لا تتوقف النساء عن الشكوى من التحرش في الشوارع، وتحتل بعض البلدان العربية ترتيباً متقدماً على مستوى العالم من حيث التحرش بالنساء في الشوارع.
وكثيراً ما تعطي بعض المنظمات الحقوقية الفرصة للنساء للحديث عن تجاربهن مع التحرش. لكن مؤخراً ظهرت دراسة علمية تحاول أن تفهم أسباب التحرش من وجهة نظر الرجال.
الدراسة التي نشرت نتائجها منظمة "بروموندو" حاولت أن تسلط الضوء على دوافع الرجال للتحرش بالنساء في مصر، ولبنان، وفلسطين، والمغرب.
أرقام عدة حملتها الدراسة، منها أنه من بين 4830 رجلاً شملهم استطلاع خاص بالدراسة فإن هناك 31% منهم في لبنان، و64% في مصر قالوا إنهم تحرشوا بنساء في الشارع، سواء باللمس أو المطاردة، ووصل الأمر ببعضهم إلى اغتصاب الضحية.
وبينت الدراسة أن الشباب الذين مروا بمرحلة التعليم الثانوي في فلسطين، والمغرب ومصر تحرشوا بالنساء أكثر من هؤلاء الذين يكبرونهم في السن ولم يحصلوا على تعليم.
لا تهدف الدراسة لتبرير التحرش لكنها تحاول فهم الأبعاد النفسية للمتحرش وكيف يرى فعلته من وجهة نظره. وتعد الدراسة هي الأولى من نوعها التي يتم فيها تجميع بيانات من المتحرشين في الشوارع.
لماذا يتحرش الرجال؟
واحدة من معدات الدراسة وهي شيرين الفقي مؤلفة كتاب Sex and the Citadel: Intimate Life in a Changing Arab World، قالت في مقابلة أجراها راديو NPR الأمريكي تعليقاً على الدراسة: "نحن نعرف الكثير عن النساء والفتيات اللاتي تعرضن لتحرش لكننا نعرف القليل عن الذكور".
دراسة تقترب من الرجال العرب، وتسألهم لماذا تتحرشون بالنساء؟ فما هي إجاباتهم؟
رجال يمرون بضغوط بسبب عدم قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم فكان التحرش وسيلتهم للتعبير عن سلطتهم
وأوضحت الدراسة أن أبرز أسباب تحرش الرجال بالنساء تعود إلى عوامل مختلفة منها ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة العربية، وهو ما يجعل الذكور لا يجدون ما يقومون به لإثبات رجولتهم، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به بلدانهم.
وهناك سبب آخر هو أن أغلب الرجال الذين شملهم الاستطلاع يمرون بضغوط عدة لعدم قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم اليومية، وكان التحرش وسيلتهم للتعبير عن سلطتهم وكأنهم بذلك يعوضون عن ضعفهم في البيت.
وقد سأل القائمون على الدراسة الرجال عن سبب مضايقتهم للنساء في الأماكن العامة، فقال 90% إنهم فعلوا ذلك من أجل المتعة والإثارة.
التحرش كابوس
تقول ولاء، وهي فتاة مصرية تعرضت لتجارب تحرش عدة، لرصيف22: "الأزمة أن التحرش متعة لبعض الرجال، لكنه أمر مؤلم وكابوس بالنسبة للنساء، هم لا يتخيلون أن الأمر كارثي ويترك جروحاً حقيقية داخل كل امرأة".
بحسب ولاء، فإن التحرش في بلد مثل مصر يزيد في وسائل المواصلات الرخيصة مثل باصات هيئة النقل العام ومترو الأنفاق، لكنها تؤكد أنه حتى إذا أرادت المرأة الهروب إلى سيارات الأجرة، رغم أن هذا سيكلفها مادياً، فإن العديد من سائقيها يتحرشون بالنساء أيضاً.
وتهدف منظمة "بروموندو" التي نفذت الدراسة إلى المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات من النجاح في المجتمع، وتأسست المنظمة عام 1997 في البرازيل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...