شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
العلاج الافتراضي... ماذا لو تمكنتم من زيارة صدماتكم وتجاربكم المريرة من جديد؟

العلاج الافتراضي... ماذا لو تمكنتم من زيارة صدماتكم وتجاربكم المريرة من جديد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 3 أغسطس 201711:51 ص
في الوقت الذي تسعى شركات رائدة في مجال التكنولوجيا إلى جذب جمهور أوسع لمنتجاتها بتقنيات العالم الافتراضي في مجال الألعاب والبورنو، يبدو أن هناك استخدامات وآفاقاً أكثر فائدة لها في مجال الطب، وتحديداً الطب النفسي. إذ استطاعت دون جويل Dawn Jewell، المعالجة النفسية في ولاية كولورادو، حديثاً، من علاج شاب أصيب بصدمة حادة إثر حادث سيارة، وعانى من عدم القدرة على القيادة أو الذهاب إلى مكان الحادث، عبر تقنية جديدة تعتمد على تكنولوجيا العالم الافتراضي Virtual reality.

التقنية الجديدة

ليمبيكس Limbix هو اسم التقنية العلاجية الجديدة التي اعتمدت عليها جويل، والتي أفردت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للحديث عنها، وتتيح تعريض المريض النفسي لمصدر قلقه داخل مكتب المعالج ومن دون الحاجة للذهاب إلى المكان على أرض الواقع. توفر أجهزة ليمبيكس البيئات المطلوبة لينغمس بها المريض عبر تكنولوجيا العالم الافتراضي، بدلاً من التعرض الفعلي أو الاكتفاء بالتخيل، وذلك باستخدام عرض حلم اليقظة وسماعة غوغل التي تعمل بواسطة هاتف ذكي. واعتمدت جويل على تقنية العلاج التعرضي عبر أجهزة ليمبيكس لعالم الافتراضي، مع التوجيه العاطفي، للعودة بالمريض إلى مكان الحادث عبر نزهة ذهنية من دون الاضطرار إلى الذهاب إليه فعلياً والتعرض لمزيد من التوتر. وتعتمد الخدمة على منتج آخر من غوغل لخلق موقع الحدث وهو عبارة عن قاعدة بيانات واسعة على الإنترنت توفر صوراً ومشاهد بانورامية للطرق والمواقع الأخرى في جميع أنحاء العالم.
طريقة مبتكرة للعلاج النفسي بالغوص في الأذهان عبر تقنيات العالم الافتراضي
يمكن العودة بالمريض إلى مكان الحادث عبر نزهة ذهنية، دون الذهاب إليه فعلياً، عبر تقنيات العالم الافتراضي

المزايا والاستخدامات

في وقت مبكر، منتصف التسعينات تقريباً، أظهرت التجارب والأبحاث أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن أن يساعد في علاج الرهاب وبعض الأعراض كاضطراب ما بعد الصدمة، ما دفع سكيب ريزو Skip Rizzo، الطبيب النفسي في جامعة جنوب كاليفورنيا، والذي طور هذه التقنية خلال الـ20 عاماً الماضية، إلى تأكيد أن لديه ثقة كبيرة في أن استخدام تقنيات العالم الافتراضي في العلاج التعرضي تحقق نتائج أفضل مما يحققها التخيل وحده. وتناسب هذه الطريقة علاج حالات مثل رهاب الأماكن العالية، من طريق أخذ المريض إلى أعلى ناطحة سحاب افتراضية ليتمكن من مواجهة خوفه، وكذا معالجة إدمان الكحول بالذهاب إلى ملهى ليلي مثلاً. Screen-Shot-2017-08-03-at-10.41Screen-Shot-2017-08-03-at-10.41 وخلال إحدى التجارب التي شاركت فيها بربرا روثبام Barbara Rothbaum، رائدة هذه الممارسة في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلانتا، ثبت أن اعتماد تقنيات التعرض بوسائل العالم الافتراضي حققت نتائج تجربة أخذ مرضى رهاب الطيران في رحلات جوية لعلاجهم نفسها، إذ أدت إلى علاج 90% من المرضى من مخاوفهم. وتوضح روثبام، لنيويورك تايمز، أن هذه التقنيات أثبتت فاعلية في علاج اضطراب ما بعد الصدمات لدى قدامى المحاربين بعكس العلاجات التي اعتمدت على خيال المريض وحده، إذ تجبر تقنيات العالم الافتراضي المريض على تحدي مخاوفه ومواجهتها. وتستطرد: "اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي ينتج من عدم رغبة الأفراد في التفكير أو التحدث عما عانوه، إلا أن ذلك من الصعب عند مشاهدتها من خلال العالم الافتراضي". وبعد أن كانت الطرق التقليدية لعلاج مثل هذه الحالات، تقتصر على مساعدة الأطباء المرضى في تخيل مواجهة مصدر خوفهم وتصوير مشهد المواجهة داخل أذهانهم فقط، فإن العالم الافتراضي تقدّم على ذلك بخطوة.

منافسة على العالم الافتراضي

وعلى رغم أن شركة ليمبيكس تأسست قبل أقل من عام بتمويل استثماري من سيكويا كابيتال Sequoia Capital، إلا أن القائمين عليها لديهم خبرة واسعة، إذ شاركوا في جهود العالم الافتراضي الأولية بغوغل وفايسبوك، ومن بينهم رئيسها التنفيذي والمؤسس المشارك بها، بنيامين لويس. ويجمع القائمون على ليمبيكس بين الخبرة التقنية والطبية، فأحد الموظفين الرئيسيين، سكوت ساتكين Scott Satkin، مطور الروبوتات والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، هو أحد مطوري مشروع أحلام اليقظة في غوغل، كما يضم فريقها شون سوليفان Sean Sullivan، الطبيب النفسي، والذي لا يزال يدير ممارسة العلاج في سان فرانسيسكو.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image