هل تغيّر شيء في سوريا يجعلها آمنةً للهويات الجندرية غير النمطية؟

هل تغيّر شيء في سوريا يجعلها آمنةً للهويات الجندرية غير النمطية؟

حياة

الاثنين 21 يوليو 202512 دقيقة للقراءة


روان (عابرة جنسياً)، وعدنان (مثلي الجنس)، لاجئان سوريان يعيشان في العاصمة النمساوية فيينا. عاشا تجربة اللجوء بطابع مركّب ومعقّد؛ فقد كانا في سوريا يعيشان تجربة لجوء مختلفة داخل وطنهما، إذ أُجبرا على عيش حياة مزدوجة خلف أقنعة تخفي هويتهما الحقيقية، ما جعل من وجودهما اليومي نوعاً من النفي الداخلي خوفاً من المجتمع. 

وحين اندلعت الثورة السورية وتحولت إلى حرب أهلية وتفاقم القمع في ظلّ نظام الأسد، اضطرّا إلى الفرار نحو النمسا، حيث بدأ لجوء من نوعٍ آخر، لجوء خارجي، ولكنه كان هذه المرة فرصةً للمصالحة مع الذات، مع الجسد، ومع الهوية.

بعد سنوات من الإقامة في فيينا، تمكّن كل من روان وعدنان من الحصول على صفة اللجوء، لكن هذا الحق لا يبدو مضموناً اليوم لبقية اللاجئين واللاجئات السوريين/ ات من مجتمع الميم-عين، إذ إنّ فرص الحماية تقلّصت بشكل حادّ بعد إعلان سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024. 

فقد سارعت الحكومة النمساوية إلى تجميد إجراءات اللجوء للسوريين/ ات كافة، من دون أن تراعي خصوصية الحالات المرتبطة بالهوية الجندرية أو التوجه الجنسي، على الرغم من توافر توثيقات منها مقاطع مصوّرة، تُظهر تعرّض أفراد من مجتمع الميم-عين لانتهاكات على يد عناصر تابعة للسلطة الجديدة في دمشق، المكوّنة من فصائل كانت تُعرف سابقاً "بهيئة تحرير الشام"، ولم تتم مراجعة قرار التجميد وبقي على حاله.

روان وعدنان، لاجئان سوريان من مجتمع الميم-عين، عاشا في بلدهما خلف أقنعة تخفي هويتهما، قبل أن يفرّا إلى النمسا بسبب الحرب، ليبدآ رحلة تصالح مع الذات والهوية

ويعود ذلك إلى التنافس السياسي بين الأحزاب التقليدية واليسارية من جهة، وصعود اليمين المتنامي من جهة أخرى، ما جعل ملف اللجوء وعودة اللاجئين/ ات إلى بلدانهم/ نّ ورقة ضغط تُستخدم في توجيه الرأي العام. 

وفي خضم هذا الصراع، يجد اللاجئون الكويريون السوريون أنفسهم/ نّ عالقين في لعبة سياسية أكبر منهم/ نّ، يعيشون/ ن على هامش مصيرٍ معلّق، تحكمه السياسة لا الحقوق.

العودة إلى الجسد

بعد قرار التجميد، كثير من اللاجئين السوريين من مجتمع الميم-عين، يخشون أن تُنكر عليهم الأجساد التي تصالحوا/ ن معها في المنفى، ويُجبروا/ ن على العودة إلى واقع يهيمن عليه الخوف والاضطهاد. 

ويشرح فداء أرناؤوط، وهو شاب سوري مثلي، يعمل في منظمة "كوير بيز" (Queer Base) الداعمة للّاجئين الكوير في فيينا، لرصيف22: "يعيش اللاجئون السوريون من مجتمع الميم-عين خوفاً مضاعفاً؛ فهم من جهة قلقون من صعود اليمين في النمسا وأجندته الواضحة المناهضة لسياسة اللجوء بشكل عام، ومن جهة أخرى خائفون من الحكومة السورية الجديدة، بسبب طابعها الديني المرتبط بالإسلام السياسي. كما تسهم الأخبار ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي -والتي أعتقد أنه من المحتمل أن يكون كثير منها غير دقيق- في تعزيز هذا الخوف، وتستحضر لدى الكثيرين/ ات ذكريات وتجارب سابقة مؤلمة، تَعرَّضوا/ ن خلالها لتهديدات مباشرة وأذى نفسي أو جسدي، وهو ما يضاعف من قلقهم من احتمالية إعادتهم/ نّ أو وقف إجراءات إقامتهم/ نّ" .

جمّدت النمسا طلبات لجوء السوريين/ات دون مراعاة قضايا النوع والتوجه الجنسي، رغم توثيقات مصوّرة لانتهاكات تعرّض لها أفراد من مجتمع الميم-عين في دمشق

ويتابع : "تقوم الحكومة النمساوية بالحد الأدنى من المسؤولية تجاه اللاجئين الكوير، وغالباً ما تأتي استجابتها تحت ضغط من منظمات المجتمع المدني. لكن، بعد سقوط النظام في سوريا، جُمّدت طلبات اللجوء المقدّمة من السوريين جميعاً دون تمييز، وكأنّ الخطر قد زال، في حين أن التهديد الحقيقي الذي يواجهه الأفراد الكوير لا يقتصر على النظام السابق فقط، بل يشمل أيضاً المجتمع الذي لم يشهد أي تغيير يُذكر، كما أنّ السلطة الجديدة لا تضمن بالضرورة بيئةً أكثر أماناً لهم".

وتعمل منظمة "كوير بيز" بالتعاون مع منظمات مثل "هوسي فيينا" (Hosi Wien) -وهي من أقدم وأبرز المنصات الداعمة اللاجئين واللاجئات من مجتمع الميم-عين في النمسا، بمن فيهم/ نّ السوريين والسوريات- على تقديم الدعم القانوني والاجتماعي للّاجئين الكوير.

كما تواصل هذه الجهات جهودها في المرافعة بشأن طلبات اللجوء المبنية على الهوية الجندرية أو التوجه الجنسي، مستندةً إلى تقارير حقوقية ووثائق موثوقة، بهدف الضغط على السلطات للاعتراف بأنّ سوريا لا تزال بلداً غير آمن لأفراد هذا المجتمع.

وتضغط لتحريك الملفات المتوقفة، ودعم طالبي اللجوء المثليين/ ات، خصوصاً من ينتظرون قراراً منذ أكثر من ستة أشهر، أو من حصلوا على إقامة حماية مؤقتة مهددة بالترحيل، برغم وجود خطر حقيقي يهدد حياتهم/ نّ في حال إعادتهم.

جنّة الجسد 

تُعدّ النمسا من الوجهات المفضلة لطالبي اللجوء من مجتمع الميم-عين القادمين من دول العالم الثالث وشرق أوروبا، حيث لا تزال الحريات الجنسية والحقوق الجندرية في تلك البلاد عرضةً للاضطهاد الممنهج. 

يعزى ذلك إلى البيئة القانونية المتقدمة في النمسا، والتي بدأت منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، فقد أنشأت ​​وحدة مكافحة التمييز والرهاب تجاه المثليين/ ات والعابرين/ات والتي عملت بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، على المساعدة في دمج مجتمع الميم-عين في المجتمع.

كما يُعترف في النمسا بالهوية الجندرية/ الجنسية دون اشتراط إجراء تغييرات جسدية، وتنص قوانينها على توحيد سن الموافقة القانونية على ممارسة الجنس دون تمييز جندري منذ عام 2002، ومنذ عام 2019 أقرّت البلاد زواج المثليين/ ات ، بالإضافة إلى منحهم/ نّ حق التبنّي. 

تقول العابرة السورية روان، في حديثها إلى رصيف22: "تعرضت في بلدي سوريا للكثير من المضايقات، بحكم كوني ترانس (عابرة جنسياً): أهانوني وهددوني بالسجن، وكل ذلك فقط لأنّ شكلي كان مختلفاً. مع أني لم أشعر أبداً بأني مختلفة، كانت روحي مختلفةً في جسد خطأ، لكن الناس لم يفهموا ذلك، كانوا يعرفون فقط أن هذا الأمر حرام وعيب".

تواصل: "تغيرّت حياتي كليّاً في النمسا؛ في البداية، لازمتني ‘الفوبيا‘، والخوف من نظرات الناس والكشف عن هويتي علناً، لكن عندما اعتدت على الحريّة والأجواء الديمقراطية بعد عشر سنوات من العيش هنا، ولمست بالفعل كيف أنّ الناس هنا لا يتدخلون في حياة الآخرين، حينها انفتحت على الحياة".

وتكمل روان:" في النمسا، أصبحتُ على حقيقتي، امرأةً عابرةً، وتخلّيت عن خوفي. أنا سعيدة جداً أنني هنا. اعتمدت على نفسي، درستُ اللغة الألمانية و التحقتُ ببرنامج التدريب المهني (Ausbildung)، وأعمل حالياً في مجال التسويق متخصصةً في الترويج للمنتجات النباتية. في النمسا أشعر باحترام الآخرين ومحبتهم، لا يهمهم ما هي ميولي الجنسية. يهتمون بإنسانيتي". 

وعن شعورها بعد حصولها على صفة لاجئة في النمسا، تضيف: "شعرتُ براحة نفسية كبيرة، لأنّ اللجوء وفّر لي الكثير من الخيارات التي لم تكن متاحةً لي من قبل. على سبيل المثال، استطعت أن أحصل على منزل وأسكن بمفردي، بدلاً من العيش في سكن مشترك، كما حصلت على عمل وأستطيع أن أستكمل تعليمي. باختصار، أصبحت حياتي أفضل بكثير".

نزعت قناعي

يروي عدنان النحاس، وهو شاب مثلي سوري يعيش في فيينا، تجربته لرصيف22: "في سوريا كانت حياتي، بطبيعة الحال، حياةً مخفيّةً، معزولةً، وغريبةً في بعض النواحي، فقد كنت على علاقة مع شخص كان يعيش خوفاً وقلقاً دائماً من أن تُكتشف علاقتنا، كانت حياتي أشبه بارتداء قناع كل يوم، أغطي به وجهي. وكان الأمر صعباً، بل شديد الصعوبة. كان من الصعب أن أستمر هكذا".

ويرصد النحاس التغيرات التي طرأت عليه عندما وصل إلى النمسا بصفة لاجئ. يقول: "تغيّرت حياتي 360 درجةً، هنا، فهمت نفسي بشكل أفضل، وتعرّفت على ذاتي بعمق. يمكنني القول إنني ولدت من جديد". 

ويقارن عدنان بين شخصيته في سوريا وشخصيته في فيينا بالقول: "في السابق، كنت أعيش في عزلة وخوف. أما اليوم، فأنا أعيش قصة حب مع شخص منفتح الذهن للغاية، ونعبّر عن فخرنا بمثليتنا"، ويضيف: "يمكن القول إنّ الفرق بين ما كنت عليه وما أنا عليه اليوم كالفرق بين السماء والأرض". 

بالنسبة لعدنان وروان، لا تبدو في الأفق أي إشارة توحي بأنّ الكرامة أو الاعتراف بوجودهما ممكنان في وطنهما الأصلي. فهما يقيسان مآلات العودة من خلال تجربتهما مع الجاليات العربية في النمسا، التي ما زالت تنظر إليهما النظرة ذاتها التي يحملها المجتمع العربي تجاه مجتمع الميم-عين. الفرق الوحيد أنّ القوانين النمساوية تضع حدوداً لهذه النظرة، وتمنع تفاقمها تحت طائلة المساءلة والمحاسبة.

مخاطرة كبيرة

تقول روان لرصيف22، إنّ اندماجها في النمسا، أعاقته إلى حد ما تصرفات الجاليات العربية، على وجه التحديد الجالية السورية في النمسا: "التمييز جاء في معظمه من المجتمع العربي المتواجد في النمسا، وليس من المجتمع الأوروبي. نعم، لا شك أنّ هناك أوروبيين لا يرحبون بالعابرين/ ات جنسياً، لكنهم لا يتدّخلون في شؤونهم/ نّ، ولا يشتمونهم/ نّ، لكن التمييز الحقيقي المحمّل بالتدخل والتنميط موجود بين العرب أنفسهم، خصوصاً من هم من الجالية السورية".

تكمل:" أكثر فئة سببت لي الأذى، سواء نفسياً أو اجتماعياً، كانت من السوريين أنفسهم، أما بقية الجنسيات الأخرى المقيمة في النمسا، فلم تكن لديهم أي مشكلة، بل كانوا يقولون لي: ‘نحن لا نتدخل بك‘، ويتعاملون معي باحترام. أما من تعرّضت منهم للإساءة والإهانة فعلياً فهم من أبناء بلدي، الذين لا يزال يحمل معظمهم الإرث الثقافي والاجتماعي الرافض لحرية الآخرين خاصةً الجنسية".

لا يرى عدنان وروان أفقاً لكرامة أو اعتراف في وطنهما، إذ تُذكّرهما الجاليات العربية في النمسا بالنظرة الإقصائية ذاتها تجاه مجتمع الميم-عين، لكن الفرق أن القوانين النمساوية تحميهما

وتستذكر :"دائماً ما يوجهون إليّ أسئلةً جارحةً: لماذا أنتِ هكذا؟ لماذا شكلكِ بهذا الشكل؟ لماذا تلبسين بهذه الطريقة؟".

رفض هويتها، دفع روان للحدّ من علاقتها بالجالية السورية في النمسا: "علاقتي بالجالية هنا ليست جيدةً على الإطلاق، ولا أرغب في معرفة أي شيء يتعلق بهم. أنا امرأة عابرة، ولا أجد دعماً اجتماعياً في الجالية لمن هم مثلي".

وحول رؤيتها لمستقبل مجتمع الميم-عين في سوريا، تصف روان وضع المثليين/ ات والعابرين/ ات بأنه "مأساوي"، وتعتقد أنّ الحكومة الانتقالية بـ"خلفيتها الدينية المتشددة" لن تحترم أو توفر أي مقومات لحمايتهم، بل ستغذّي هذا الرفض، وتكرّسه عبر سياساتها وممارساتها.

وتضيف: "الكثير من العابرين/ ات يترصدهم/ نّ الخوف من تطبيق أعنف الممارسات ضدهم بدءاً من الاغتصاب وصولاً إلى التهديد بالقتل". 

وتصف المجتمع السوري بأنه "يعيش حالةً من النفاق"، إذ إنهم "يطرحون أنفسهم كمحافظين على القيم الدينية والعادات والتقاليد‘ لكن هم أنفسهم يمارسون أموراً تُعدّ خارجةً عن هذه التقاليد، لكن الجميع يتفق على كراهية واستهداف المثليين/ ات والعابرين/ ات". 

ويتفق مع روان في الرأي والتجربة عدنان إذ يقول: "حتى في فيينا حيث أعيش، توجد أماكن -خاصةً في التجمعات العربية- أشعر فيها بأنّ حرّيتي مقيّدة".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان يفكر في العودة إلى سوريا يجيب: "لا، بصراحة، هذا مستحيل. اليوم، أنا ما زلت جزءاً من المجتمع السوري، لدي حياة كاملة هناك، لكن لدي حياتي كمثلي أيضاً أعيشها هنا، أنا أعرف الناس هنا على المستوى النفسي، لأنني مسلم ومثلي". 

ويكمل: "في حال عدت بهويتي وحقيقتي، أعتقد أنني سأفقد 90% من الناس هناك. حياتي ستكون في خطر، سأخسر أشخاصاً سيتوقفون عن الحديث معي، إذا رأوني هناك على حقيقتي. لا أعتقد أنني سأتمكن من الحفاظ على أي شيء. الأمر مستحيل، مستحيل تماماً، حتى بعد 100 عام لا أظن أن المجتمع السوري سيتقبّلنا". 

ويوضح: "هذا ينسحب على المجتمع العربي هنا، أشعر بنظرات معيّنة، لا يمارسون التنمّر مباشرةً ولا يهاجمون بالكلام الجارح، لكن النظرات تكفي لنفهم أنهم لا يتقبّلوننا برغم أنهم يعيشون في مناخ من الحرية والديمقراطية والمساواة المكفولة للجميع بالقانون". 

ويلفت إلى أنّ مواقف التنمّر جاءت دائماً ممن هم من أصول عربية: "بعضهم يتصرف وكأنه وصيّ على الآخرين، ويشعرك بأنّك مُدان لمجرد أنك تعيش حقيقتك".

العمل على الأرض 

برغم استمرار القوانين السورية في تجريم المثلية الجنسية، خصوصاً من خلال المادة 520 من قانون العقوبات التي تنصّ على أن "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى ثلاث سنوات"، بدأت تظهر مبادرات سورية، داخل البلاد وخارجها، تُعنى بحقوق أفراد مجتمع الميم-عين.

من بين هذه المبادرات، تبرز حركة "حرّاس المساواة" (GEM)، كواحدة من أبرز المنظمات التي تأسست عام 2021، وتعمل على دعم وحماية حقوق أفراد مجتمع الميم-عين داخل سوريا وخارجها. تسعى الحركة لتقديم خدمات حماية شاملة، توثيق الانتهاكات، وتنفيذ حملات مناصرة تهدف إلى تعزيز الوعي ورفض التمييز، برغم التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا المجتمع في ظل القوانين الصارمة والضغوط الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، تقدّم منظمة "زعتر" السورية، دعماً خاصاً للّاجئين/ ات من مجتمع الميم-عين في أوروبا، من خلال برامج إرشاد ومجموعات دعم تُساعدهم على التكيّف والتواصل مع الموارد المتاحة. كما تنظّم "زعتر" ورش عمل لتدريب العاملين/ ات في المجال الإنساني على كيفية التعامل مع قضايا مجتمع الميم-عين بحساسية واحترام.

وفي ظلّ غياب أي بدائل حقيقية لمجتمع الميم-عين خارج النمسا، وترافق ذلك مع تشديد إجراءات اللجوء، وفي ظل ضعف الدعم المادي والنفسي لطالبي/ ات اللجوء ما يحرمهم/ نّ من فرص التعليم والعمل قبل الحصول على الإقامة، يصبح السؤال ملحّاً: إذا كانت النمسا ستُغلق أبوابها أمام هذه الفئة، فإلى أين يهرب من لا يتقبلّه الوطن... ولا المنفى؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image