شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
لماذا لا تهتم الصحافة بأسابيع الموضة العربية؟

لماذا لا تهتم الصحافة بأسابيع الموضة العربية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 9 يوليو 201710:42 ص

أسابيع الموضة في باريس، ميلانو، نيويورك، لندن… الماركات العالمية مثل فالنتينو، غوشي، فيندي… هي وحدها محطّ اهتمام الصحافة العربية المعنية بالموضة والجمال. يتبارز محررو الموضة ومدونوها العرب فيما بينهم لحضور أفخم عروض الأزياء في أسابيع الموضة، والجلوس في الصفوف الأمامية، وعرض آرائهم في الأزياء والألوان والعارضات. هل يعلم هؤلاء المحررون كم أسبوعاً للموضة تحتضن البلدان العربية في كل موسم؟ هل يعرفون أن قلّة اهتمامهم بتغطية أحداث الموضة في المنطقة تساهم في شلل ذلك القطاع فيها؟

إليكم نظرة شاملة إلى أسابيع الموضة في المنطقة والحالة العصيبة التي تمر بها، أو مر بها بعضها قبل أن يتوقف نهائياً.

أسابيع الموضة في بيروت

اسابيع الموضة العربية - اسابيع الموضة في بيروت 

لا تتسع بيروت لأسبوع واحد للموضة، بل لأسابيع عدة. نبدأ من أسابيع الموضة الثلاثة التي تنظمها شركة L.I.P.S المحلية المختصة بإدارة الحفلات وعروض الأزياء: "أسبوع الموضة الصيفي"، "أسبوع الموضة الشتوي" وعروض أزياء "Dresses&Tresses".

الحدث الآخر الذي ينير سماء وسط بيروت في أواخر كل عام، ليس سوى عروض أزياء آيشتي "Aïshti Fashion Experience Beirut"، التي تجمع نخبة المجتمع اللبناني لتعرفها على آخر صيحات الموضة العالمية التي تختارها Aïshti لمتاجرها في لبنان. ستيلا ماكارتني، بربري، كلوي... ماركات يكفي السماع بها لرؤية محرري الموضة يتصارعون على الصفوف الأمامية مجدداً. لكن لتلك الأسابيع نقطة ضعف أساسية لا تساعدها على التطور، فبيروت التي انطلق منها بعض من أبرز المصممين في عالم الموضة، مثل إيلي صعب وربيع كيروز وعبد محفوظ وزهير مراد وغيرهم، لا تلقى اهتماماً كافياً منهم. يفضل نجوم الموضة هؤلاء إطلاق مجموعاتهم في عواصم الموضة العالمية، محدثين فراغاً كبيراً على المنصة اللبنانية.

أسابيع الموضة في دبي

أسابيع الموضة في أبو ظبي

قد تكون أبو ظبي شقيقة دبي الصغيرة في مجال الموضة، ولكنها تحاول جهداً اللحاق بها، بحسب موقع The Fashset. "أيام الموضة في أبو ظبي" حدث جديد يحاول إطلاق المواهب الناشئة في الإمارة، وإن بطريقة خجولة. في موازاته، بدا "أسبوع الموضة الفاخرة" Luxury Fahion Week الذي أطلق للمرة الأولى في العام 2012، أقل خجلاً نتيجة السعي إلى استقطاب ماركات عالمية كبيرة، منها جان بول غوتييه Jean Paul Gaultier ونينا ريشي Nina Ricci وهرفي ليجي Hervé Léger.

أيام الموضة في الرياض

"أيام الموضة في الرياض" ستنطلق في موسمها السادس في 1 مايو 2015، بنجاح ما زال يتزايد عاماً بعد عام. بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، تنظم Maison Bo-M Galleries في الرياض هذا الحدث الذي يشكل منصة هامة للمواهب الناشئة في السعودية والمنطقة، تقدم فيه عباءات وألبسة يومية وفساتين سهرة وأكسسوارات تليق بالمرأة السعودية العصرية. قفطان من MojaMajka للمصممة السعودية “سارا بسعد” أو ألبسة يومية للمصممة الموهوبة “نسيبة حافظ”... يبدو أن الموضة السعودية في أوجّها برغم التقاليد الذكورية التي تحد من دور المرأة.

مهرجان القاهرة للموضة

اسابيع الموضة العربية - مهرجان القاهرة للموضة

في 1 مايو تنطلق الدورة الرابعة من "مهرجان القاهرة للموضة". أبصر هذا المهرجان النور في العام 2012، برغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد. ترى المصممة اللبنانية إيمان صعب أن "الموضة في مصر قد تطورت وتغيرت كثيراً، الذوق تغير، وعدد المصممين يزداد". “هاني البحيري”، “فريدا تمراز”، “كارولين”... يبدو أن مصر تعود خطوة خطوة إلى أيام العز التي كانت بالأسود والأبيض.

يوم الموضة في الجزائر

مولودٌ جديد في عالم الموضة أبصر النور شهر فبراير من العام الماضي، في خطوة لم يصدّقها مصممو الجزائر الذين لطالما انتظروا تلك اللحظة، لتنضم بلادهم إلى غيرها من البلدان العربية الفخورة بحراكها في عالم الموضة، مثل لبنان والإمارات. يومٌ واحد كان كافياً ليكتشف هواة الموضة مواهب الجزائر وتصاميمهم للملابس الجاهزة والمجوهرات الراقية، وليستفيد قليلاً الحرفيون وتجار الأقمشة في البلاد.

أسابيع الموضة في المغرب

"FestiMode أسبوع الموضة في الدار البيضاء: هو حدث أطلق للمرة الأولى في العام 2006 ويعطي صورة عن الجودة العالية في التصميم والتنفيذ التي تتمتع بها الأزياء المغربية. استطاع الأسبوع أن يبني جسراً بين المواهب المغربية ونظيراتها في البلدان المجاورة. أما الحدث الثاني ذو الأهمية، فهو أيام الموضة في المغرب، الذي سيعود بدورته السابعة هذا العام، ويشهد على تطور الموضة في منظار المغاربة بالتوازي مع تغير المجتمع وتقاليده، من خلال مواهب أمثال “منى بن مخلوف” و“ميريم بلخياط” و“الحسين أيت المهدي” و“فضيلة برادة”.

أسبوع الموضة في تونس

تبدو الموضة في تونس أكثر تحرراً منذ الثورة، ومع النسخة الأولى لأسبوع الموضة بعد الإطاحة بالنظام القديم، بدت التصاميم أكثر ابتكاراً وجرأة. يقول المصمم أمين بن درويش لصحيفة The Guardian إن الموضة قبل الثورة كانت أزياءً متشابهة ومملة بألوانها، ولا سيما تلك المخصصة للرجال، وهو أمر تغير مع دخول مرحلة "ما بعد الثورة". العام الماضي، افتتح متحف قرطاج أبوابه لأول مرة لثقافة الموضة، واستقبل نخبة هواة الموضة في تونس والمنطقة ليستكشفوا آخر الصرعات المحلية على قامات عارضات آتيات من مختلف الدول الأوروبية.

أسبوع الموضة في فلسطين

أقيم "أسبوع الموضة الأول في فلسطين" في مايو 2014. على مدى 3 أيام، استقبلت الضفة الغربية عروضاً متتالية لمصممين محليين، بمشاركة أكثر من 30 عارضة من فلسطين وبلاد أخرى. 3 فلسطينيين يعملون في صناعة الموضة في الضفة الغربية كانوا وراء هذه الفكرة التي بدت "مجنونة" في البداية، إلى أن صارت واقعاً، عاكسةً تغير نظرة المجتمع الفلسطيني للتصميم. “إنتصار عبدو”، “فايزه بيرل”، وغيرهما من المصممين المحليين قدموا مجموعات بعضها تقليدي وبعضها الآخر أكثر عصرية وإثارة للجدل.

أسبوع الموضة في عمان

اسابيع الموضة العربية - اسبوع الموضة في عمان 

آخر ما سمعناه عن "أسبوع الموضة في عمان" هو أنه أحدث بلبلة تخطى صداها حدود الأردن، عندما أقيم في موسمه الأول في أبريل 2012. توافدت النساء الأنيقات بكعوبهن العالية لحضور عروضٍ راقية لمصممات محليات أمثال “رنا دبور” و“هلا كعبر” و“ناديا حزبونوفا” وغيرهن. وعبرت المدعوات آنذاك عن نيتهن الوقوف في وجه التقاليد المحافظة، وعن رغبتهم في ارتداء التنانير الجريئة والسترات الجلدية القصيرة وسط عمان دون الشعور بالخوف. لم يقم أي أسبوع آخر للأزياء بعده، وتوقف الموقع الخاص بأسبوع الموضة عن تحديث محتواه من دون أن تعرف الأسباب.

أسبوع الموضة في مسقط

طموح، أناقة، انفتاح، هذه هي الصفات التي اتسم بها "أسبوع الموضة في مسقط" منذ عامين، وقد كتبت عنه صحف عالمية عدة. مصممون من السعودية وقطر والإمارات وتونس وعمان أبهروا الجمهور بأزياء حديثة الطراز مثل تصاميم Endemage من الإمارات، و“رزان الأزوني” من السعودية، وأخرى تخللها مطرزات تقليدية أنيقة، مثل تصاميم ماركة Dibaj من عمان و“زهور الريس” من المغرب. لكن ما الذي حصل لاحقاً؟ لا شيء! أطفأ أسبوع الموضة في مسقط شمعته الأخيرة في العام 2013.

أسبوع الموضة في الكويت

منذ العام 2013، يعد موقع "أسبوع الموضة في الكويت" وصفحة تويتر الخاصة بالحدث، بإطلاق الموسم الأول منه، دون أية إشارة لاقتراب الموعد المنتظر. في انتظار ذلك، قامت “نور الخرييبط”، المديرة التنفيذية لدى شركة "كود 965" بإطلاق أسبوع للموضة يحمل عنوان الشركة نفسها. نجوم من الإمارات وسنغافورة والهند، إضافة إلى فاشينيستاس Fashionistas من الكويت والمنطقة شاركوا في ذلك الحدث الأنيق. ما التالي؟

أسبوع الموضة في قطر

“أسبوع الموضة في لؤلؤة قطر لأول مرة في نوفمبر 2012”، خبر تناولته مواقع عدة للإعلان عن الحدث المرتقب مؤكدةً حضور عدد كبير من الزوار رفيعي المستوى ووسائل الإعلام المهتمة بالأزياء في العالم. هنا ينتهي الأمر، فالبحث عن أي معلومات أو صور تتعلق بأسبوع الموضة في قطر لا جدوى له.

أسبوع الموضة في البحرين

اسابيع الموضة العربية - اسبوع الموضة في البحرين  

أقيم "أسبوع الموضة في البحرين" في دورته الثالثة عام 2010. أسبوعٌ ظل الزوار يذكرونه لأشهرٍ بعد انتهاء الحدثأناقة، حفلات، مرح، عشرات المصممين المحليين، وانتهى الأمر. هذه كانت آخر ذكرى لأسبوع الموضة في البحرين.

أسبوع الموضة في موريتانيا

ربما يكون "أسبوع الموضة في موريتانيا" الأكثر خجلاً وبساطة في التاريخ. لكنها مبادرة جريئة لعاشقٍ واحدٍ للموضة من المنطقة اسمه عزيز، لا يبدو أنه سيتراجع عن قراره إحياء الموضة في موريتانيا، مهما كانت الظروف.

أسبوع الموضة العربي

صمّم "أسبوع الموضة العربي" ليكون أحد أهم أحداث الموضة في العالم، وهو يعمل على ضم أهم أسماء الموضة العالمية والمحلية في جدول عروضه. إنها تجربة جديدة من نوعها، أطلقها "مجلس الأزياء العربي" Arab Fashion Council، أكبر مؤسسة غير ربحية تعنى بالموضة في المنطقة، وتضم 22 دولة عربية. الموسم الأول من أسبوع الموضة العربي سيقام في دبي بين 20 – 24 أكتوبر من العام الجاري، وسيحظى باهتمام جميع النقاد والمختصين والهواة، للدور الذي قد يلعبه في إعادة إحياء ثقافة الموضة في المنطقة. هل تنبعث الموضة العربية مجدداً من رمادها على يديه؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard