ساعات قليلة مرت على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى حماة لتفقّد أحوال بعض جرحى الجيش السوري، لتنتشر تقارير البيت الأبيض وفيها معلومات تحذّر النظام السوري من التخطيط لهجوم كيميائي جديد على واحدة من مناطق الشمال السوري.
وجاء في بيان البيت الأبيض: "استطاعت الولايات المتحدة رصد تحضيرات من المحتمل أنْ تكون بهدف هجوم كيميائي ثانٍ ... التحركات مشابهة للتحضيرات التي قام بها النظام السوري قبل الهجوم الكيميائي في شهر إبريل من العام الجاري".
يدل بحسب موقع "بوليتيكو" على جهود استخباراتية "جبّارة" يبذلها البيت الأبيض لرصد المعطيات واستباق الحدث.
والمثير للجدل في تحذير البيت الأبيض هو طبيعته العلنية والإعلامية، فقد أكد مسؤولون سابقون في البيت الأبيض أن تحذيرات مماثلة صدرت خلال ولاية أوباما ولكن بشكل سرّي، إذ جرت العادة أن يتم إيصالها للرئاسة السورية مباشرة دون اللجوء للإعلام، بعكس ما حصل اليوم.
مصادر رفيعة المستوى في البيت الأبيض كشفت لـ"بوليتيكو" أن الهدف من نشر هذه المعلومات والتحذيرات هو ببساطة تذكير النظام السوري أن الولايات المتحدة جاهزة للرد إذا حصل هجوم مماثل، كما ردت بعد أيام قليلة من قصف النظام خان شيخون، فيما عُرف يومها بـ"الضربة الأميركية" التي استهدفت قاعدة "الشعيرات" العسكرية بصواريخ توماهوك.
أما تفاصيل التحضيرات المزعومة بحسب بعض المصادر العسكرية، فهي تحركات رُصدت في قاعدة الشعيرات دفعت بالاستخبارات الأميركية إلى التساؤل عن جدواها.
التصريح الذي قام به شون سبايسر، الناطق الإعلامي بإسم البيت الأبيض حذّر من مغبّة تعريض حياة المزيد من المدنيين والأطفال للخطر.حذّر البيت الأبيض أنّ "الثمن الذي سيدفعه النظام السوري والجيش السوري سيكون مرتفعاً" إذا تم تنفيذ الهجوم.
وقد لفت بيان البيت الأبيض الأنظار كونه قدم معلومات عسكرية تُنشر بتلك الطريقة للمرة الأولى، ما البيت الأبيض يحذّر: إشارات على أن النظام السوري يحضّر لهجوم كيميائي جديدالتحذيرات الرسمية الأميركية شملت أيضاً كلاً من روسيا وإيران، إذ نشرت مبعوثة البيت الأبيض إلى الأمم المتحدة نيكي هالي عبر حسابها على تويتر تحذيراً جاء فيه: "أي هجوم يستهدف الشعب السوري يتحمل مسؤوليته النظام السوري وإلى جانبه روسيا وإيران اللتان أثبتتا حتى اليوم دعمهما له في هذه الحرب". وقد عبّر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عن دعمه المطلق للتصريح قائلاً: "المملكة المتحدة مستعدة لتقديم أي دعم للولايات المتحدة الأميركية في حال استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي مجدداً".
هل يكون البيت الأبيض مسؤولاً عن تهديداته؟
تقرير البيت الأبيض يلقي بمسؤولية كبيرة على الولايات المتحدة التي أعلنت بنشرها المعلومات والمعطيات، أولاً: مسؤوليتها الكاملة عنها، ما يعني أن أي خطأ أو كشف جديد يدحض صحة التقرير سيعتبر نقطة سوداء على سجل الاستخبارات الأميركية التي ستكون حينها قد نشرت "معلومات عسكرية غير دقيقة". يحتم ذلك أيضاً على البيت الأبيض الرد إن حصل هجوم كيميائي ثانٍ قريباً، وبذلك ستكون الولايات المتحدة في الواجهة مجدداً، لا سيما وأن قصف التحالف لمناطق داعش ومحطيها تسبب بموجات استنكار خلال الايام الماضية، وذلك بعد سقوط ضحايا مدنيين خلال القصف. حملت الولايات المتحدة نفسها مسؤولية الرد على النظام السوري في حال استخدامه السلاح الكيميائي، كون تهديدها كان موجهاً للنظام السوري تحديداً، ما يطرح عدة تساؤلات، منها عن موقف روسيا من استهداف البيت الأبيض للمزيد من القواعد العسكرية في سوريا.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين