لماذا يقسو الناس على الشخص البدين؟
الأربعاء 23 أغسطس 201703:53 م
"حديثاً، بدأت أعالج سيدة أقدمت على الانتحار للتخلص من سخرية زوجها وانتقاداته المستمرة بسبب وزنها، عقب إنجاب توأم، قال لها ذات مرة وركك شبه سيخ الشاورما، آلمني التشبيه المجحف ولا يغيب عن ذهني انهيار المرأة وبكاؤها الهستيري"، تقول هبة عيسوي، الأستاذة في الطب النفسي في جامعة عين شمس وزميلة الجمعية الأميركية للطب النفسي لرصيف22.
تقول أنها عالجت أشخاصاً كثراً خسروا فرص عمل وزواج والتحاق ببعض الكليات العسكرية، وحتى أطفالاً عانوا من "التنمر" والسخرية من رفاقهم في مراحل عمرية متقدمة وغير متوقعة، حتى من المقربين.
في مجتمع نشأ أطفاله على أغنية "دبدوبة التخينة اللي تقل الطوبة"، يشبّه الشخص البدين ببعض الحيوانات السمينة أو البطيئة أو الكسولة، ويصفه صفات أخرى فيها كثير من الإهانة وتفترض أنه خمول وشره، وتكثر الأمثال الشعبية عن ذلك، فتقول عضة قرش ولا ست بكرش.
لذلك، فليس من الصعب تخيل التحيز في المجتمع ضد أصحاب الوزن الثقيل.
أمر شائع ومعتاد أن يلفت الآباء نظر أبنائهم إلى ما يكسبون من كيلوات باستمرار، ويحذروهم دائماً من تناول أطعمة معينة أو تحديد كميات الطعام، يقول سكينر.
ويقول سكوت خان Scott Kahan، مدير المركز الوطني للوزن والعافية في واشنطن، أن التحيز على أساس الوزن موثق ومنتشر على نطاق واسع في المجتمع الأميركي في مجالات العمل والتعليم والإعلام والرعاية الصحية وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة، بحسب الصحيفة.
ربما هذا ما دفع 3 ولايات أميركية، Maine وNew York وNew Hampshire، إلى سن قوانين تحظر التمييز على أساس الوزن، بحسب المقال.
ولفت خان، في مدونة على هفينغتون بوست، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة معرضون "للوصم" حتى من أولئك المختصين بعلاجهم، إذ يهيئون سلوكات غير صحية تسبب زيادة الوزن بدلاً من فقده.
تحيز عالمي ضد البُدُن يثبته العلم
الأزمة ليست عربية، بل أقر العلم بوجود تحيز على أساس الوزن قبل عقود، وغالباً ما يبدأ في مراحل الطفولة حتى قبل السنوات الثلاث، ابتداء من السخرية والتصرفات السلبية إلى التنمر والبلطجة وصولًا إلى التمييز العلني. أما الدراسات الحديثة التي أجراها الباحثون في جامعة ديوك Duke University، فتوصلت إلى أن "التحيز الضمني للوزن" بين المراهقين (9-11) عاماً، يعادل انتشار "التحيز الضمني العنصري" بين البالغين. يوضح آشلي سي سكينر Asheley C. Skinner، الباحث الرئيسي في الدراسات، لصحيفة النيويورك تايمز، أنها تتبعت نمو أشخاص في مراحل الطفولة والمراهقة والشباب داخل أسرهم وحتى انفتاحهم على ثقافة مجتمعية تعلي من شأن النحافة والرشاقة، وتلقي باللوم في المقابل على من يعانون من تراكم الدهون.
الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة معرضون "للوصم" حتى من أولئك المختصين بعلاجهم...
يوجد تحيز على أساس الوزن من قبل عقود، وغالباً ما يبدأ في مراحل الطفولة حتى قبل السنوات الثلاث...