شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الناس تقاطعكم كثيراً أثناء الكلام؟ هذا المقال سيساعدكم على إسكاتهم

الناس تقاطعكم كثيراً أثناء الكلام؟ هذا المقال سيساعدكم على إسكاتهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 6 يوليو 201701:16 م
بالتأكيد تعرضتم لهذا الموقف مرات عدة. تتحدثون مع شخص ما فيقاطعكم أكثر من مرة ليتحدث هو. وهذا الأمر بات أقرب لأسلوب حياة يمارسه الجميع ضد الجميع. وبحسب مقال حديث نشرته مجلة نيويورك الأمريكية الأسبوعية، فإن المقاطعة تكون محبطة لكل شخص، لكن الأمر يزيد ويتحول لمشكلة إذا كان من يتعرض للمقاطعة خجولاً، منطوياً، وقليل الكلام، إذ تغدو المقاطعة محبطة له وقد تحد من قدرته على التواصل مع الآخرين. "وفي عالمنا العربي، أصبحت المقاطعة ثقافة وليست مجرد حالات فردية" يقول الاختصاصي النفسي مصطفى عبد الفتاح لرصيف22، ويضيف: "حين أراقب أحاديث الناس في المقاهي أشعر أنهم في معركة، المنتصر فيها هو من يقاطع الآخر أكثر". يفسر الطبيب النفسي الأمريكي جويل ميندن، الأستاذ بجامعة ولاية كاليفورنيا، الأمر بأن مقاطعة الشخص للآخرين مزعجة، الهدف منها إثبات السيطرة، ويضيف، بحسب مقال نيويورك، أنه سواء كان المقاطع يدرك ذلك أم لا، فإن المقاطعة وسيلته للهيمنة على الحوار وإثبات القوة. ورغم أن البعض يقاطع فقط ليجعل الطرف الثاني يصمت، فإن الهدف من المقاطعة ليس دائماً سلبياً، إذ يرى ميندن أن البعض يقاطع بسبب رغبته في مساعدة الطرف الآخر، فقد يكون غير قادر على توضيح فكرته، أو أن يكون لديه إضافة لكلام المتحدث. "لكن حتى لو كان هدفك من المقاطعة بريئاً، فإن الأمر مزعج للطرف الآخر"، يؤكد ميندن، ويضيف أن الرسائل التي تصل للطرف الذي تقاطعه هي "أريدك أن تتوقف عن الحديث" أو "ما أقوله أنا أكثر أهمية مما تقوله أنت". يقول عبد الفتاح: "يقوم بعض الإعلاميين في البرامج التليفزيونية العربية بمقاطعة ضيوفهم، وهذا يتم بشكل محترف أحياناً، كما أنه جزء من دور مقدمي البرامج، لكن تأثر الناس بالتليفزيون جعل بعضهم يظن أن من حقه هو الآخر أن يقاطع الناس". ويؤكد عبد الفتاح أن الاستماع للناس باهتمام وإعطاءهم فرصة للتعبير عن أفكارهم هما نوع من الاحترام والتقدير لهم، إذ يجعلان الأشخاص يثقون في أنفسهم أكثر. ويطالب الجميع بأن يتدربوا على ثقافة الاستماع للآخرين. ورغم أن الجميع يتعرضون للمقاطعة أثناء الحديث، فهنالك دراسات عدة تبيّن أن المقاطعة تزيد حين يتحدث الرجل مع امرأة. ففي عام 2014 ذكرت دراسة قامت بها جامعة جورج واشنطن أن النساء يتم مقاطعتهن من قبل الرجال بشكل متكرر، وتفسير ذلك هو أن معظم الرجال يشعرون بأنهم يجب أن يكونوا أقوى حين يتعلق الأمر بنقاش مع نساء.

هل أقاطعك حقاً؟

لا تتعجبوا حين تسألون من يقاطعكم عن سبب مقاطعته لكم، ويجيب "هل أقاطعكم حقاً؟" فبعض المقاطعين لا يدركون أصلاً أنهم يقومون بذلك. تفسر كارلا ماري مانلي، وهي طبيبة نفسية أمريكية في كاليفورنيا، هذا الأمر لمجلة نيويورك، فتقول: "كثيراً ما يجهل الشخص الذي يقاطع الآخرين بأنه يفعل ذلك، لذلك من الجيد أن تتحدث معه بهدوء وتلفته إلى أنه يقاطعك كثيراً ومن الممكن أن تعطيه نصائح تجعله يعيد التفكير في الأمر ويستمع للناس أكثر". وينصحكم عبد الفتاح بأن تطلبوا من الذين يهمكم أمرهم أن يستمعوا لكم باهتمام، لأن هذا يعني من وجهة نظركم مزيداً من الاحترام لكم ولما تقولونه. وترى مانلي أنه بدلاً من أن تقاطع شخصاً ما، من الأفضل أن تستخدم تقنية الاستماع العكسي، بمعنى أنه بدلاً من أن تقاطعه لتضيف على كلامه أو لتصحح له، انتظر حتى ينتهي ثم تعيد صياغة ما قاله مرة أخرى على طريقة "هل تقصد كذا كذا؟". وبحسب مانلي فإن لغة الجسد تكون مفيدة لمنع الشخص من مقاطعتك، إذ بينت دراسة أن بعض المقاطعين يفعلون ذلك حين لا ينظر المتحدث لهم، لذلك قد يفيدكم النظر في عين من تتحدثون معه في تقليل مرات مقاطعته لكم.

توقف عن مقاطعتي

عبد الفتاح بأن لا تسمحوا للآخرين بمقاطعتكم، ومن الممكن استخدام طريقة الحديث المباشر مع الطرف الآخر، بأن تقولوا له "رجاء لا تقاطعني، دعني أكمل فكرتي". ويؤكد مقال نيويورك أن الحديث المباشر مع من يقاطعك يفيد أحياناً، ومن الممكن استخدام جمل مثل "أرغب في إنهاء فكرتي كاملة" و "سوف أعطيك الفرصة كاملة للحديث بعد أن أنتهي من كلامي". "لو أصر من تتحدثون معه على مقاطعتكم، فالأفضل أن تقولوا له إن النقاش هكذا غير مثمر ولن يؤدي إلى نتيجة ومن الأفضل أن نكمل حديثنا في وقت آخر"، ينصحكم مقال نيويورك. أما عبد الفتاح فينصحكم أن تتحدثوا بهدوء مع من يصر على مقاطعتكم رغم أنكم أخبرتموه أن الأمر يضايقكم، وأن تقولوا له "عفواً يا صديقي حين تصبح مستعداً للاستماع لفكرتي كاملة سأكون سعيداً بإكمال الحديث معك".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image