"الشركة التي سافرت للحج عن طريقها لم تكن محترفة"، جملة لا يتوقف الكثير من المعتمرين والحجاج المصريين عن تردادها كل عام.
وغالباً ما تتعامل الوزارات المصرية المعنية مع هذه الشكاوى بلامبالاة، لكن هل يتغير الأمر بعد شكوى نشرتها الصحافة المصري لعضوة من مجلس النواب المصري؟
يوم الخميس الماضي تلقى الكثير من الصحفيين المصريين بياناً جاهزاً من النائبة مي محمود (في مجلس النواب المصري، وأمينة لجنة الشئون الأفريقية به) تقول فيه إنها وصلت السعودية لأداء مناسك الحج، وتواجه مشاكل.
وفي بيانها –الذي لم يتحقق رصيف22 من صحته- تؤكد أنها وبعض النواب الآخرين وأسرهم "تعرضوا للنصب من إحدى شركات السياحة في برنامج الرحلة"، مشيرةً إلى أن "أسر النواب تعاني الآن داخل الأراضي السعودية بسبب برنامج الحج المزيف، والمعاملة غير الآدمية من القائمين على الرحلة".
وبحسب البيان، فإن الشركة نقلتهم للفندق بأتوبيسات "رديئة"، وإن الفندق أخبرهم أن كل غرفة ستحوي ستة أفراد، وهو ما لم يكن متفقاً عليه.
ولم توضح محمود في بيانها –بقصد أو بدون قصد- إذا كانت هذه رحلة خاصة للنائبة لا علاقة للبرلمان بها، أم أنها بعثة حج نواب البرلمان المصري الرسمية.
لكن غادة عجمي (نائب المصريين في الخارج) أرسلت بعد ذلك بساعات بياناً للصحفيين يمكن أن نفهم من خلاله حقيقة الأمر، إذ استغاثت فيه بالملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وطالبتهما "بالتدخل لإنقاذ النواب وتوفير سبل الراحة لهم".
لكن البيان وضّح أن النواب "ذهبوا إلى المملكة العربية السعودية في رحلات خاصة بعيداً عن البعثة الرسمية للمجلس لأداء فريضة الحج".
بكل تأكيد، من حق كل مواطن أن يتلقى معاملة حسنة أثناء الحج، لكن لماذا لم تطالب الحكومة المصرية بذلك لكل المصريين، خصوصاً أن الشكاوى لا تتوقف في شأن المشاكل التي تواجههم أثناء الحج منذ سنوات طويلة؟
السؤال يطرحه محمد (رفض ذكر اسمه كاملاً) مدير قسم السياحة الدينية بإحدى شركات السياحة المصرية (مقرها وسط القاهرة).
تتعامل الوزارات المصرية مع شكاوى الحجاج بلا مبالة أحياناً، فهل يتغير الأمر بعد شكوى عضوة في مجلس النواب؟
أسر نواب تعاني بسبب برنامج الحج المزيف، والمعاملة غير الآدمية من القائمين على رحلة الحج...بحسب محمد، فإن موسم الحج كثيراً ما يواجه الحجاج فيه مشاكل بسبب الزحام الشديد وبعض التعقيدات الأخرى. يشرح لرصيف22 أن الأزمة غالباً ما تكون بسبب تعدد الشركات التي تتعامل مع رحلة حج واحدة، "بالنسبة لمصر يتعاقد المسافر مع شركة سياحة مصرية وهي بدورها تتعاقد مع شركات أخرى منها شركات حجز فنادق وانتقالات في السعودية". ويقول إن أبرز المشاكل التي تواجه الحجاج مع أغلب شركات السياحة هي سوء التغذية، والانتقالات، إضافة إلى بعض مشاكل الإقامة، وفي الغالب، فإن المسئول عن ذلك هو "شركات سعودية وليست مصرية" على حد تعبيره. ويصف أن المشاكل التي تواجه الحجاج قد تكون "طبيعية" نظراً للأعداد الضخمة التي تسافر في الوقت نفسه، وكل الحجاج يدركون أن الحياة لن تكون وردية ويهتمون فقط بالحج كطقس ديني. وكانت هيئة الإحصاء السعودية قد صرحت بأن العدد الإجمالي للحجاج في العام 2016 قد تخطى المليون و800 ألف. يبتسم محمد وهو يقول: "نواب البرلمان المصري يظنون أنهم أفضل من باقي المصريين، وكانوا يتخيلون أن الحصانة ستميزهم في كل مكان".
سنحقق في الأمر
في اتصال هاتفي مع رصيف22، أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن اللجنة ليس لديها معلومات حتى الآن عما حدث للنائبة. وأضاف أن مجلس النواب سيتابع مع الوزارات المعنية أحوال كل الحجاج المصريين وليس نواب البرلمان فقط، ومحاولة حل هذه المشاكل في أسرع وقت. ورفض العبد أن يكون هناك تمييز لمجرد أن من يشكون هم من أعضاء البرلمان "حل مشاكل كل الحجاج المصريين هو هدفنا"، حسب قوله. وهناك عدة وزارات مصرية مسئولة عن بعثات الحج المصرية، منها الصحة والسياحة والأوقاف، بالإضافة إلى وزارة الداخلية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...