هل دخلت يوماً إلى مواقع الزواج العربية على الإنترنت، لتقرأ المواصفات المطلوبة حتى تتم بعض تلك الزيجات الإلكترونية المعاصرة؟
فعلت ذلك رغبةً مني في استكشاف عقل الفرد العربي الأعذب ورغباته ومتطلّباته لحياة زوجية رومانسية طويلة الأمد. أمضيت ساعات أقرأ الطلبات الأكثر غرابة في أمل الفرحة الكبرى! كيوبيد العرب الإلكتروني بحد ذاته قد فقد صوابه، فأخذ يرمي أسهمه بطريقة هستيرية على أغرب الأعضاء المسجلين في مواقع الحب. إليكم 10 أمثلة عجيبة عن الحب الإلكتروني العربي الهستيري!
رجل عاجز جنسياً! تريدين الزواج من رجل عاجز جنسياً لأن لديك مشاكل نفسية! ألم تسمعي بالطبيب النفسي الذي يستطيع أن يقدم لك حلاً أكثر فعالية من تلك الزيجة التي قد تطير النوم من عيون الجيران في الليل من كثرة ارتفاع أصوات الحب؟ هذه هي الرومانسية بحد ذاتها، بالتوفيق.
"أبحث عن سادية"! ربما لست ضعيف الشخصية يا أستاذ. ولكن على ما يبدو لديك مشكلة تعنيف واجهتها في طفولتك، وتبحث عن امرأة "سادية" خارقة تريح آلامك بألم جنسي فارغ من المشاعر الحقيقية. أنوثة المرأة قد تنفعك يا أستاذ "معنّف"، لو بحثت عنها لربما تعود لك نكهة الحياة اللذيذة.
إذا حاولت امرأة رشيقة أن تقترب منك، قد ترفضها؟ حسناً ربما تجذبك النساء الممتلئات جسدياً ولكن ما قصة الإعاقة الجسدية؟ ما هو مخططك؟ ما الذي قد يصيب الإنسان حتى يدخل مواقع الحب ليكتب تلك الجمل الخالية من المعنى؟
آنستي لو كنت تريدين فعلاً أن يحبك أحد، وتبادلينه ذلك الشعور، فكيف تبحثين عن أمواله قبل الحديث بأي شيء آخر؟ لو حمّلت صورتك فقط مع جملة البحث عن الحب، لكنت وجدتي ربما رجل حياتك!
تسمي نفسك rose21 ، ومواصفات زوجك أن يكون امرأة لا ترغب في الإنجاب! هل تعرف إن كنت رجلاً أم امرأة في الأصل، أم أنك تستخدم صفحة زوجتك؟ عزيزي فقط الرجال سيدخلون صفحات البحث عن زوجات في ذلك الموقع، أو هذا ما تريده؟
إذاً أنت تبحث عن امرأة تحب أن يضربها زوجها ويذلها ويجامعها بعنف. لا ننسى الضرب على الأرداف، في اليد، أو بواسطة قشاط أو كرباج. لمن تقرأ ذلك الإعلان البربري، لا تفكّري بالاتصال به إذا رغبت باللعب قليلاً، لأنك قد تخرجين محطّمة من بين يديه.
وما الفرق بين ما تطلبه باسم الدين كما تقول، وبين طلب فتاة تبيع الجنس؟ هل أعدت قراءة كلماتك! زواج المتعة لم يعد يعرف الخجل ما إن اكتشف عالم التواصل الإلكتروني. حدّثْ دون حرج.
جورج كلوني على مواقع الزواج العربية!
الخيانة الإلكترونية هي الإساءة بحد ذاتها لفهم واستخدام مواقع التواصل والزواج. لذلك يتحدث معظم الأعضاء عن السرية التامة في كتاباتهم الإلكترونية، فلا يعرف أحد بتلك العلاقة السرية التائهة في الفلك الرقمي.
وهنالك هؤلاء الأشخاص الذين يهمهم فقط الزواج من كائن أنثوي، مهما كانت مواصفاتها، ومهما كانت أفكارها، ومهما كان عمرها، شخصيتها، طبعها، ورغباتها... فالحب والزواج على ما يبدو هما مصطلحان لا يلتقيان في الصفحة الإلكترونية نفسها.
نشر هذا المقال على الموقع في تاريخ 04.03.2014
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...