يدفع خوف الإنسان وقلقه مما سيصيبه في الغد إلى اللجوء في بعض الأحيان إلى المتنبئين بالمستقبل. وفيما انتشرت ظاهرة التنجيم في لبنان، وكثر ظهور المنجمين على المحطات التلفزيونية، تعتبر قراءة الفنجان إحدى أقدم وسائل "التبصير" المنتشرة في لبنان والبلدان العربية.
وهي تعتمد على "قراءة" داخل فنجان القهوة بعد الانتهاء من شربه. فيتم قلب الفنجان والإطلاع على رواسب البن في قعره قبل أن يبصم عليها صاحب الفنجان بإبهامه.
هذا ما ستوفره نذيرة، الشخصية المبرمجة في تطبيق "بصارة" Bassarah، والتي ستقرأ فنجان المستخدمين وتحلل علاماته تبعاً لأسلوب القراءة التقليدية.
كيف يعمل التطبيق؟
بعد تنزيل المستخدم التطبيق على هاتفه الذكي، وتسجيل اسمه في التطبيق، يقوم بتصوير فنجانه من الداخل كي تقوم نذيرة بتحليله. يستطيع المستخدم أن يختار بين ثلاثة أنواع من الأكواب هي فنجان القهوة ونوعان آخران من الأكواب الأطول.
بعد ذلك تقرأ نذيرة الفنجان وتعطي ملاحظاتها عليه ثم تطلب من المستخدم أن "يضمر ويبصم" في فنجان القهوة للتحقق من مدى صعوبة تحقيق آماله.
ويمنح التطبيق المستخدم الحق في الحصول على "قراءة كاملة" أي قراءة أكثر تعمقاً، عندما يحوز جائزة "النفل الذهبي" Golden Clover وذلك كلما استخدم التطبيق 12 مرة.
تم تطوير التطبيق من قبل شركة استوديو شدياق MA Chidiac في لبنان بهدف تسلية المستخدمين بعد شرب فنجان القهوة. وتتوفر القائمة الرئيسية للتطبيق باللغة الإنكليزية، فيما تتحدث نذيرة مع المستخدمين باللغة العربية وباللهجة اللبنانية.
ويعرف التطبيق المتوفر على الأجهزة العاملة بنظامي التشغيل Android وiOS، عن نفسه بأنه "لعبة قراءة الفنجان"، ويقول مطوروه إن هدفه الوحيد هو الترفيه إذ لا يرتبط على الإطلاق بأي نوع من التنجيم أو السحر أو علم الغيب والماورائيات.
ويقول المطورون للمستخدم: "انتهِ من فنجان القهوة، استلقِ وخُض تجربة قراءة فنجان القهوة بالطريقة التي من المفترض أن تكون عليها بمساعدة قارئتنا الرمزية نذيرة".
رصيف22 استخدم التطبيق لاكتشافه. وكي نتحقق من مدى ذكاء نذيرة، أو قدرتها على التعرف على تفاصيل الكوب أو الفنجان لقراءته، صوّرنا الكوب نفسه مرتين. وقامت نذيرة بإعطاء تحليلين مختلفتين للفنجان المقروء نفسه.
وفي غياب أي جديد في خرافات قراءة الفنجان، وتضارب نتائج التحليل لفنجان واحد، وجدنا أن التطبيق يفتقر إلى البرمجة المعقدة التي تجعل من نذيرة عاجزة عن التعرف على الفنجان نفسه إذا أعيد تصويره، وغير قادرة على إعطاء سوى عدد قليل من الجمل المكررة. وهو أمر لا يختلف كثيراً عمّا يحصل في التبصير الحقيقي، عندما تتولى أكثر من بصارة التبصير في الفنجان عينه، فتكون النتائج مختلفة إلى حدّ كبير.
وبرغم أن "البصارة" لا تأتي بأي جديد بسبب اعتمادها على برمجة بدائية، فالتطبيق يحقق هدفه بتسلية المستخدم وإثارة حشريته، وهذا تحديداً ما يدفعه إلى تنزيله وتجربته على الأقل بضع مرات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.