غزت الإيموجيز حياتنا اليومية.
وجوه وتعابير صغيرة تساعدنا على التعبير عن مشاعرنا وانطباعاتنا بطريقة دقيقة ومختصرة. بل باتت القول الفصل في المعاني المختلفة التي قد تحملها أي عبارة. غير أن إرسال رمز تعبيري لزميل عمل قد يبدو أكثر إثارة للجدل مما نظن؛ بل ودليلاً على عدم الكفاءة المهنية.
أهمية الإيموجيز اليوم
تقول ليندا كاي Linda Kaye، كبيرة المحاضرين بعلم النفس، في تصريح لسي ان ان، أن هذه الرموز التعبيرية تعمل بديلاً عن إيماءات الرأس والجسم وإشارات اليد في التواصل المباشر، فعندما لا تشاهد من تحادثه من المهم توصيل المعنى وأيضاً انطباعاتك مثل التعاطف والحزن والسعادة، وهذا ما تفعله الإيموجيز. موضحةً أن مناطق مختلفة من الدماغ تضيء عندما نشاهد الإيموجيز مقارنة للكتابة العادية، لذا تطالب باستخدامها في البحوث النفسية إذ أنها تعكس الانطباعات والآراء الصادقة للشخص بشأن موضوع ما. حتى أصبحت بعض المتاحف والشركات وشبكات النقل تعتمدها في تقييم العملاء للخدمات التي تقدمها فتتدرج بين الابتسامة والعبوس بديلاً عن الأرقام. وما بات يعرفه الكثيرون هو أن الإيموجيز قادرة على تغيير معنى الكلام ومقصده بين إذا ما كان جاداً أو سخرية، فالجملة ذاتها سيتغير معناها لو وضعنا بجانبها صورة أموجي مختلف، وهو ما تؤكده فيفيان إيفانز Vyvyan Evans، أستاذة علم اللغة بـ Bangor University في المملكة المتحدة ومؤلفة كتاب رمز تعبيري أو The Emoji Code. وتعتقد، بحسب المقال ذاته، أن استخدام الايموجيز هو الخيار الوحيد لمن يريدون تفاعلاً بناءاً مع الآخرين في المستقبل إذ أن الذين يتجنبون استخدامها ليسوا محاورين فعالين ولا يحفزون الآخرين على تقديم إستجابة عاطفية مناسبة. ويشدد فريد بنينسون Fred Benenson، مهندس البيانات الأمريكي، على أهمية "الإيموجيز" في "كسر الحواجز" بين الأشخاص من لغات وثقافات مختلفة. رغم كل هذا إلا أن دراسة حديثة حذرت مؤخراً من "الجانب المظلم" لاستخدام الرموز التعبيرية وخاصة في رسائل العمل.دراسة حديثة تحذر
الدراسة التي نشرتها مجلة Social Psychological and Personality Science، وصحيفة الإندبندنت، أجريت في 3 جامعات لمعرفة الجانب السلبي لاستخدام للرموز التعبيرية على تكوين الانطباعات الظاهرية الأولى، ومولتها المنظمة الهولندية للبحث العلمي Netherlands Organization for Scientific Research. وأجرى الباحثون من جامعات بن جوريون في النقب وحيفا وأمستردام، 3 تجارب على 549 من الأشخاص في 29 بلد. وقدمت نتائجها "الدليل العلمي الأول" على أن استخدام الإيموجيز في العمل لا يزيد الشعور بالدفء أو الألفة بين الأشخاص بل على العكس يخفض انطباع الكفاءة ويؤدي إلى تقويض تبادل المعلومات، حسبما توضح إيلا غليكسون Ella Glikson، من كلية إدارة الأعمال في جامعة BGU.استخدام الإيموجيز في العمل لا يزيد الشعور بالدفء أو الألفة بل يخفض انطباع الكفاءة ويؤدي إلى تقويض تبادل المعلومات
توقفوا قبل أن تستخدموا تلك الوجوه الصفراء المبتسمة، أو الإموجيز، في العمل فقد تترك انطباعاً سلبياً عنكمفعندما طلب من المشاركين أن يقرأوا رسائل بريد إلكتروني متماثلة خاصة بالعمل، بعضها يحتوي على إيموجي والبعض الآخر لا، من شخص غريب ثم تقييم انطباعهم عن المرسل من حيث الدفء والكفاءة. جائت النتيجة غير المتوقعة بأن الرموز لم تزيد انطباع الشعور بالدفء لدى المشاركين بل وكان لها تأثير سلبي على إدراك كفاءة المرسل.
الإيموجي ومراسلات العمل
وحتى عندما طلب من الأشخاص الرد على هذه الرسائل، كانت الردود على الرسائل الخالية من التعابير الضاحكة أكثر استفاضة وتوضيحاً في المعلومات والشرح من الأخرى التي احتوت على رموز تعبيرية. ومن هنا توصل الباحثون إلى أن انخفاض تصورات لكفاءة تسبب في تقويض تبادل المعلومات بحسب غليكسون. وتضيف غليكسون: يميل الأفراد لاعتبار الإيموجي ابتسامة افتراضية خاصة عند اللقاءات الأولية والتعارف، إلا أن هذه غير صحيح وتنصح بتجنب الوجوه الضاحكة في مراسلات العمل بغض النظر عن الجنس أو العمر أو اعتمادها فقط على الأقل مع الأشخاص الذين نعرفهم جيداً. يشار إلى أن الدراسة أثبتت بعض التحيز الجنسي، إذ عندما كان مرسل الرموز التعبيرية مجهولاً رجح بعض أفراد العينة أن المرسل امرأة.هل مازالت صديقتنا؟
بدأت الإيموجيز في الظهور نهاية التسعينات في اليابان، بعد أن سعت من خلالها شركة DoCoMo للهاتف المحمول لجذب المراهقين إليها بابتكار 167 رمز تعبيري، استوحتها من Manga Art وعناصر Kanji المستخدمة في الكتابة اليابانية. Emoji تعني باليابانية صورة الحرف، E بمعنى صورة، و Moji بمعنى الحرف. في زمن قصير أصبحت جزءاً أساسياً من جملنا، وكأنها دخلت لتكمل حروف الأبجدية. ولكن بعد هذه الدراسة، هل مازالت هذه الوجوه الصفراء الصغيرة وسيلتكم الأفضل للتعبير عن ما تشعرون به؟ فكروا قليلاً قبل إرسالها، قد تحتاجون لاستبدالها بالكلمات وأنتم في العمل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...