في ذلك المعرض الحديث اجتمع عدد من المصممين اللبنانيين، بمشاركة ملفتة لمصممين تخرجوا حديثاً من جامعاتهم، متوسطين بذلك باقة من كبار المصممين المعروفين بأعمالهم ومعارضهم. اللافت أيضاً كان الفكرة الرئيسية التي أحاطت بمعظم الأعمال والتي ذكّر معظمها الحاضرين بعادات وتقاليد لبنانية.
وصل معرض التصميم إلى لبنان، بعد سنوات ونكبات وحروب عديدة، وبدأت المواهب بالصعود لتبرز في قطع فنية خرجت من مخيلة المصممين وباتت واقعاً لافتاً اليوم.
[caption id="attachment_122734" align="alignnone" width="700"] Beirut Design Fair في مركز بيروت للمعارض والترفيه من 20 الشهر الجاري إلى 24 منه. ينظّم المعرض غييوم تالي ديليان وهلا مبارك، مع الخبيرة العالمية للمستشارة الخاصة بينيديكت كولبان.
برزت في المعرض خمس مواهب استوحت معظم تصميماتها من التراث المحلي واللغة العربية، في خدمة التصاميم التي عكست طابعاً حديثاً وروائياً في آن واحد.
غييوم تالي ديليان وهلا مبارك، منظما المعرض[/caption]
يقام معرضإبريق Breek
من وحي التراث، وتحديداً تقديم العرق اللبناني، قامت مجموعة من 4 مصممين: ماريان صافي، مايكل نجار، كارل كرم وترايسي عيد بتصميم إبريق فريد من نوعه. تطويره كان هدفه، بحسب مايكل، الحفاظ على بعض الحِرف اللبنانية والتصاميم التقليدية قبل أن تختفي، وسط وجود الآلات، حيث تتجه الحرف اليدوية نحو الزوال شيئا فشيئاً. لذا تأمل المجموعة المصممة بأن يكون الإبريق أداة لاستذكار التراث دائما بطريقة عصرية. يساعد المحيط والمكان الجغرافي جداً في اختيار التصاميم وابتكارها بحسب مايكل، وهو أحد القائمين على المشروع، وبحكم اطلاعه على تراث المائدة اللبنانية ساهم في الـ"ابريق" تحديداً.Stouff الببّور
من منا لم يرَ ما يُعرف بـ"الببّور" التراثي الذي يستخدم في المنازل الجبلية للتدفئة ولتحضير بعض المأكولات أيضاً. قرر مصمما المشروع أنطوني ضاهر وماري لين ضاهر إعادة ابتكار الببّور الشهير ولكن بطريقة ديمناميكية حديثة. استخدما تصميماً جديداً محافظين على أركان "الببور" الأساسية والتي تستخدم للتدفئة أو تحضير مشروب ساخن أو شيّ بعض الخضار. تقول ماري لين إن سبب التصميم يعود إلى ولعها بالبطاطا المشوية أولاً، وحلمها بأن تتسع تصميمات المنازل الحديثة لقطع وُجدت في المنازل اللبنانية القديمة كي تدمج الحداثة بالتراث. ومع "الببور" يقدم المصممان شجرة صغيرة، مشجعين بذلك المشتري على زراعتها واستخدام الحطب -وهو أحد مصادر الطاقة المتجددة- للتدفئة.دمج Damj
أنواع خشب متعددة، مصقولة بعضها ببعض. طاولات صغيرة وخزانة حائط مليئة بالأدراج. عمد المصمم أحمد خوجة إلى -دمج- أنواع عديدة من المواد الخشبية ليخلق تصميمات تنساب فيها درجات متعددة من الألوان البنيّة. ورشة العمل تقع في منطقة الجميزة في بيروت، داخل محل نجارة قديم، قرر المصمم تجديده واتخاذه مقراً له. الفرصة الاكثر أهمية في حياة أحمد كمصمم كانت يوم وجد محل النجارة وقرر أن يتخذه مركز عمل وتصميم مستقلاً، ورافقت تلك الاستقلالية بحسب المصمم عدة مسؤوليات ولكنها بالتأكيد غيرت مجريات حياته ودفعت به لتطوير أعماله وتصاميمه التي كانت جزءاً بارزاً في المعرض.ARTiculation
تصميم زاخر بالحركة، ركنه الأساسي اليد وأشكالها، عُرف المصمم الشاب فارس الهبر بيديه النحيفتيْن في الجامعة ومن هناك انطلق فكرة ARTiculation (طريقة التعبير اللفظي). شمعدان على شكل يد، أضواء للدراسة أيضاً، التصميم الذي جسده فارس في الجامعة بعد مزاح مستمر مع أصدقائه عن "شكل يديه" تحول اليوم إلى مادة غنية. يتميز المصمم الشاب بها في المعرض. هو المعرض الثاني الذي يشارك فيه الهبر، ويقول إن يده سمحت له باستكشاف نوع جديد من التصاميم التي تنطلق من الشخص نفسه، فمصدر الإيحاء يمكن أن يكون أي شيء محيط بالمصمم.مدار قنبز
"نقطة ورا نقطة" والنقطة هي انطلاق وبداية كل شيء، تقول نادين توما القائمة على مشروع "مدار قنبز" الذي طوره دار قنبز للنشر. المدار هو برنامج تعليمي توعوي، يستهدف الشباب اللبناني والمعلّمين. اختيار التصميم الدائري جاء إيماناً منها بأنّه يوضح إمكانية إيجاد حلول عدة لمشكلة واحدة، والهدف: تطوير التفكير النقدي والخيال، كما أنّه بحسب القائمين عليه "أداة تعليمية تشمل الفن والثقافة والعلوم". "مُحرِّك ومُفعِّل تربوي مُتعدِّد الـمحاور، مُطِّور لـموارد عربية"، المشروع ببساطة معجم بصري لغوي عربي، يهدف إلى تعريف القارئ على أساسيات اللغة العربية بطرق مبتكرة وجديدة، تحفز العقول على التفكير بأبعاد مختلفة، عبر تصاميم بصرية. ينقسم المشروع التعليمي إلى عدة أقسام، أبرزها "دوار الكشاكيل" والذي هو أداة مستوحاة مما كان يعرف سابقاً بـ"صندوق الفرجة"، لعبة تراثية كانت تجمع أبناء منطقة واحدة أو قرية لمشاهدة عدد من الصور من خلال صندوق "سحري". بينما المدار هو مثال تعليمي آخر مستوحى من أقدم آلة حاسبة بالتاريخ، يحفز الطالب على استكشاف كلمات عربية وصلتها بعضها ببعض بطرق غير معقدة وبسيطة. جمع القائمون على المشروع إذاً القديم بالحديث ومنه ابتكروا أدوات تعليمية مختلفة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...