مسابقات ملكات الجمال، حدثٌ ما زالت تحتفل به معظم البلدان في العالم، رغم أنه لا يفيد مكانة المرأة بشيء ويرسّخ مفهوم "تسليعها" من خلال إعطائها علامات على طلتها بلباس المايو وبفستان الكوتور وطبعاً على أجوبتها على أسئلة عامة تطرحها لجنة التحكيم.
أمرٌ غريب مشاهدة فتاة تقف بلباس البحر في قاعة مغلقة بعيداً عن البحر، تبتسم ابتسامة زائفة وجامدة لمدة ثوانٍ طويلة بانتظار أن يعطيها أعضاء لجنة التحكيم، الذين تم اختيارهم لمكانتهم الاجتماعية لا أكثر، علامة.
لكن يبدو أن هذا ما يطلبه الجمهور، تسليط الضوء على شخص آخر والحكم عليه وفق مقاييس محددة وتنميطية.
في مرحلة ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، كان للملكة مكانة أكبر في المجتمع اللبناني. ينتظر جمهور هذه المسابقات الفائزة ويتطلع إلى مواهبها ومبادراتها العديدة، التي تلاحقها وسائل الإعلام.
ولكن مكانة "الملكة" اليوم لا تتعدى أهميتها تنشيط دورة وسائل التواصل، بتعليقات وهاشتاغات يمرح بها الناس، ساخرين من الهفوات الكثيرة التي تتضمنها مسابقات مماثلة.
كيف تحولت ملكات الجمال إلى دمى في سيرك التواصل؟ وهل لهذه الأسباب تغيرت طبيعة المشتركات في هذه المسابقات وتراجعت نسبة إقبالهن على التسابق لنيل لقب "الملكة"؟
على وقع أغنية "للصبية الملكة تاج وصولجان..." توّجت ليلة الأحد الماضي بيرلا حلو ملكة جمال لبنان لعام 2017. وبدأ مشوارها مع الإطراءات والانتقادات من كل حدب وصوب.
ومع موجة السخرية العارمة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في ما يتعلق بفقرة الأسئلة والأجوبة وما تعكسه من تدنٍ في مستوى الثقافة العامة لدى المشتركات، ارتفعت الأصوات المطالبة بوقف هذه المسابقة، نظراً لتراجع مستواها عاماً بعد عام.
نقوم بجولة على أبرز ملكات الجمال اللبنانيات اللواتي حجزن لأنفسهنّ مكانة في أحاديث الناس ووسائل الإعلام قبل عقد من الآن، مقابل أخريات حملن اللقب إنما غاب اسمهن لاحقاً وخف بريقهنّ فور تسلمهنّ التاج.
ملكات القلوب
منذ العام 1960 ولبنان على موعد مع الجمال وتحديداً مع مسابقة "مس ليبانون"، التي فازت بأحقية بثها وبشكل حصري المؤسسة اللبنانية للإرسال. واللافت أن هذا الحدث الضخم لا يقدم للفائزة اللقب فقط، إنما مجموعة متنوعة من الجوائز، التي تصل قيمتها إلى مليون دولار أمريكي، فضلاً عن فتح باب الشهرة على مصراعيه من خلال العروض الهائلة التي تنهال على الملكة من تقديم البرامج إلى خوض غمار التمثيل أو المشاركة في الإعلانات والكليبات. وفي هذا السياق، لمعت أسماء العديد من الملكات اللواتي استطعن حصد الألقاب الجمالية العالمية وكسب قلوب الجماهير من لبنان ومعظم الدول العربية.جورجينا رزق
لا يمكن الحديث عن أبرز ملكات جمال لبنان من دون التطرق إلى النجمة جورجينا رزق، التي حافظت على مكانتها مع مرور السنوات، وتحولت إلى أيقونة الجمال اللبناني. يكفي نشر صورة واحدة لرزق حتى تنهال التعليقات الإيجابية التي تؤكد أن جمال هذه الملكة لا يزول. عام 1970، حصلت رزق، زوجة المطرب وليد توفيق، على لقب "ملكة جمال لبنان"، ثم نالت عام 1971 لقب ملكة جمال الكون، لتصبح بذلك أول شابة لبنانية تتمكن من الفوز بهذا اللقب العالمي. الأمر الذي دفع القيمين في لبنان لإصدار طابع بريدي يظهر صورة جورجينا تكريماً وتقديراً لها.دينا عازار
عام 1995، تربّعت مصممة المجوهرات دينا عازار على عرش الجمال، وانهالت عليها العروض المختلفة. لمعت في مسلسل "رماد وملح" وقدمت بنجاح "ديو المشاهير"، فضلاً عن إطلاق موقعها الإلكتروني "دنيا دينا" الذي تقدم من خلاله نصائح متعلقة بعالم الجمال والموضة. وكانت دينا قد شغلت الناس بخبر طلاقها بعد 3 أشهر فقط من الزواج الذي اعتبرته "كالبطيخة" التي لم تعرف ما في داخلها إلى أن اكتشفتها.لم خسرت "الملكة" مكانتها "اجتماعياً" وتحولت إلى دمى في سيرك التواصل الاجتماعي؟
هل نشهد قريباً توقف مسابقات الجمال؟
جويل بحلق
تمكنت ملكة جمال لبنان لعام 1997 جويل بحلق من الوصول إلى العالمية من خلال حلولها في مراكز متقدمة في مسابقة ملكة جمال العالم لعام 1997. ونجحت بحلق في التمثيل والتقديم، ودخلت عالم الأعمال بعد أن افتتحت دار أزياء تحمل اسمها. وكانت جويل شاركت في حفل ملكة جمال لبنان لهذا العام كعضو في لجنة التحكيم، وبدت بكامل أناقتها التي تتجدد مع التقدم في العمر.كريستينا صوايا
بعد نيلها لقب ملكة جمال لبنان عام 2001، وملكة الجمال الدولي عام 2002، برز اسم كريستينا صوايا في عالم التمثيل، ولعبت أدواراً مركبة في مسلسلي "وأشرقت الشمس" و"غزل البنات"، فضلاً عن مشاركتها في مسابقة "ديو المشاهير" ورغبتها في احتراف الغناء، وقد أقدمت على تجديد نشيد "موطني" وبثه على قناتها الخاصة على يوتيوب، إضافة إلى إطلاق أغنيتها "انا دايبي" بأسلوب جريء وعفوي.نادين نسيب نجيم
بعد أن حصلت على لقب ملكة جمال لبنان لعام 2004 ضمن "تلفزيون الواقع"، وعلى لقب أجمل وجه في مسابقة ملكة جمال العالم، انهالت عروض التمثيل على نادين نسيب نجيم. وبالفعل لعبت نجيم عدة أدوار بطولية على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، ولعل أهم أعمالها الدرامية: أجيال (2010)، باب إدريس (2011)، كاش فلو (2012)، لو (2014)، تشيللو (2015) و"الهيبة" (عام 2017). كما حصدت العديد من الجوائز وجرى اختيارها كأفضل ممثلة لبنانية عن بضعة أعمال فنية.ملكات من دون تاج
بالرغم من محاولة إعادة أيام العز لمسابقة "مس ليبانون"، فإن المؤسسة اللبنانية للإرسال لم تنجح منذ العام 2004 حتى يومنا هذا بإبهار الرأي العام بملكة جمال تضاهي الملكات السابقات. فمنذ تتويج نادين نسيب نجيم، يمكن القول إن مسابقة ملكة جمال لبنان باتت "باهتة" و"خالية من أي عنصر جديد". فإيقاع السهرة هو هو لا يتغير: مرور المشتركات بالمايوه، تليه طلتهنّ بفساتين السهرة ثم أسئلة "معلّبة" و"متوقعة" من قبل لجنة التحكيم وأجوبة يتراجع مستواها عاماً عن عام. من يراقب هذه المسابقة الجمالية، يلاحظ أنه ما من شابة تمكنت مؤخراً من "خطف الأضواء" ونيل إعجاب الناس لفترة طويلة. واسم الفائزات سرعان ما يصبح في طي النسيان، في حين أن ما ينشغل به الجمهور هو هفوات المتسابقات. فهل نشهد قريباً توقف مسابقات الجمال في لبنان؟رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا