية الدين ممّا علق به من شوائب".
إلياس معروفٌ في القرآن باسم "إلياس" أو "إل ياسين" بينما يقدمه القصص التوراتي باسم "إيليا" أو "إلياهو"، وقد بُعِثَ لينهى اليهود عن عبادة "بَعل". وبَعل هو إله فينيقي يعني اسمه "السيد" و"الرب" و"المولَى"، و"الزوج"، وهو ربّ العواصف والأجواء والخصوبة، كان المعبود الرئيسي لفينيقيا رغم أن رأس مجمع الآلهة كان الإله "إيل" (جد بعل وأبو بعل هو داجون إله الحصاد والقمح)، ومعروف أيضاً بـ"بعل شميم/سيد السماء" و"بعل ها رعد/سيد الرعد" و"بعل عليان/بعل العالي" (ما زالت عليان تعني العالي ببعض اللهجات الشامية) وله تُنسَب مدينة بعلبك اللبنانية (وتعني بيت بعل أو وادي بعل). أما أخاب، مَلك مملكة إسرائيل الشمالية (كانت المملكة اليهودية قد انقسمت إلى جنوبية وشمالية بعد وفاة النبي/الملك سليمان وكانت الشمالية داخلة في أرض لبنان الحالي)، وتعرفه المصادر التراثية العربية باسم "لاجب". وإيزابيل هي زوجة أخاب وهي في الأصل أميرة فينيقة من مملكة صيدا (وكانت تسمى قديماً صيدون) وفي رواية أخرى هي ابنة ملك "صور". النبي إلياس من الشخصيات التي دار حولها الجدل التاريخي، بين قصة توراتية مفصّلة وذِكر قرآني مختصر، وقصص شعبي/ديني مستفيض، فمن هو النبي إلياس وما هي قصته؟
الرواية كما يقدمها القصص التوراتي
في كتابه "القصص القرآني ومتوازياته التوراتية" يعرض الباحث فراس السواح القصة التوراتية لإلياس، فيقول-نقلًا عنها-أنه قد تلقى "كلمة الرب" في موطنه "جلعاد" شرق الأردن أن يتوجه إلى أخاب مَلك إسرائيل الذي كان قد تأثر بزوجته إيزابيل وعبد بَعل وأقام له المقامات الدينية في مرتفعات المملكة حيث كان الفينيقيون يقيمون مقامات آلهتهم في الجبال، وقدم له القرابين وبنى له معبداً في العاصمة "السامرة" و"عمل كل ما من شأنه إغاظة الرب إله إسرائيل".بين ذكر توراتي مفصّل وقرآني مختصر، وتراث شعبي/ديني مستفيض، قصة النبي إلياس
كيف تحول النبي إلياس إلى "شخصية بعلية"، فتحكم بالمطر وصعد إلى السماءكما يوضح الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، أن في هذا العهد كان "يهو" إله بني إسرائيل يُعبَد في المسائل القومية بينما كان بَعل يُتَعَبّد له في المسائل اليومية. وبالفعل ذهب إلياس/إيليا لأخاب وعنّفه لفعله، وأنذره أنه سيمنع المطر عن أرض إسرائيل، وكان الله قد منح نبيه قدرة التحكم بالمطر. وأمر الله إيليا أن يختبئ من الملك ورجاله في منطقة قرب الأردن، حيث عاش على مياه النهر وما تأتيه به الغربان-التي سخرها له الله-من طعام. ثم جف النهر بفعل توقف الأمطار، فتوجه إيليا بناء على أمر ربه إلى بلدة اسمها "صرفة" قرب صيدا وهناك أعالته إمرأة أوحى لها الله بخدمته، فلما دخل النبي بيتها امتلأت أوعيتها بالزيت والدقيق وكانت خاوية قبل ذلك، ثم حلّت بركة النبي حين مرض ابن الأرملة ومات فدعا إيليا ربه فأحياه.
إيليا يتحدى كهنة بعل
وبعد مرور ثلاث سنوات من الجفاف أمر الرب إيليا أن يواجه كهنة بعل، فذهب إلى أخاب وتحداه: أن يجتمع إيليا بالكهنة "أنبياء البعل" عند جبل الكرمل (بلبنان حالياً وكان مركز عبادة بعل وما يعادل الأوليمب في اليونان القديم)، وكانوا 450 كاهناً، وأن يقدموا جميعاً قرباناً ويدعوا والذي تقبل السماء دعاءه وترسل ناراً تأكل القربان يكون هو صاحب الدين الحق. وبالفعل تم الاجتماع للتحدي، فلما قدم الكهنة قربانهم ودعوا بعلاً لم يحدث أي شيء، فتقدم إيليا ودعا الرب فنزل لسان نار من السماء وأكل القربان، فهنا أمر النبي الشعب المجتمع أن يمسكوا بالكهنة ويذبحوهم، ففعلوا. ثم التفت إيليا إلى الملك أخاب وبشره بقرب هطول المطر. أما إيزابيل الملكة فقد غضبت لما وقع من إيليا بحق كهنة ربها، فأمرت بقتله، فهرب منها النبي واختبأ في صحراء "بئر السبع" بفلسطين.نهاية القصة التوراتية
ودارت الأيام ومات أخاب، وخلفه ابنه "أخزيا"، وفي العام الثاني من حكمه مرض واشتد مرضه فأرسل إلى كهنة بعل في معبد عقرون بفلسطين ليسألوا الإله عن مرضه، فبعث الرب إيليا ليستوقفهم ويوبخهم لسؤالهم غير رب إسرائيل، ثم أخبرهم أن يبلغوا الملك أنه سيموت عقاباً له. ولما عادوا لملكهم وأخبروه ما جرى أمرهم أن يأتوه بالنبي أو أن يقتلوه، فجاء خمسون رجلًا منهم إلى حيث يختبيء إيليا فدعا عليهم فأرسل الرب ناراً أحرقتهم، ثم أرسل خمسين غيرهم فكان مصيرهم مصير من سبقوهم، ثم أرسل خمسين آخرين، فلما كاد النبي أن يدعو عليهم ركع أمامه كبيرهم وتوسل إليه ألا يهلكهم فعفا عنهم وأخبرهم أن الملك يموت عقاباً له على تضرعه لبعل.وبالفعل هلك أخزيا وخلفه أخوه على العرش، أما إيليا فقد تتلمذ على يديه شاب صالح خلفه في النبوة هو أليشع (المعروف إسلامياً بأليسع)، وبينما هما يسيران قرب وادي نهر الأردن هبطت من السماء مركبة وخيل من نار فصلت بينهما وركبها إيليا وصعد إلى السماء وقد أوصى أليشع بخلافته.
وأخيراً، تنبأت التوراة بعودة إيليا للأرض مجدداً قرب نهاية الزمان، ويفسرها فراس السواح بحلول روح إيليا في يوحنا المعمدان (النبي يحيى في القصص القرآني).
القصة القرآنية لإلياس
القصة القرآنية لإيليا (وسندعوه هنا إلياس)، شديدة الاختصار، فالقرآن يذكر فقط أن إلياس قد وبخ قومه لعبادتهم "بعل" وتركهم عبادة الله "أحسن الخالقين"، وتكذيب قومه إياه فمعاقبة الله لهم بـ"إنهم مُحضَرون، سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المُخلَصين" (وفي تفسير "إنهم محضرون" أنهم محضرون للعقاب في الدنيا ثم الآخرة)، ثم يسلّم الله عليه "سلام على آل ياسين" بصيغة أخرى لاسمه.في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" يذكر المفسر والمؤرخ ابن جرير الطبري إلياس، فيقول: "إلياس بن ياسين بن فنحاص بن إليعازر بن هارون بن عمران"، وأنه قد بُعِث لبعض ملوك بني إسرائيل والذي كان قد عبد البعل، ويذكر هنا الطبري أن أهل العلم قالوا أن البعل كان صنماً لإمرأة (وهو غالباً خلط مع الإلهة الفينيقية "عشيرة" التي كانت تُعبَد مع بعل). فلما لام إلياس هذا الملك لشركه بالله أجابه الملك أنه قد رأى غيره من الملوك يفعل ذلك فلم يصبهم الله بشيء، فغضب النبي حتى وقف شعر رأسه وجسده، وانصرف عن مجلس الملك.
فأوحى الله لنبيه أنه سيجعل رزق بني إسرائيل بيده فيعاقبهم بما أشركوا، فمنع إلياس المطر عنهم ثلاث سنين حتى ضربتهم المجاعة وهلكوا وهلكت دوابهم... وهرب النبي إلى البرية ليتعبد وحده. وكان الله يرسل لإلياس طعامه، فإذا شم القوم رائحة طعام في بيت قالوا "إلياس مر من هنا" وداهموا البيت بحثاً عن الطعام... وبينما هو يطوف بالبرية مر ببيت لإمرأة آوته لها ابن اسمه "إليسع بن أخطوب" وكان الابن مريضاً فدعا النبي ربه فشفاه فصار إليسع تلميذاً لإلياس وتابعاً له.
ولما اشتدت المجاعة على بني إسرائيل عاتب الله نبيه في اشتداده عليهم وقال له أنه قد أهلك منهم كثيراً، فسأل النبي ربه أن يكون هو من يدعو لهم، ثم نادى في قومه أن يخرجوا بالأصنام فيدعوها أن ترفع عنهم البلاء، ثم يدعو هو الله، فمن يُستجاب لدعاءه يكون صاحب الدين الحق.
فلما دعوا أصنامهم لم تستجب، ثم دعا إلياس ربه فاستجاب له وأمطرت السماء.
ولكن بني إسرائيل مع ذلك لم يؤمنوا، فسأل إلياس الله أن يقبضه من بينهم ليريحه منهم، وبينما هو يسير مع تلميذه إليسع هبط فرس من نار من السماء، فركبه النبي وأوصى بخلافته لإليسع، و"كساه الله الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، فطار في الملائكة فكان ملكياً إنسياً أرضياً سماوياً"، وبذلك انتهت رواية الطبري.
إلياس في كتاب ابن كثير
أما المفسر والمؤرخ إسماعيل ابن كثير فهو يفند الرواية السابقة فيقول أن ترتيب إلياس بين الأنبياء "فيه نظر"، ويميل لأن "بعل" كان صنماً لرجل وليس لإمرأة، ويحدد موضع وقوع الأحداث بمدينة بعلبك، ويعرض رواية كعب الأحبار (كان يهودياً وأسلم في عهد عمر بن الخطاب ويقال في عهد أبو بكر وكان يروي ما قرأ في الكتب اليهودية) أن إلياس قد اختبأ من قومه حتى مات ملكهم، ثم دعا الملك الجديد للإيمان فآمن وآمن قومه عدا عشرة آلأف منهم فأمر بهم فقُتِلوا. ثم يعود لتفنيد رواية الطبري فيقول أن مسألة رفع إلياس وكسائه الريش وقطع اللذة عنه وتحويله لمَلَك هي من الإسرائيليات. ويكمل ابن كثير تفنيده الروايات حول إلياس، فيذكر حديثاً موضوعاً أن النبي إلياس ما زال حياً ولكنه غير مرئي، وكذلك الخضر، وأنهما يجتمعان كل عام في رمضان ببيت المقدس، ثم يلتقيان في موسم الحج بالكعبة ويشربان من زمزم شربة ماء تكفيهما للعام التالي. وكذلك يذكر رواية أن الرسول محمد في بعض تحركاته بالصحراء قد التقى النبي إلياس وأنه وجد طوله أكثر من 300 ذراع، وفي رواية أخرى أنه دعا الرسول محمد لتناول الطعام معه فأكلا من طعام الجنة، وبالطبع يُكّذِّب ابن كثير هذه الروايات ويؤكد أن إلياس قد مات في زمانه.إلياس في الموروث الشعبي
فيما يبدو أن الغموض المحيط بقصة النبي إلياس قد استفز الثقافة الجمعية فأنتجت موروثاً شعبياً ثرياً عنه. ففي كتاب "عرائس المجالس" للثعلبي النيسابوري (الذي تناول الموروثات الدينية/الشعبية)، يروي الكاتب نفس القصة التوراتية ولكنه يضيف إليها من عصره قصة في البداية حول رجل صالح كان له بستان بجوار قصر الملك أخاب (الذي يقدمه باسم لاجب)، وأن الملكة إيزابل كانت تغري زوجها بقتل الرجل والاستيلاء على بستانه، ثم استغلت سفر الملك واتهمت الرجل الصالح بسب الملك وهي جريمة عقوبتها الإعدام، فقتلته واستولت على البستان، فمن هنا كانت بداية اللعنة عليها وعلى زوجها بعبادته بعل وما جرى بعد ذلك من أحداث. في هذه القصة نلاحظ أمرين: الأول أن ثمة تركيز على دور إيزابيل وتقديمها باعتبارها المرأة المسيطرة على زوجها المهزوز ضعيف الشخصية، وهو نموذج منتشر في القصص الشعبي.والآخر هو قصة "لعنة الطمع"، حيث أن تيمة الطمع الذي يقود للهلاك، نقرأها في بعض قصص الملك الفارسي كسرى أنوشروان الذي علم أن بعض ولاته كان له قصر عظيم فطمع في كوخ لإمرأة فقيرة فاستولى عليه فعاقبه الملك بقتله وسلخ جلده. وكتاب "عرائس المجالس" هو من أكثر الكتب تأثراً بالموروثات المحلية. عودة لكتاب "القصص القرآني ومتوازياته التوراتية"، حيث يتناول الباحث فراس السواح شخصية إلياس في "التقوى الشعبية"، فيقول أن النبي إلياس قد تحول هو نفسه إلى "شخصية بعلية"، فاكتسب في القصص نفس قدرات بعل وهي التحكم بالأمطار والعواصف و"لسان النار/الصاعقة" من ناحية، وصعوده إلى السماء متطهراً من دنس الأرض من ناحية أخرى. للإله بعل أسطورة مشابهة تشبه كثيراً أسطورة أوزيريس المصرية وصعوده للعالم القدسي، هذا فضلاً عن تشابه ميل إلياس/إيليا للسكن بأعالي الجبال، وهو نفس ميل بعل والآلهة الفينيقية. هذه "التقوى الشعبية" دعت إلياس بـ"مار إلياس" (مار تعني السيد والقديس وأحياناً الشهيد)، وله مقامات في سلسلة الجبال الساحلية السورية، وكنيسة مار إلياس بمعرة صيدنايا بريف دمشق، ودير مار إلياس في جبل لبنان ومقام مار إلياس على جبل الكرمل، ويؤكد فراس السواح أن إلياس بهذا قد حل محل بعل كمُستغاث به ليحل الخصب والمطر والخير على الأرض، حيث يدعوا بعض المزارعون "يا سيدي مار إلياس إسقِ الزرع اليباس". وفي التقوى الشعبي الإسلامي تحول إلياس إلى قرين للخضر، فهو مثله خالد غير مرئي، بل وعُرِفَ إلياس عند العثمانيين بـ"خظر إلياس" وهو نسخة لاسم الخضر، وقد سبق ذكر ما تضمن كتاب "عرائس المجالس" والروايات التي ذكرها ابن كثير عن أحاديث طواف النبي إلياس بالأرض وزيارته الأماكن المقدسة ولقاءه بالنبي محمد، أو رواية الطبري عن تحوله لمزيج من الإنسان والمَلَك في تشابه مع فكرة "نصف الإله" في الثقافات الشرقية القديمة. أخيراً، جدير بالذكر أن كلمة "بعل" نفسها قد وجدت طريقها للثقافة العربية، فقد عبد عرب مكة بعل الذي خففوا اسمه مصحوباً بأداة الإشارة "ها بعل" إلى "هُبَل" أشهر آلهة قريش، وحتى تسميته "عليان بعل/بعل العالي" قد تحولت إلى "أعل هُبَل". بل ودخلت كلمة "بعل" نفسها إلى اللغة العربية فصارت المرأة تقول على زوجها "بعلي" (ما زالت التسمية موجودة في الأوساط الشعبية بمعنى: رجلي)، بل وتبناها القرآن في قول سارة عن زوجها النبي إبراهيم "وهذا بعلي شيخاً". ختاماً، الفضول والغموض والتأثيرات المتبادلة هي مفتاح الجدل بين النص الديني والموروث الشعبي، والنبي إلياس/إيليا/إلياهو ليس استثناء، فمن قصة توراتية وآيات قرآنية خرجت قصة شعبية ثرية متداخلة بشدة مع موروثات شديدة القدم في مزيج يستحق التأمل والتحليل.
مصادر: القصص القرآني ومتوازياته التوراتية، ومغامرة العقل الأولى، وموسوعة تاريخ الأديان، لفراس السواح؛ تاريخ الأمم والملوك، الطبري؛ عرائس المجالس، الثعلبي النيسابوري؛ البداية والنهاية، ابن كثير؛ أطلس القرآن، شوقي أبو خليل؛ أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية، تيم داولي؛ معجم الأديان العالمية، محمد عثمان الخشت؛ كتاب الأصنام، ابن الكلبي؛ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب المسيري.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...