يُقال إن الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه، وبناء عليه، فإن ضربة السرطان التي لا تقضي على الثدي تقوي سائر الجسد وتطيل العمر، بحسب دراسة حديثة وردت الشهر الماضي في النيويورك تايمز.
يظهر سرطان الثدي في الأنسجة فيؤدي لتغيير في حجم الثدي أو مكان الحلمة أو ظهور بقع حمراء.
ويمر بأربع مراحل، الأولى حينما يبلغ قطر الورم 2سم، ولا ينتشر في بقية الجسد.
والثانية عندما يراوح قطر الكتلة بين 2-5سم، أو قد يظهر ككتلتين أو ثلاث بقطر لا يتجاوز 3سم.
وفي الثالثة يظهر ورم وحيد بقطر 5سم عند منطقة تحت الإبط، أو قد ينتشر كورمين إلى ثلاثة بالقطر نفسه في الغدد اللمفاوية.
ثم نصل للمرحلة الأخيرة والأخطر، حيث يتجاوز الورم منطقة الثدي ويبدأ بالانتشار في مناطق أخرى من الجسد.
يُطلق على المرحلة الأخيرة سرطان الثدي النقيلي، فيصعب العلاج خلالها. وهنا يبدأ الأطباء بتكهن المدة التي ستعيشها المريضة.
البعض يقول إن الفترة قد لا تتجاوز العامين. إلا أن المحللين في علم أوبئة السرطان ومؤشراته الحيوية وجدوا أن أكثر من 17% من المصابات بالمرض، وتحت سن 64، استطعن العيش نحو عشر سنوات، بين عامي 2000 و2004 وفقاً لما نُشر في النيويورك تايمز.
فقد بات من الممكن التعامل مع المرض على أنه مرض مزمن يمكن التعايش معه، كالسكري والضغط، وليس قاتلاً لا محال.
وقد أظهر آخر إحصاء بين عامي 2005 و2012 أن نسبة المصابات بالمرض دون سن الـ49 اللواتي بقين على قيد الحياة وصلت إلى 36%، في الوقت الذي لم تتجاوز نسبتهن الـ18% بين عامي 1992 و1994.
لا شك أن لتطور العلاج دوراً كبيراً في ما حصل، لكن تقنيات التصوير الحديثة أفادت بأن الكشف المبكر عن السرطان النقيلي له أيضاً دور هام في زيادة سنوات بقاء المريضة على قيد الحياة، وذلك بحسب ما ورد في مقال في النيويورك تايمز.
وعلق إحصائي يعمل لدى المعهد الوطني للسرطان في المقال نفسه، على سرطان الثدي النقيلي قائلاً: "رغم أنه مرض صعب التعامل معه ومستحيل المعالجة، فهو في طريقه للتحول إلى حالة مزمنة".
تعليقاً على ما ورد في الدراسة وعن إمكانية تحول هذا المرض الخبيث إلى مرض مزمن، قالت الطبيبة النسائية عزة الكيلاني: "سيزول الخوف من الموت جراء المرض ويتحول لتفاؤل وأمل بالشفاء ولو بعد حين. كما سيكون تقبل المرض أسهل على المريضة ويحفزها لتناول العلاج بانتظام".
أما من الناحية الطبية، فسيمنح هذا الأطباء قدرة أكبر على السيطرة على المرض أو الشفاء منه لاحقاً.
عربياَ، أرقام الوفيات بسبب سرطان الثدي غير مبشرة. فقد أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية للعام 2014 أن عدد الوفيات جراء المرض وصل إلى 18.7% في السعودية.
ووفقاً لآخر منتدى لسرطان الثدي أقيم في البحرين هذا العام، تمت الإشارة إلى أن نسب الإصابة به في ارتفاع إذ تضاعف معدلها من العام 1989 إلى العام 2014، من 30.8 لكل 100,000 إلى 65.6 لكل 100,000 بحرينية.
وأشارت هيئة الصحة الإماراتية إلى أن عدد الإصابات في العاصمة وحدها وصل في عام 2014 إلى 1768.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...