شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل هناك

هل هناك "معدل مثالي" لممارسة العلاقة الحميمة؟ هذه الدراسة تجيب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 27 أغسطس 201710:08 ص
معروف أن الجنس وثيق الصلة بالمتعة البشرية وليس بالتناسل والتكاثر فقط، خاصةً بمرحلة الشباب. وتثير غالبيتنا تساؤلات مثل:هل نحن نجيد ممارسة هذه العلاقة بشكل جيد؟ هل هناك من هو أفضل مني بالجنس؟ ما هو العدد المثالي للممارسة الحميمة؟ عن هذه الأسئلة وسواها، أجابت دراسة حديثة أجراها معهد كينزي The Kinsey Institute، المختص بدارسة العلاقات الجنسية للبشر في الفئات العمرية المختلفة. وتلفت صحيفة الإندبندنت إلى أن لا سبيل لتحديد "المعدل الأمثل" لممارسة الجنس للأشخاص، غير أنه يمكن تحديد المعدل المتوسط لكل فئة عمرية وعقد مقارنة بما نقوم بالفعل ومعرفة التناقضات في ما بينها. كما تشير الصحيفة إلى بعض نقاط الضعف في الدراسة مثل "محدودية العينة"، ما يعني عدم وجود داعٍ لقلق الأشخاص الذين تختلف معدلات ممارستهم للعلاقة الحميمة بالزيادة أو النقصان. كذلك تبرز أهمية الدراسة في توضيح مزايا الجنس الصحية والنفسية مثل خفض ضغط الدم والتغلب على التوتر والقلق وتحسين المزاج والنوم. ما هي أهم النتائج؟

الأشخاص من 18 -29 عاماً

توصلت الدراسة لنتيجة غير مفاجئة، مفادها أن الشباب يمارسون المعدل الأعلى للجنس إذ يفقد الغالبية منهم عذريتهم خلال المراهقة: الرجال في سن الـ16 تقريباً في المتوسط، أما الإناث ففي سن الـ17 في المتوسط. ويمارس الشباب من 18-29 عاماً الجنس 112 مرة في السنة.

من 30 – 39 عاماً

تتغير الكثير من الأفكار كلما زاد نضج الفرد، ويعد الحرص على الاستقرار الأسري وتوطيد العلاقات العائلية الاتجاه الأكثر شيوعاً في مرحلة الثلاثين، مما يصاحبه انخفاض في معدلات الجماع بحسب الدراسة. ويحظى الأفراد في هذه السن بـ86 ممارسة جنسية مرضية على مدار العام في المتوسط، أي مرة كل أسبوع على الأقل.
لا سبيل لتحديد المعدل الأمثل لممارسة الجنس، غير أنه يمكن تحديد المعدل المتوسط لكل فئة عمرية...
معدل الجنس لدى الشباب من 18-29 هو 112 مرة في العام والمعدل في الثلاثينات هو 86 مرة في العام أو مرة كل أسبوع

من 40- 49 عاماً

عند الوصول لمنتصف العمر يحدث انكماش في العلاقات الجنسية، وتؤثر في الرغبة عوامل عدة، مثل إنجاب الأطفال والحياة الأسرية والضغوط اليومية. ويقتصر معدل ممارسة هؤلاء للجنس على 69 مرة في السنة.

الجنس بعد 50 عاماً

لم تطرق دراسة كينزي لهذه المرحلة، غير أن دراسة سابقة للمعهد نفسه عام 2010 كانت قد لفتت إلى أن 13% من الرجال فوق الـ70 يمارسون الجنس عدة مرات أسبوعياً أو شهرياً، وترتفع النسبة إلى 15% للمتزوجين منهم. كما أكدت انخفاض معدلات الممارسة للنساء في هذه السن، مع الاعتراف بممارسة ربعهن العلاقة 4 مرات.

نتائج متضاربة لكبار السن

في سياق متصل، نشرت مجلة Healthy Women نتائج بحث يحمل نتائج مغايرة إذ يؤكد أن الذين تزوجوا مدة 65 عاماً أو أكثر يمارسون الجنس بنسبة 42% مقابل 35% للمتزوجين مدة 50 عاماً، و40% للمتزوجين مدة 25 عاماً. البحث الذي شمل 1600 من الأزواج، تراوح أعمارهم بين 57 و85، وتزوجوا لفترات متفاوتة، حسب بيانات National Social Life, Health and Aging Project، يوضح أن 65% من المتزوجين حديثاً يمارسون الجنس مرتين إلى ثلاث شهرياً. ويبيّن صمويل ستروب Samuel Stroope، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد لعلم الاجتماع بجامعة لويزيانا Louisiana State University، أن معدل الممارسة الجنسية في هذه السن المتقدمة لا يبلغ مرتين أو ثلاثاً شهرياً إلا أنه يسير في الاتجاه نفسه مع مرور السنوات.

ما هو المعدل الأمثل للجنس؟

يجيب International Society for Sexual Medicine بأن الإجابة عليه صعبة ومن غير الممكن تحديد معدل "مُرضٍ" أو "ملائم" لجميع الشركاء إذ تتحكم عوامل خارجية كثيرة في العلاقات، منها الصحة، والحالة المزاجية، وقوة العلاقة نفسها، والانشغال بالعمل أو رعاية الأطفال، والتقدم في العمر، وهذه كلها بالطبع تختلف من شخص لآخر. ولفت إلى أن "كثرة الممارسة" لا يعكس بالضرورة سعادة الأزواج ورضاهم، مشيراً إلى دراسة أجراها الباحثون في Carnegie Mellon University، على 64 من الأزواج الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و65 عاماً. وبعد أن طلب من نصف أفراد العينة مضاعفة معدلات ممارستهم للعلاقة الحميمة أسبوعياً، لقياس مستويات السعادة ومقارنتها بالمرحلة السابقة، تبين أنه لم يحدث أي تحسن بل انخفضت بدرجات بسيطة، وعزا الباحثون ذلك إلى حدوث انخفاض في عفوية العلاقة ودرجة الإثارة بسبب زيادة عدد مرات الممارسة.

ماذا عن الجنس في العالم العربي؟

أستاذ طب الذكورة بالقصر العيني في القاهرة والرئيس السابق لجمعية أمراض الذكورة، أحمد عطية، يوضح لرصيف22 أن العلاقات الجنسية معقدة في عالمنا العربي، فغالبيتنا تعاني الجهل الجنسي، ما عدا الطبقات العليا التي تتأثر بالغرب، فتربي أبناءها بشكل مخطىء، كالقول إن الجنس حرام أو إنه أمر مقزز، وهذا يضر بالطبع بالعلاقة الحميمة ويسبب انخفاضها. عامل آخر يسبب انخفاضها أيضاً، هو تأخر سن الزواج وعدم إتاحة فرص الممارسة الجنسية خارج هذا الإطار، وتحذير الأشخاص من العادة السرية فيلجأ الكثيرون للبورنو، ما يجعلهم " auto sexual" أي ذاتيي الممارسة، ويظل تأثير ذلك حتى بعد الزواج. وقد أشار عدد من الأبحاث إلى أن المرأة المصرية تمارس الجنس لإرضاء الزوج وضمان استمرار الحياة الأسرية لا لتحقيق النشوة لذاتها، خاصة أن 70% منهن تعرضن للختان في الطبقتين المتوسطة والفقيرة، أما الرجال فينهكهم العمل ويضعف قدرتهم الجنسية. ويتابع عطية: انخفاض الممارسة مع تقدم العمر أمر طبيعي دون التأثر بأي عوامل أخرى إذ يقل عدد مرات ممارسة الجنس لكل 10 سنوات، فمثلاً نسبة الممارسة بعد السبعين 30% وتصبح 20% بعد الثمانين وهكذا، وخاصة بالنسبة للمتزوجين. ويشير عطية إلى أن الأشخاص في الفئة العمرية تتفاوت معدلات ممارستهم للجنس بحسب "طبيعة الشخصية"؛ فهناك الشخص المنطوي النحيف القليل الممارسة، وهناك الشخص الاجتماعي الجريء وغالباً ما يمارس العلاقة أكثر من مرة ربما في اليوم الواحد. كما تختلف ممارسة الجنس من مجتمع لآخر، فنجد المجتمعات والطبقات البسيطة التي لا تعاني أزمات سياسية أو ثقافية أو اقتصادية أكثر اهتماماً بالحاجات البشرية البدائية، كالطعام والشراب والجنس مثل دول الخليج العربي، التي يشكل ثلث اهتماماتها، بينما المهمومون سياسياً يحتل الجنس مرتبة متأخرة نسبياً لديهم مثل المجتمع التونسي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image