انتشر مؤخراً فيديو لمراهق سعودي يقف في وسط شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، المعروف بشارع التحلية في مدينة جدة، أمام السيارات المتوقفة على الإشارة الحمراء، ليرقص المكارينا.
لكن الفيديو الذي بدأ بدعابة انتهى بطريقة لم يتوقعها المراهق أو المتابعون، إذ ألقت الشرطة القبض عليه أمس الثلاثاء بتهمة "المساس بالآداب العامة في جدة"، بحسب البي بي سي، وعادت لتفرج عنه اليوم "بعد استدعاء والده وأخذ التعهدات اللازمة" بحسب تصريح لإمارة مكة المكرمة.
متهم يواجه السجن والغرامة
وقد وصفته صحف سعودية بـ "المستعرض" جازمةً أنه يسعى لجذب الانتباه والتنافس مع رفاق له، وأن شرطة المدينة "عكفت على تحليل المقطع المتداول" حتى حددت هويته وقبضت عليه. تعليقاً على هدا الحدث، قال عاطي عطية القرشي، المتحدث باسم شرطة مكة، في تصريحات صحافية، إن "المتهم" شوهد يرقص قرب السيارات المتوقفة في إحدى الإشارات الضوئية، ويواجه اتهامات بتعطيل سير المرور والإخلال بالآداب العامة. كما طالب المستشار القانوني أحمد العنقري بمحاسبة الفتى لمخالفته المادة السادسة من نظام الجرائم الإلكترونية، والتي تنص على الحكم بالسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات وغرامة لا تتجاوز 3 ملايين ريال، لمن يرتكب إحدى الجرائم الإلكترونية ومنها المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة للأفراد.تويتر يشتعل
كذلك دفع هذا الحدث بعض المغردين السعوديين للتفاعل معه وتدشين هاشتاغ #ايقاف_طفل_جده_انتهاك_للطفوله. وقد انقسموا بين من يرى القبض عليه ظلماً محذرين من التشدد والكبت خاصة للأطفال في بلد بلا وسائل ترفيه، ومن يرى رقص المتهم خدشاً للحياء والآداب.انقسم السعوديون بين من يرى القبض على المراهق ظلماً له ومن يرى في رقصه خدشاً للحياء والآداب
الفيديو الذي بدأ بدعابة لمراهق يرقص المكارينا انتهى بطريقة لم يتوقعها المراهق أو المتابعون...واعتبر عدد كبير ما جرى "استهتاراً" وتخوفوا من تحوله "ظاهرة"، وطالب بعض المتشددين بـ "سجنه وجلده وتربيته".
مدافعون يحذرون من الكبت
في المقابل، ركز مدافعون عن الطفل على خفة ظله وتساءلوا في شأن جرمه، وتعجب البعض من سرعة القبض عليه بخلاف المجرمين الحقيقيين، وحذرت نسبة كبيرة من المواطنين من "عواقب هذا الكبت". وتعجبوا من تحريم "الابتسامة" في بلدهم، مع المطالبة باستغلال "طاقاته الترفيهية المبهجة". فيما اعتبر آخرون أن القبض عليه تهدئة للرأي العام فقط.حوادث متشابهة
هذه الحادثة ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، إذ تم تعليق فعاليات مسرح الطفل بمدينة حائل قبل يوم واحد، وتوقيف المشرف عليها، بعد قيام مراهقة بالرقص على المسرح بشكل اعتبر "تجاوزاً للنهج الإسلامي، وخدشاً للحياء والذوق العام وعادات أهالي المدينة"، عكس ما يظهر في المقطع. يشار إلى أن الأطفال يفتقدون وسائل أو منافذ ترفيه كثيرة، وقد أصدرت المملكة "قانون حماية الطفل" في العام 2014، جرمت خلاله أشكال الاستغلال البدني والمادي والجنسي والأذى والإهمال للطفل، رغم أن القانون لم يحدد عقوبات، وترك للمحكمة الجزائية المختصة تقرير ذلك.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...