شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مَن الأفضل بحسب العلم... مدير امرأة أم مدير رجل؟

مَن الأفضل بحسب العلم... مدير امرأة أم مدير رجل؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 3 نوفمبر 201705:42 م
تنقل محمد طلعت أثناء مسيرته المهنية بين مؤسسات كثيرة، لكن التجربتين المهمتين، من وجهة نظره، كانتا في مؤسستين عمل فيهما، وكان التشابه الوحيد بينهما أن مدير كلّ منهما كان امرأة. يصف الشاب المصري التجربتين بالمميزتين، ويعتبر أن العمل مع مديرة أفضل بمراحل من العمل مع مدير. يقول طلعت لرصيف22، أن عمله مع مديرة كان إيجابياً إلى حد كبير. كانت التجربة الأولى لطلعت فى مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف (منظمة مجتمع مدني مقرها وسط القاهرة)، حيث تعلم من مديرته الشابة القوة والجدية فى العمل، وفصله عن الصداقة. التجربة الثانية لم تختلف كثيراً، حيث تعامل فيها مع مديرة ودود، تتعامل مع الجميع بإنسانية، وكانت متسامحة إلى أبعد الحدود وفق تعبيره. فقد تعلم منها الهدوء في النقاش والإصرار في الوقت نفسه، وأن يكون له موقف واضح. "كان لكل منا رأي مختلف عن الآخر، لكن هذا لم يتسبب في أي مشكلة بيننا"، يقول طلعت. هو ليس الوحيد الذي يعتبر أن العمل مع مديرة أفضل منه مع مدير. فهناك نموذج آخر هو هشام شعبان الذي عمل عام  2012، ولمدة سنة في إحدى المؤسسات، وكان مديره المباشر امرأة. وهذه تجربة يقول شعبان أنه تعلم فيها الكثير، خصوصاً في مجال إدارة الأفكار وتطويرها. "تعلمت من مديرتي كيفية إنتاج الأفكار، وتطويرها حتى تخرج في أفضل شكل، كان لمديرتي قدرة كبيرة على تشجيع كل فرد في المؤسسة، وكانت تهتم بالتفاصيل كلها مهما كانت بسيطة، ولا تبخل بأي معلومة أو خبرة لديها، ببساطة كان عملي معها من أجمل التجارب التي عشتها"، يقول شعبان بابتسامة.

العمل مع مديرة أفضل

قد لا يكون عدد المديرات كعدد المديرين، سواء على المستوى العالمي بشكل عام، أو في عالمنا العربي بشكل خاص، فغالباً ما تبحث الشركات عن مدير. في دول عربية عدة، كثيراً ما يكون من ضمن شروط إعلانات طلب وظيفة مدير، أن يكون المتقدم ذكراً. لكن، هل فعلاً المدير هو الأفضل لإدارة العمل؟ تؤكد أحدث دراسة علمية أن النساء أكثر ملاءمة للقيادة من الرجال.
هل فعلاً المدير هو الأفضل لإدارة العمل؟ تؤكد أحدث دراسة علمية أن النساء أكثر ملاءمة للقيادة من الرجال.
"تعلمت من مديرتي كيفية إنتاج الأفكار، وتطويرها حتى تخرج في أفضل شكل
الدراسة التي أعدّت في كلية إدارة الأعمال النرويجية BI قوّمت أكثر من 2900 من المديرين التنفيذيين في شركات تعمل في مجالات مختلفة، وخلصت إلى أن قيادة النساء أفضل بكثير من قيادة الرجال. تفوقت النساء على الرجال في أربع من الفئات الخمس التي شملتها الدراسة، وهي المبادرة والتواصل الواضح، والانفتاح والقدرة على الابتكار، والانسجام والدعم، وأخيراً الإدارة المنهجية وتحديد الأهداف. إذاً، ما هي الفئة التي تفوق فيها الرجال على النساء في هذه الدراسة؟ كان الرجال أفضل من النساء فقط في التعامل مع الإجهاد الناتج من العمل، وكانت لديهم مستويات أعلى من الاستقرار العاطفي. تؤكد الدراسة أنه على الرغم من تفوق الرجال في هذه الفئة، إلا أن هذا لا يعني أنهم أكثر ملاءمة لمنصب الإدارة من النساء. فالنقطة الأكثر أهمية التي توصلت إليها نتائج الدراسة، هي أن النساء كن أكثر قدرة من الرجال على الابتكار والقيادة، إلى جانب أنهن كن واضحات ومؤثّرات أكثر الموظفين. أوصت الدراسة جميع الشركات التي تسعى إلى النجاح أو إلى جذب الزبن والعملاء وزيادة الإنتاج والأرباح، بأن توظف نساء في مناصب قيادية، فهل تنفذ هذه التوصية؟ يقول محمد سلام مدير وحدة الموارد البشرية في إحدى شركات الدعاية والإعلان المصرية الشهيرة، أن غالبية المديرين في شركته من الرجال لأسباب، منها سهولة عمل الرجل في أوقات مسائية وهو ما لا تسمح به شركته للنساء. "أحياناً، يحتاج العمل من فريق التصميم الغرافيكي مثلاً أن يمضي يومين كاملين من العمل داخل الشركة للانتهاء من بعض الإعلانات التجارية لبعض عملائها، فكيف ستسهر معهم مديرة طوال الليل؟"، يسأل سلام. ويتابع أن حاجة النساء إلى إجازات ولادة طويلة، تقف عائقاً دائماً أمام اختيارهن لمناصب قيادية. الطريقة التي يفكر فيها مدير وحدة الموارد البشرية هي نفسها التي يفكر فيها معظم مديري وحدات الموارد البشرية في غالبية الشركات، حتى لو كانت ساعات العمل في الشركة محدودة وليس من ضمنها ورديات ليلية، والدليل هو قلة عدد المديرات مقارنة بالمديرين على مستوى العالم كله، وليس العالم العربي فقط. ومن أجل أن يراجع محمد سلام وغيره من مديري الشركات وجهات نظرهم في الأمر، أصدر المطرب زاب ثروت بالتعاون مع الممثلة أمينة خليل أغنية مصورة بعنوان نور. تحكي الأغنية المصورة في شكل درامي عن مدير إحدى الشركات تقع في يديه مصادفة صفحة من مذكرات شخصية اسمها نور أثبتت نجاحها وتفوقها في الدراسة والعمل، وتحمل مسؤولية المنزل بعد وفاة والدها. يظن مدير الشركة أن نور رجل لأن الاسم لا يعبر عن النوع. ويوم المقابلة الشخصية، يتفاجأ أن نور فتاة فيتردد في قبولها في شركته على الرغم من إعجابه بقصتها وبسيرتها الذاتية. يمكن اعتبار الأغنية المصورة التي حققت نجاحاً كبيراً، وتخطى عدد مشاهديها على يوتيوب 13 مليون مشاهدة، هي الأولى من نوعها التي تناقش هذه القضية في العالم العربي.

النساء أفضل في تشجيع الموظفين

لم تكن الدراسة السابقة الوحيدة التي ترى أن المرأة أفضل إذا تعلق الأمر بالعمل، حيث وجدت دراسة علمية أخرى أن المديرات يتمتعن بميزة عن أقرانهن الذكور عندما يتعلق الأمر بتحفيز الموظفين. أظهرت هذه الدراسة التي أعدّتها مؤسسة غالوب (مؤسسة أميركية تقدم استشارات إدارية وبحوثاً إحصائية)، أن 33٪ من الموظفين يعملون بجدية عندما تدير المرأة العمل، لكن النسبة تقل إلى 25٪ عندما يكون المدير رجلاً. وجدت الدراسة أيضاً أن المديرات يكنّ أكثر حماسة لوظائفهن من نظرائهن الذكور، سواء كان لديهن أطفال أم لا، بينما يتحمس الرجل للعمل إذا كان أباً أكثر من الذي ليس لديه أطفال. وبيّنت كذلك أن النساء أفضل في تشجيع الموظفين وتطوير مهاراتهم، ولديهن قدرة أكبر على  مساعدتهم في التقدم، ويملن إلى تقديم ردود فعل إيجابية وبنّاءة للموظفين أكثر من المديرين. يتفق هشام شعبان مع نتائج هذه الدراسة، ويقول أنه عمل في مؤسسة أخرى عام 2013، تديرها سيدة، واستفاد منها على المستوى المهني والإنساني. "العظمة في هذه المديرة أنها كانت تتعامل بشكل راقٍ مع فريق العمل كله، وكانت تتفهم حاجات الموظفين النفسية، ويكفي أنها طبقت أسلوب العمل من بعد، من دون الحاجة إلى الذهاب إلى مقر المؤسسة بشكل يومي وروتيني لا طائل منه. وهذا بالنسبة إلي كان شيئاً عظيماً وساعدني في إنجاز جميع الأعمال والتقارير الموكلة إليّ من دون ملل"، يقول شعبان. تظهر إحصاءات أن المرأة تواجه أزمات عدة في مجال العمل منها التمييز والحصول على أجر أقل من الرجل من دون سبب منطقي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image